يسعى العديد من البريطانيين، يائسين، لنيل جواز سفر أوروبي يسمح لهم بالبقاء في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بلادهم منه، سواء من خلال الحب، أو في أغلب الأحيان من خلال البحث عن جدود متحدرين من إحدى الدول الأعضاء الـ27 الأخرى.
وإزاء الشكوك المحيطة بإمكانية الاستمرار في العيش في الاتحاد الأوروبي أو العمل فيه بعد انفصال بريطانيا عنه، بادر بعض البريطانيين إلى طلب جنسية دولة أوروبية أخرى.
ويمكن لبعضهم في سبيل ذلك الإفادة من أصول أيرلندية، حيث إن حوالي 10% من البريطانيين مخولون طلب جنسية هذا البلد الذي يجيز تجنيس أولاد وأحفاد رعاياه.
وسجل إقبال على طلب جوازات سفر أيرلندية غداة استفتاء 23 يونيو، إلى حد دفع وزير الخارجية الأيرلندي تشارلي فلاناغان إلى الدعوة للتريث، مشيرا إلى أن المكاتب القنصلية تخضع لـ ضغط شديد . كذلك شهدت السفارة الألمانية في لندن في الفترة ذاتها فورة في طلبات الاستعلام . وطالب حوالي 400 بريطاني يتحدرون من يهود شرقيين (سفرديم) طردوا من البرتغال قبل خمسة قرون، بجنسية هذه الدولة الصغيرة في جنوب أوروبا.
وقبل الاستفتاء، كان خمسة بريطانيين فقط طلبوا الاستفادة من قانون يعود إلى مارس 2015 ينص على منح هؤلاء اليهود الجنسية البرتغالية تعويضا عن الاضطهاد الذي لحق بجدودهم في نهاية القرن الخامس عشر.
من جانبه، أفاد موقع انسيستري.كو.يو كاي للسلالات العائلية عن زيادة كبيرة في حركة الدخول إليه على الإنترنت بعد الاستفتاء.
وأوضحت سو مونكور المسؤولة في الموقع: شهدنا عدد رواد الإنترنت الذين يكتتبون لمرحلة اختبارية في الموقع يزداد بنسبة 40%. وبموازاة ذلك، ازدادت عمليات البحث عن جدود أيرلنديين خلال أسبوع بـ20% . أما الذين ليس لهم جدود من دول أخرى، فيبقى خيار الزواج متاحا لهم، إذ يسمح لهم الاحتفاظ بالحق في العيش في القارة والعمل فيها.
ولتسهيل الأمور، أنشأت طالبتان موقعا باسم (الجنسية لا قيمة لها بدون الاتحاد الأوروبي) بهدف وضع البريطانيين الراغبين بذلك في تواصل مع مواطنين أوروبيين مقيمين في المملكة المتحدة .