تربية البوم .. هواية تأثر قلوب الشباب الكويتي رغم مخاطرها
منوعات
17 أغسطس 2017 , 09:22ص
د.ب.أ
كان أنور يجلس مع أصدقائه في محل أسامة الصغير لبيع الطيور مثل البغبغان والحمام وغيرها ، اقترح أحدهم إدخال طائر البوم وعرضه للبيع في المحل، في البداية استغرب الرفاق الفكرة وقالوا لن يطلبه أحد، لكن حينما عرضت الفكرة على حساب الفريق في موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام" لاقت ترحيبا كثيرا وإقبالا ، وبدأ العديد من محبي الطيور يطلبون البوم ومن هنا كبرت الفكرة وبدأ أسامة ورفاقه رحلة تأسيس فريق لتربية البوم واستيراده من الخارج.
ورغم ما تنطوي عليه تربية هذا النوع من الطيور الذي يعتبر من الطيور الجارحة من الخطورة، خصوصا إذا كان هناك أطفال داخل المنزل ولا يتفهمون كيفية معاملة البوم فيقوموا باستفزازه، تمكن حب هذه الهواية من قلب هؤلاء الشباب وقبلوا التحدي في هذا المجال.
وينقسم البوم إلى نوعين، فهناك بوم حقيقي وبوم مخازن، البوم الحقيقي يشمل حوالي 200 نوع، أما بوم المخازن فيشمل 16 نوعا، وبوم المخازن يكون على شكل وجه القلب، وتختلف البومة في هذا النوع من حيث الحجم واللون، أما البوم الحقيقي فيضم العديد من الأشكال والأحجام ولعل أكبر حجم في هذا النوع هو البومة النسارية وهي أكبر حجما وتتميز بكبر جناحها، وتزن حوالي من 3 إلى 4 كيلو جرامات.
ويقول أنور الرفاعي أحد أعضاء فريق البوم لوكالة الانباء الالمانية (د. ب.أ) " حبي لتربية الطيور بشكل عام وللطيور الجارحة بشكل خاص يستهويني ويعلمني الصبر، وأجد لذة خاصة في الاهتمام بهذا الكائن الحي، فأنا من يقدم له الطعام والشراب والنظافة والرعاية الصحية، ويحتاج طائر البوم إلى معاملة خاصة، لأن البومة تتعود على الشخص الذي يقوم برعايتها."
وبدأ أنور ورفاقه قبل عام تقريبا بتأسيس فريق لتربية البوم في الكويت وقاموا بتدشين حسابهم الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، وحاولوا أن يتعلموا كل ما هو جديد في تربية البوم وكيفية معاملته ورعايته الصحية وطرق استيراده، ويضم الفريق الان خمسة أعضاء تجمعوا على حب تربية البوم، ولديهم خمسة طيور جميعها تم استيرادها من الخارج بطرق رسمية، ويسعى هذا الفريق للتطور أكثر واقتناء مزيد من البوم خلال المرحلة المقبلة، بعد اعتمادهم كفريق عمل تطوعي من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية.
وعن هدف فريق البوم الكويتي، أوضح الرفاعي أن الهدف الرئيسي للفريق هو نشر الوعي حول تربية طائر البوم وتعليم كل من يرغب في ممارسة هذه الهواية وكيفية تقديم الطعام والشراب للطائر وتدريبه، مضيفا أن فكرة البوم ترتبط في المجتمعات بالتشاؤم وسوء الطالع ونريد أن نمحو هذه الفكرة لأنها غير صحيحة.
ومن ضمن أهداف الفريق تسهيل المهمة لكل شاب يرغب في اقتناء طائر البوم لأن هناك طرق لابد من اتباعها حتى تستطيع الحصول على طائر بوم سليم ولديه شهادة صحية معتمدة حسب قول الرفاعي، وكان يحاول أعضاء الفريق دائما تبادل المعلومات حول كل ما يخص تربية البوم عبر مجموعة في "واتساب"، فتعلموا كيفية ربط طائر البوم من قدميه وتنظيفه وتقديم الطعام له، وخلال اللقاء الأسبوعي الذي يجمعهم كان كل عضو يأتي بالطائر الخاص به ويتبادلون الخبرات ويطبقون المعلومات التي اكتسبوها على الطيور.
وأضاف الرفاعي : البومة دائما تحب المعاملة الهادئة ولا تحب أن يناوشها الأطفال في البيت لأنها من الممكن أن تجرح بأظفارها خصوصا الأشخاص الموجودين داخل المنزل ولم يعتادوا على معرفة صفاتها.
وتعد بريطانيا المصدر الرئيسي للفريق في استيراد البوم، وتأتي البومة معتمدة لديها شهادة صحية حتى لا تسبب أمراضا معدية إذا دخلت البلاد، ولا يتم مصادرتها، ويعتمد سعر البومة على ندرتها وحجمها، فهناك بوم يبدأ من 200 دينار ونوع آخر قد يصل إلى 1000 دينار على حسب ندرته وهذا النوع النادر يضع بيضة واحدة سنويا ومن الممكن ألا يضع لذلك تكون سلالته نادرة، وتعد أغلى بومة في هذا النوع هي "milk eagle owl" الذي يصل سعرها إلى 900 دينار أو 1000 دينار كويتي.
وعن تكلفة تربية بومة واحدة في المنزل كشف أنور الرفاعي عن أن البومة تتغذى على لحم الدجاج الصغير أو الفئران الصغيرة وتأتي هذه اللحوم مجمدة ومعقمة من خلال محل واحد فقط في الكويت يستوردها من الخارج بشهادات صحية أيضا، ولا يجوز أن يقدم له الدجاج العادي أو اللحوم العادية التي نأكل منها في المنزل أو حتى الأعلاف التي تقدم للطيور الأخرى، مضيفا أن البومة تأكل مرتين يوميا وتكلفني حوالي 20 دينارا كويتيا شهريا.
ونفى أنور أن يكون هناك أي غرض تجاري أو هدف ربحي وراء ممارسة هذه الهواية، فقط هي هواية يستمتعون بممارستها، ويسعى فريق طائر البوم إلى طلب مساندة الدولة بتخصيص مكان لممارسة هذه الهواية مثل الفروسية والرماية وغيرها، كما طالب بوجود مكان مخصص للرعاية الصحية البيطرية، لأن المستشفى البيطري الموجود داخل الكويت يستقبل الصقور فقط، أما البوم فلا توجد معلومات كافية لدى البيطريين للتعامل مع البوم.
من جانبه قال أحمد الميل الذي يعشق الحياة البرية: بدأت في تربية الصقور وكنت أسعى لتحديث هوايتي فاتجهت إلى البوم وطبقت ما تعلمته في تربية الصقور على البوم، ويعد أخطر نوع من البوم هي البومة الوحشية والتي تعيش في الصحراء فهي الأخطر بين أنواع البوم على الإنسان، وهناك أنواع أخرى من البوم منها ما يعيش في مناطق باردة في أوروبا، ومنها ما يبصر في الليل فقط ومنها ما يبصر بالنهار فقط، ومنها ما يعيش في أجواء حارة وسط الصحراء، لكنها لا توجد بكثافة.
وبالطبع لا يستورد الميل البوم بنفسه لكنه يطلبه من إسبانيا وبريطانيا من خلال أحد المحلات الموجودة داخل الكويت، ويحتاج البوم الذي يقوم الميل على رعايته إلى أجواء باردة نوعا ما فالطبع يحتفظ بطائره داخل بيته.
وأوضح الميل أن تربية البوم لا يستطيع أي شخص القيام بها إلا من لديه صبر لأن البومة يتم تقديم الطعام لها بطريقة معينة، فيقوم الميل بتقطيع الدجاجة الصغيرة المجمدة "الكتكوت" بطريقة معينة وإذابتها في الماء حتى تتمكن البومة من أكلها، بعكس طيور أخرى مثل الزواحف والتي تأكل مرة في الشهر تقريبا، مضيفا أن هناك العديد من أصدقائي كانوا يرغبون في ممارسة هواية تربية البوم لكنهم لم يتحلوا بالصبر الكافي للنجاح في هذه التجربة.
وأصبح لأحمد الميل خبرة واسعة في مجال تربية البوم، بحيث يمكنه أن يفرق بين البوم العنيد والعنيف والهادئ وكيفية التعامل مع كل نوع، كما يسعى الميل إلى إدخال تربية النسور بجانب البوم ضمن مخططاته الفترة المقبلة. وطالب أحمد الميل "مركز التقدم العلمي" في الكويت بالدعم المعنوي حتى ترى هذه الهواية النور وتزداد انتشارها بين الشباب الكويتي.