في الأشهر التي سبقت أول صافرة لانطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022، شنت بعض وسائل الإعلام الدولية حملة شعواء ضد قطر وأنتجت قصصاً سلبية في الغالب، قبل أشهر من بداية البطولة التي شاهدها المليارات في جميع أنحاء العالم.
ولكن رغم ذلك فإن البطولة الأخيرة لكأس العالم في قطر أثبتت أن كرة القدم لها سحرها وقوتها وهي محصنة ضد كل الحملات التي أطلقتها وسائل الإعلام وضد السياسيين، إنها عميقة في أرواح ودماء الشعوب.
وحسب تقرير صادر عن مجلة السياسة الدولية الأمريكية، فإن ما واجهته قطر سواء ان كان مفتعلاً أم لا، فمن المؤكد أن قطر كانت هدفاً سهلاً للهجمات، في الوقت الذي يدقق فيه الغرب في أول دولة شرق أوسطية تستضيف أكبر حدث رياضي في العالم حتى في أفضل الظروف.
وأضافت المجلة الأمريكية في تقريرها الصادر قبل يومين بعنوان (قطر توحد العالم من خلال الرياضة)، لنكن واضحين بمجرد بدء المباريات اعترفت بعض وسائل الإعلام واشادت بالمباريات المثيرة والقصص المقنعة والنجوم والأبطال والفرق التي هلل لها المشجعون من جميع أنحاء العالم.
واعترف آخرون بالأرقام القياسية التي حققتها البطولة- ما يقدر بنحو 5 مليارات شخص تابعوا المباريات الضخمة من بينهم أعداد ضخمة في الولايات المتحدة، رغم من كونها دولة لا تزال ثقافة كرة القدم في مهدها، وليست اللعبة ذات الشعبية الأولى في أمريكا.
ونوه التقرير إلى أن العديد من الصحفيين لم يتمكنوا من مساعدة أنفسهم. ولم يعجبوا بالمهمة التي اضطلعت بها دولة قطر وإنجازاتها العديدة، من البنية التحتية الضخمة والأمن الواسع والتنفيذ الدقيق.
لسنوات سبقت الألعاب أنفق خصوم قطر الإقليميون والسياسيون الكثير على مستشاري العلاقات العامة الذي بنوا روايات سلبية الكثير منها متخيل ومروع، وكثير منها كان يغذيه السباق، ثم طرحوه لوسائل الإعلام الدولية، كان الهدف هو إثارة الغضب ولفت الأنظار.
وقال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى،: منذ أن فزنا بشرف استضافة كأس العالم، تعرضت قطر لحملة غير مسبوقة لم تواجه أي بلد مضيفة على الإطلاق ، سرعان ما أصبح من الواضح لنا أن الحملة مستمرة وتتوسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغًا جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة .
وعلى الرغم من الحملة اللاذعة الا أن مشجعي كرة القدم كانوا مبتهجين.
وعلى أرض الواقع في الدوحة، أثبتت تجربة مشجعي ومعجبي كرة القدم بأن البطولة في قطر كانت حديثة وممتعة وآمنة. وعلى الرغم من منع استهلاك الكحول في مجالات اللعب أو حولها، إلا أن ما بدأ في البداية وكأنه انتكاسة أثبت أنه من قبيل الصدفة مهم. ولم ترد تقارير عن أعمال عنف مرتبطة بالمشاغبين. وشاهد المليارات الذين تابعوا ما يمكن القول بأنه البطولة الأكثر إثارة في تاريخ كأس العالم.
ما كان أكثر لفتاً للنظر في هذه البطولة كونها جمعت الرياضة في العالم سوياً، رغم الانتقادات غير المسبوقة التي انتظمت عبر حملة وعملية تأثير منسقة تنسيقاً جيداً، وفيلق صحفي دولي ملتزم بجر أول دولة مضيفة في الشرق الأوسط عبر الوحل.
وفي سياق آخر ظهر المنتخب المغربي باداء جيد وصعد بشكل مثير إلى الجولة قبل الأخيرة من البطولة، ضارباً مثالاً على انه كيف يمكن للعبة أن تربط الدول على أرض الملعب من خلال شعور مشترك بالهدف والإنجاز. وقال قائد المنتخب سايس: كان لدينا حلم بالطبع الأحلام مجاناً بالطبع لذلك يمكننا أن نحلم ولكن يجب القيام به نضع الكثير من الطاقة في كل مباراة جسدياً وعقلياً، انه أمر صعب ولكن في النهاية إنه. جيد جدا
ومن الجيد أن يحصل المشجعون في البطولة على كل شئ. لأن المشجعين بعد كل شئ هم القلب النابض لكأس العالم. يثورون بفرح وهم يشاهدون أبطالهم يلعبون يصعدون ويسقطون مثل النجوم عندما تقرع الهزيمة بابهم. استمر حماسهم ووجع قلوبهم في قطر حتى المباراة النهائية بين فرنسا والارجنتين، حيث حصل ليونيل ميسي، أحد أعظم لاعبي كرة القدم في كل العصور أخيراً على الجائزة التي استعصت عليه طوال حياته المهنية اللامعة.
كما يعلم أي شخص يهتف لفريق في أي رياضة- سواء بحماس أو كمراقب غير رسمي- جيداً، فإن الزمالة التي تتجلي في المسابقات الرياضية هي ضجة كبيرة لا مثيل لها. إنها محصنة ضد وسائل الإعلام والسياسيين، إنه جزء منا وفي دمائنا وعميق في أرواحنا.
لقد كانت القصة الحقيقية لكأس العالم في قطر هي قصة بلد مضيف حاولوا اضعافه، ولكنه قدم تجربة لم يستطع أن يقدمها سوى عدد قليل، انها قصة حدث رياضي مثير أعقب جائحة كورونا، انها قصة مليارات المشجعين التي جمعتهم بطولة كأس العالم قطر 2022 من خلال هتافاتهم وتشجيعهم لمنتخباتهم، وقصة أعظم لاعبي كرة القدم في كل العصور الذي حقق هدف العمر، إن كأس العالم قطر 2022 قصة قد لا تحدث مرة أخرى.