فشل الاتفاقية يكبد واشنطن خسائر 94مليار دولار

قمة ليما تتوقع إعلانا واضحا للتبادل الحر

لوسيل

ليما - وكالات

واصل قادة منطقة آسيا والمحيط الهادئ أمس في ليما، عاصمة البيرو، البحث في مستقبل اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ (تي بي بي) التي ندد بها قبل انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تنتهي القمة اليوم بإعلان واضح يؤيد التبادل الحر.

ووصل الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، الذي يعد من أشد أنصار اتفاقية التبادل الحر الموقعة عام 2015 بين 12 دولة من المنطقة بعد سنوات من المفاوضات الشاقة، مساء الجمعة الى البيرو للمشاركة في الاجتماع السنوي لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، وسط أجواء من التشاؤم والغموض.
ودول أبيك الـ21 التي تمثل 60% من التجارة العالمية و40% من سكان العالم، مصممة على مواصلة اندماجها الاقتصادي من خلال رفع الحواجز التجارية في ما بينها، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أو بدونها، ولو اقتضى ذلك أن تصطف خلف الصين.
وتترصد بكين المستبعدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، الفرصة لتتزعم وحيدة عولمة تواجه انتقادات متزايدة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال رئيس وزراء البيرو فرناندو زافالا الجمعة أن قادة أبيك سيتفقون الأحد على إعلان واضح تأييدا للتبادل الحر.
وأضاف إن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ تضم 11 اقتصادا آخر (كندا والمكسيك وتشيلي وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وبروناي وماليزيا والبيرو وسنغافورة وفيتنام). من الأفضل أن تكون الولايات المتحدة بينها. وإلا، فإن الأعضاء الآخرين مصممون على المضي قدما .
وتعهدت اليابان والبيرو الجمعة في ليما بالعمل للمصادقة في أسرع وقت ممكن على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ التي يعتبران أنها ذات أهمية تجاريا وجيوسياسيا من أجل الاستقرار والازدهار في المنطقة . وتعمل الصين على تحريك مشروعها لإقامة منطقة تبادل حر لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، على أمل ضم جميع دول أبيك الـ21 اليها.
كما تدعم الصين مشروع اتفاقية التبادل الحر بين دول رابطة آسيان والصين واستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، ومن دون الولايات المتحدة.
وقال رئيس شركة سينوكيم الحكومية الصينية، نينغ قاونينغ، الجمعة إن زعماء قطاع الأعمال العالميين المجتمعين في بيرو يعتقدون إن من غير المحتمل تنفيذ مقترحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات الصينية.
وأبدى نينغ قاونينغ للصحفيين على هامش المؤتمر شعوره ببعض القلق إزاء الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب وسياساته ولكنه لا يعتقد بأنه سيبني فعلا جدارا بين المكسيك والولايات المتحدة ولن يرفع فعلا رسوم الواردات على المنتجات الصينية. وأقر المندوب التجاري الأمريكي مايكل فرومان في ليما بأن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ ليست بالطبع الخيار الوحيد المطروح ، محذرا من كلفة جيوسياسية واقتصادية باهظة قد تترتب على واشنطن في حال انسحابها.
ولفت المسؤول الديموقراطي إلى دراسة أجريت مؤخرا، تفيد بأن الولايات المتحدة ستخسر 94 مليار دولار خلال سنة واحدة في حال فشل اتفاقية الشراكة التي ما زال يتعين إبرامها في الكونغرس الذي يسيطر عليه خصوم أوباما الجمهوريون.
وأعرب حليفان لترامب في الكونجرس ونائبه المنتخب مايك بنس عن تأييدهم لاتفاقية الشراكة. ويدرس البعض احتمال معاودة التفاوض، ما سيسمح للرئيس المنتخب بأن يؤكد لناخبيه أنه حسن شروط اتفاقية الشراكة لصالح الولايات المتحدة.