التجديد في العمل يهيئ لأكثر المؤسسات تعقيدا مناخا مواتيا للنمو

لوسيل

القاهرة - زينة عبد الله

تتبع كثير من المؤسسات في الوقت الحالي أسلوب البقاء عن طريق سرعة التغيير لتحفظ دورها الرائد في المنافسات، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك كثير من الشركات تفقد طاقتها وفاعليتها، ويعد التجديد هو أحد عوامل النجاح الرئيسية لنجاح المؤسسة ونموها، والتجديد هو أداء العمل بطرق جديدة أفضل بما يعزز عملية تفكير جلب تحسينات لم تكن ممكنة من قبل.
القادة والمديرون بحاجة إلى تبني مفهوم التجديد وجعله سلوكا متبعا، فرغم الدمج وتخفيض العمالة والاقتداء بالشركات الناجحة وإعادة التنظيم وأعمال إعادة الهندسة، تصل تلك الشركات في النهاية إلى مرحلة من ضعف العائد لأن المنافسين يفعلون الشيء نفسه، ولهذا السبب ينصح كل من ريك كونلو ودودج واتسابو في كتابهما القيادة المتميزة قادة الشركات بتعلم كيفية تشجيع التغيير بما يخلق انخراطا في أكثر المؤسسات تعقيدا حيث يمكنهم أيضًا تعلم كيف يخرجون بأفضل تفكير حول أعظم ما لديهم ألا وهو الموظفون، وكذا تعلم بث مناخ يشجع المؤسسة بأكملها في عملية النمو.
ويؤكد كونلو وواتسابو أن التجديد يتيح للقادة فرصا على كل المستويات أن يمنحوا مؤسستهم مجالا لدعوة جميع الموظفين في عملية التطوير، كما أن التجديد يخلق للمؤسسة هدفا عظيما يدفع التغييرات ويستحث المشاركة حتى في أكثر المؤسسات تعقيدا، فهو يستحث أفضل تفكير لدى الموظفين، ويشجع ويهيئ مناخا يدخل المؤسسة بأكملها في دائرة النمو، والرؤية التي تلهم جميع الموظفين لجعل المؤسسة أكثر تجديدا لن تتحقق إلا إذا كانت حقيقية وجادة.
ولتحقيق الفكر الجديد ومبدأ التجديد داخل شركاتنا وكيف يمكن إعادة إنتاجه وجعله جزءا من عملياتنا؟ وكيف نشجع موظفينا على إخراج أفضل ما لديهم من أفكار للعمل كل يوم؟ يشير كتاب القيادة المتميزة إلى أن أفضل نقطة نبدأ منها هي تقدير التجديد الذي يحدث بالفعل، فمن الضروري أن نبرز الإنجازات المبدعة التي نمتلكها بالفعل حتى تتبين ماهية العملية وما يمكن إعادة إنتاجه وسرعان ما تتقدم المؤسسات إذا ما بنينا على النجاحات التي حققناها بالفعل، وما أن نساعد المؤسسة على اكتشاف حدوث تجديد قائم بالفعل حتى يمكننا حينها أن نبدأ في التركيز على السلوكيات التي نريد تشجيعها داخل المؤسسة، ونحن كقادة نحتاج إلى البدء بسلوكياتنا وتمثيلها كنماذج للمؤسسة كاملة.
والقادة البارعون ينطلقون بناء على افتراض أن مناخ المؤسسات يبدأ بنا نحن، ومن ثم يمكننا أن نركز على السلوكيات التي نحتاج إلى تجسيدها داخل المؤسسة، فالأمر متعلق بنا نحن كقادة حيث نتولى مسؤولية سلوكياتنا ونفرض مسؤوليتنا عنها ونتحمل مسؤولية كون سلوكياتنا بحاجة للتغيير، ونقيس تلك السلوكيات والنتائج ونقدر أن التجديد وسلوكياتنا في القيادة هي مستقبل المؤسسة، لكن هناك الكثير من القادة على الصعيد الآخر يظلون راضين عن الحالة الراهنة ويكررون الأساليب القديمة كل يوم.