قالت السلطة الفلسطينية أمس إنها تنتظر توضيحات بشأن تهديد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ردا على مقاضاتها لإسرائيل أمام الجنائية الدولية، وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن السلطة تنتظر توضيحا من واشنطن بشأن تهديداتها بإغلاق مكتب المنظمة، وأضاف نرفض أي ضغوط خارجية علينا .
قال المالكي ان الخارجية الامريكية لم تجدد أوراق عمل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في الوقت المحدد، وهذا ما لم يحدث منذ الثمانينيات، وان السلطة الفلسطينية تسلمت رسالة من الخارجية الاميركية قبل يومين تقول إن وزير الخارجية لم يتمكن من ايجاد ما يكفي من الاسباب للابقاء على المكتب مفتوحا.
وقال المالكي إن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاخير في اجتماع الجمعية العامة الامم المتحدة، واشارته الى امكانية التوجه الى محكمة الجنايات الدولية ضد الاستيطان الاسرائيلي، كان له أثر في توجه الخارجية الامريكية لاتخاذ موقف ازاء مكتب المنظمة.
وذكر المالكي أن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي يمضي فترة نقاهة في الولايات المتحدة الاميركية، وجه رسالة الى الادارة الاميركية قال فيها بان هذا الاجراء الاميركي غير مقبول، وخطوة تصعيدية وقرار سياسي يهدد بانهاء دور الادارة الاميركية في عملية السلام، وقال في تصريحات صحفية سنعلق اتصالاتنا بواشنطن إن لم تجدد ترخيص مكتب المنظمة . وكرر المالكي القول بان السلطة الفلسطينية تنتظر الرد الاميركي الاثنين المقبل، على ان يعقد اجتماع خاص للقيادة الفلسطينية، بعد ذلك، لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء ما يستجد.
من جانبه قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية هذا الإجراء الذي يهدف إلى إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية يمثل خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الأمريكية الفلسطينية . وأضاف في تصريح بثته الوكالة الرسمية الفلسطينية أن إغلاق المكتب يترتب عليه عواقب خطيرة على عملية السلام وعلى العلاقات الأمريكية العربية .
وتابع أبو ردينة أن هذا الإجراء يمثل ضربة لجهود صنع السلام ويمثل كذلك مكافأة لإسرائيل التي تعمل على عرقلة الجهود الأمريكية من خلال إمعانها في سياسة الاستيطان ورفضها قبول مبدأ حل الدولتين .
وعبرت الرئاسة الفلسطينية في البيان الذي بثته الوكالة الرسمية عن استغرابها الشديد من الإجراء الأمريكي الأخير بخصوص مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن... خاصة وأن لقاءات الرئيس محمود عباس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تميزت بتفاهم كامل حول خطوات تمهد لخلق أجواء تسمح باستئناف عملية السلام .
وكانت وكالة أسوشيتد برس نقلت في وقت سابق أن الولايات المتحدة هددت الجمعة بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن إذا لم تدخل في مفاوضات سلام جدية مع إسرائيل . وذكر مصدر في الخارجية الأميركية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تجاوز هذا الخط عندما دعا المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في تصرفات إسرائيل ومحاكمتها. وأضاف أنه طبقا لهذا القانون فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيكون لديه 90 يوما ليقرر ما إذا كان الفلسطينيون منخرطين في مفاوضات مباشرة وذات مغزى مع إسرائيل، وإذا فعل ذلك فسوف يستطيع الفلسطينيون الحفاظ على مكتب بعثتهم .
ولفت المصدر إلى أنه من غير المعلوم بعد ما إذا كان الرئيس ترامب سيغلق البعثة الفلسطينية في واشنطن. وذكرت الوكالة أن السلطات الأميركية أكدت أنها ستحافظ على العلاقة مع الفلسطينيين حتى لو أغلقت مكتبهم.