روسيا تقترح على الولايات المتحدة ترسيخ مبدأ استحالة نشوب حرب نووية

لوسيل

موسكو - قنا

اقترحت روسيا، في مشروع الاتفاق على الضمانات الأمنية مع الولايات المتحدة، الاتفاق على مبدأ استحالة نشوب حرب نووية، مشيرة في مسودة الاتفاق إلى أنه لا يوجد منتصر في مثل هذا النوع من الحروب.

ونشرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم على موقعها الإلكتروني الرسمي، مسودة اتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي /الناتو/ بشأن الضمانات الأمنية.
وجاء في مشروع الاتفاق التأكيد على السعي لتجنب أي مواجهة عسكرية ونزاع مسلح بين الطرفين، وإدراك أن الصدام العسكري المباشر بينهما يمكن أن يؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، مما سيكون له عواقب بعيدة المدى، والتأكيد على أنه لا يوجد منتصر في الحرب النووية، ولا ينبغي إطلاقها مطلقا، بالإضافة إلى إدراك الحاجة إلى بذل الجهود لمنع خطر مثل هذه الحرب بين الدول التي تمتلك أسلحة نووية.

كما تطرق مشروع الاتفاق إلى امتناع الطرفين عن إعداد العسكريين والمدنيين من الدول التي لا تمتلك سلاحا نوويا وتدريبهم على استخدام تلك الأسلحة، إضافة إلى عدم إجراء الطرفين مناورات وتدريبات للقوات العامة، بما في ذلك تطوير سيناريوهات باستخدام الأسلحة النووية.

وجاء في الوثيقة أيضا: يمتنع الطرفان عن نشر الأسلحة النووية خارج الأراضي الوطنية ويعيدان هذه الأسلحة، التي تم نشرها بالفعل خارج الأراضي الوطنية عند بدء نفاذ هذه المعاهدة إلى الأراضي الوطنية، وسيقضي الطرفان على جميع البنى التحتية القائمة لنشر الأسلحة النووية خارج الأراضي الوطنية .

يشار إلى أن السيد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قد سلم مقترحات موسكو إلى كارين دونفريد مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، خلال لقائهما يوم /الأربعاء/ الماضي، في مقر وزارة الخارجية الروسية، حيث تناولت محادثاتهما الطلب الروسي حول مسألة الضمانات الأمنية وملف أوكرانيا.

وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن موسكو تصر على إعداد ضمانات أمنية في فترة زمنية محددة، وستقدم مقترحا شاملا بشأن الضمانات الأمنية القانونية، استعدادا لجولة جديدة من الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتحذر موسكو من أنه إذا لم يستجب الناتو والولايات المتحدة لمطلب روسيا بضمانات أمنية، فقد يؤدي ذلك إلى جولة جديدة من المواجهة.

وتشهد العلاقات بين روسيا والناتو، خلال الآونة الأخيرة، توترا بسبب زيادة تواجد الناتو بالقرب من الحدود الروسية الأمر الذي تعتبره موسكو خرقا للوثيقة الأساسية للعلاقات بين الجانبين.. فيما حشدت روسيا ما يتراوح بين 75 ألفا و100 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، بحسب مصادر من حلف شمال الاطلسي، وتنفي الحكومة الروسية أي نية لديها للهجوم، ولكنها تحدثت مؤخرا بشأن خطط كييف للانضمام في النهاية إلى الحلف.

وتصاعد التوتر مؤخرا بين روسيا والغرب، حيث تتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بالإعداد لغزو أوكرانيا، وهي التهمة التي نفتها روسيا مرارا، رغم اتهامها لأوكرانيا بـ الاستفزاز . وتوترت علاقات روسيا والغرب بشدة منذ عام 2014، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة /القرم/، حيث فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على موسكو، ردت عليها روسيا بالمثل.

وعقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قمة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال عبر الفيديو الأسبوع الماضي، بهدف الحد من التوترات في المنطقة. وقال بايدن إنه أوضح لبوتين أنه ستكون هناك عواقب اقتصادية غير مسبوقة إن غزت روسيا أوكرانيا.. فيما ذكر /الكرملين/ أن الرئيس الروسي دعا نظيره الأمريكي خلال القمة لعدم تحميل روسيا المسؤولية عن التصعيد حول أوكرانيا، كما طلب ضمانات خطية بعدم توسع /الناتو/ شرقا ونشر أسلحة ضاربة في الدول المتاخمة لروسيا.