كشفت سجلات هيئة الأشغال العامة أشغال عن تحقيق إنجازات لافتة خلال عام 2025، وهو العام الأول من خطتها الخمسية الطموحة (2025-2029) التي تبلغ قيمتها أكثر من 81 مليار ريال قطري. ركّزت الهيئة على تطوير الطرق، وشبكات الصرف الصحي، والاستدامة البيئية، مع اعتماد كبير على المكون المحلي، وتقنيات صديقة للبيئة مثل إعادة تدوير المياه والأسفلت.
وقد أشاد خبراء وأعضاء بالمجلس البلدي المركزي بهذه المشاريع، وقالوا إنها حققت أهدافها في الوقت المحدد أو قبله في بعض الحالات داخل دوائرهم، وساهمت في دعم قطاع التعاون بين القطاعين العام والخاص، مع استخدام تقنيات مستدامة مثل إعادة تدوير المياه. ومن أبرز الإنجازات التي انتهت منها أشغال في عام 2025 مشروع تصميم وإنشاء البحيرات الموسمية لتخزين مياه الصرف الصحي المعالجة.
قال السيد مبارك بن فريش السالم، نائب رئيس المجلس البلدي المركزي ورئيس لجنة الخدمات والمرافق العامة وممثل دائرة الغرافة وأزغوى، لصحيفة لوسيل :أكملت أشغال في عام 2025 العديد من المشاريع الرئيسية أو مراحل مهمة منها في قطاعات الطرق والصرف الصحي والتعليم. هذه الإنجازات عززت الاستدامة البيئية، وقللت مخاطر الفيضانات، وحسّنت السلامة المرورية، ودعمت التنمية المحلية لأراضي المواطنين. والتقييم العام إيجابي للغاية، إذ حققت المشاريع أهدافها في مواعيدها أو قبلها في كثير من الحالات.
واستطرد السالم قائلًا: الإنجازات تتوافق تماماً مع أهداف الخطة الخمسية، مع تركيز واضح على إنسانية المدن وتحسين جودة الحياة والاستدامة، وساهمت في دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وإكمال بعض المشاريع قبل مواعيدها مثل المدارس يعكس كفاءة إدارية عالية لأشغال، حيث أنها استبقت جدول أعمالها في تنفيذ المشاريع بدقة وجودة عالية.
وتعرض الى طبيعة عمل أشغال لاسيما في دائرته التي يمثلها، قائلاً: في الاجتماع الرابع والثلاثين للمجلس البلدي في أبريل 2025، قدم مسؤولو أشغال عرضًا شاملاً عن المشاريع الجارية والمخططة في الدوائر، بما في ذلك دائرة 15 التي أمثلها، مع التركيز على الاستجابة لاحتياجات المواطنين التي سبق وطالبنا بها. وقد انتهت عدة مشاريع رئيسية في الدائرة مما اشاروا اليه، بينما يجري العمل للانتهاء مما تبقى من مشاريع قبل نهاية العام الجاري، مما يعكس تقدّمًا جيدًا. وتركّز مشاريع أشغال في الدائرة على تحسين الطرق الداخلية، وشبكات الصرف لمنع الفيضانات، ودعم التنمية السكنية، مع استخدام تقنيات مستدامة مثل إعادة تدوير المياه.
وخلص مبارك بن فريش السالم، نائب رئيس المجلس البلدي المركزي، ورئيس لجنة الخدمات والمرافق العامة، وممثل دائرة الغرافة وأزغوى، إلى القول: أن مشروع تصميم وإنشاء البحيرات الموسمية لتخزين مياه الصرف الصحي المعالجة يعد أحد الإنجازات البارزة لهيئة الأشغال العامة في عام 2025. هذا المشروع جزء من الخطة الخمسية (2025 2029) لتعزيز الاستدامة البيئية، ويأتي تماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030 لإدارة الموارد المائية المستدامة. وقد تم التركيز على المرحلة الأولى، التي انتهت الأعمال الرئيسية فيها في 13 نوفمبر 2025، مما يجعله مشروعًا انتقاليًا ناجحًا في بداية الخطة الجديدة.
وفي تقييم رفيع المستوى، أشاد الخبير الأممي في التنمية المستدامة الأستاذ الدكتور سيف بن علي الحجري بأداء هيئة الأشغال العامة أشغال ، مؤكداً أنها نجحت خلال عام 2025 في تقديم نموذج متكامل للمعالجة الاستراتيجية لأبرز التحديات الوطنية، عبر ثلاثة محاور رئيسية تتقاطع تماماً مع مرتكزات رؤية قطر الوطنية 2030.
وقال الدكتور الحجري في تصريح خاص لـصحيفة لوسيل : من يتتبع مسيرة أشغال يدرك أننا أمام حالة نادرة من القدرة على تحويل التحدي إلى إنجاز. ففي المحور الأول، واجهت الهيئة التحدي الأصعب شح المياه بحلول ثنائية عبقرية: احتجاز مياه السيول التي كانت تُهدر، وإعادة استثمار المياه المعالجة ثلاثياً. وها هي اليوم تُتوّج المرحلة الأولى من مشروع تخزين المياه الموسمية بمنظومة ضخمة من السدود والخزانات الاستراتيجية، لتضيف بذلك مورداً مائياً جديداً يعزز الأمن المائي للأجيال القادمة.
وأضاف: أما المحور الثاني فيتمثل في قفزة نوعية على صعيد البنية التحتية للطرق. فقد أنجزت أشغال خلال العام نفسه شبكة حديثة من الطرق السريعة والشوارع الداخلية، مزودة بتقنيات ذكية للإنارة والإرشاد والتصريف، ومصممة وفق أعلى معايير الاستدامة والسلامة، لتربط المدن بالقرى وتُسهم في انسيابية الحركة وجودة الحياة .
وفي المحور الثالث، أبرز الخبير الأممي الدور الريادي لـ أشغال في التخضير، حيث قادت حملة توسع أخضر طموحة رفعت نسبة المساحات الخضراء، وطورت منظومات متقدمة لإعادة التدوير، لتُسهم بفاعلية في مكافحة تغير المناخ، تعزيز التنوع البيولوجي، تجميل المدن، ودعم السياحة الداخلية والوافدة على حد سواء.
واختتم الدكتور سيف بن علي الحجري تصريحه بقوله: ما تقدمه أشغال ليس مجرد مشاريع، بل رؤية وطنية تُترجم إلى إنجازات ملموسة. وهو دليل قاطع على أن قطر تمتلك بقيادتها الحكيمة وكفاءاتها الوطنية القدرة الكاملة على مواجهة التحديات البيئية الحالية والمستقبلية، بل وتحويلها إلى رافعة لتنمية شاملة ومستدامة تضع الدولة في طليعة الأمم .
ومن جانبه،قال السيد عبدالله بن خالد اليافعي، عضو المجلس البلدي المركزي وممثل الدائرة السابعة عشرة بمنطقة لصحيفة لوسيل : إن هيئة الأشغال العامة أشغال تُعدّ من أكثر الجهات الحكومية القطرية جديةً وتنفيذاً في مجال الاستدامة البيئية، فهي تحول الكلام إلى أرقام ومشاريع ملموسة يوميًّا، وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف البيئية لرؤية قطر الوطنية 2030 .
ويستطرد اليافعي قائلًا: إننا نتابع مشاريع هيئة الأشغال العامة أشغال في الدائرة السابعة عشرة التي أمثلها على مدار الأيام، ونلحظ التزامًا واضحًا بخطط التنفيذ. كما أن إنجازات أشغال في الدائرة تحقق نسبة نجاح جيدة جدًا، وساهمت بشكل ملموس في دعم رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال تطوير البنية التحتية وتلبية احتياجات السكان. ومن أبرز الإنجازات التي نتابعها منذ أن كانت في مرحلة المقترح: تنفيذ مشروع تمديد شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار في منطقة الخريطيات. ويهدف هذا المشروع إلى منع تجمع المياه والفيضانات وتحسين الصحة العامة، وقد أثبت فعالية عالية جدًا وأسهم في تقليل الشكاوى من السكان بشكل كبير .
خلُص عبدالله بن خالد اليافعي، عضو المجلس البلدي المركزي وممثل الدائرة السابعة عشرة في لوسيل، إلى القول: نفّذت أشغال بدائرتي عدة مشاريع بارزة، منها إعادة رصف الشوارع وتحسين الإنارة، حيث أنجزت رصف أكثر من 10 كيلومترات من الشوارع الرئيسية، وتركيب إضاءة حديثة موفرة للطاقة. وقد شكّل هذا العمل نجاحًا كبيرًا في رفع مستوى السلامة المرورية وزيادة جاذبية المنطقة.كما شملت المشاريع تجميل المنطقة وإنشاء ممرات مشاة آمنة، وتطوير الحدائق، وزراعة الأشجار، مع التركيز الواضح على مبادئ الاستدامة البيئية. كل ذلك أسهم في تحسين جودة الحياة للسكان بشكل ملحوظ، غير أن التوسع السكاني السريع يتطلب تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع المتبقية لمواكبة هذا النمو .
ووفقًا للموقع الإلكتروني لهيئة الأشغال العامة أشغال :فقد أنهت أشغال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التخزين الموسمي للمياه المعالجة ثلاثية التنقية، وذلك ببناء خمسة خزانات بطاقة تخزينية إجمالية تبلغ 22.5 مليون متر مكعب، إلى جانب بركة تبخير بسعة 8.7 مليون متر مكعب. كما أعادت الهيئة استخدام أكثر من 8 ملايين متر مكعب من مواد الحفر المعاد تدويرها، مما يعزز الاستدامة البيئية ويدعم إعادة استعمال المياه المعالجة في أغراض الري وأنظمة التبريد المركزي، وقد تحقق ذلك كله مع بلوغ 10 ملايين ساعة عمل آمنة دون إصابات مفقودة الوقت.وفي إطار الحزمة الأولى من مشاريع تطوير الطرق والبنية التحتية في منطقتي الفروش والخريطيات، تم تحسين الشوارع الداخلية وشبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، لخدمة 411 قسمًا سكنيًا، مع تعزيز الوصولية وجودة الحياة لأكثر من 30,000 قطعة أرض مواطنين في المناطق الحضرية.
وحول مشاريع تحسين الطرق في المناطق الشمالية، يضيف السيد اليافعي: قامت هيئة الأشغال العامة أشغال بصيانة وتطوير الطرق الدائمة والمؤقتة في المناطق الشمالية، مع توفير كامل عناصر السلامة المرورية وشبكات البنية التحتية اللازمة، وذلك باعتماد نسبة 85% من المكوّن المحلي (الجابرو، الأعمدة، أنظمة الإنارة)، مما عزز السلامة المرورية ولبّى احتياجات السكان ودعم الشركات القطرية.كما شملت الأعمال تطوير الطرق في مناطق شرق الواجبة، وغرب سميسمة، والعب، واللبيب، وغرب المعيذر، وإكمال 33 مشروعًا جزئيًا ضمن برنامج تطوير البنية التحتية المحلية، تضمنت الطرق وشبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، لتخدم أكثر من 30,000 قطعة أرض مواطنين، وتدعم التوسع الحضري وترفع مستوى المعيشة في المناطق الشمالية والغربية.وتأتي هذه المشاريع ضمن خطة تضم 135 مشروعًا مقرر تنفيذها خلال عام 2025، مع التركيز الكبير على الاستدامة البيئية، حيث أعادت أشغال تدوير 1.4 مليون طن من الأسفلت في الفترة من 2020 إلى 2024، وتستمر في هذا النهج خلال 2025. كما ساهمت هذه المشاريع في إنشاء 363 ألف متر مربع من المساحات الخضراء و995 كيلومترًا من مسارات الدراجات الهوائية .
ومع نهاية الربع الثالث من عام 2025، تم طرح معظم المشاريع المخططة، بواقع 108 مشاريع خلال الأرباع الثلاثة الأولى، فيما يتركز الجهد حاليًا على تنفيذ 27 مشروعًا ضمن الربع الرابع.وتؤكد هيئة الأشغال العامة أشغال أن إنجازاتها تتمحور حول الاستدامة البيئية، ومن أبرزها إعادة تدوير 1.4 مليون طن من الأسفلت، وإنشاء 363 ألف متر مربع من المساحات الخضراء. كما جددت الهيئة التزامها الكامل برؤية قطر الوطنية 2030، من خلال دعم الشركات القطرية، وتعزيز استخدام المكون المحلي، وخفض الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ.