دعت جمعية أصدقاء الصحة النفسية وياك إلى أهمية الاستفادة من مزايا شهر رمضان المبارك، لا سيما تلك المعززة للصحة النفسية التي تسهم في التخفيف من حدة الإصابات النفسية؛ حيث إن أجواء الشهر الفضيل تسهم في نشر المودة والمحبة والتآلف بين الجميع.
وقالت في بيان صحفي أمس ان شهر الصيام يؤدي إلى إحداث توازن فريد بين مكونات الجسد مما يسهم في تحسين الصحة النفسية ودخول البهجة والسرور إلى البيوت والقلوب التي تعتمر بالإيمان والشعور بالقرب من الله، فتزداد خلاله وتيرة التواصل الاجتماعي، كما أنه من أسباب توفر القدرة على التحكم بضبط النفس وشهواتها من خلال قوة الإرادة والعزيمة الناشئة عن زيادة حجم التوجه الإيماني بفعل الصيام والقيام وتلاوة القرآن وغيرها من فضائل الأعمال.
وتنوه وياك إلى ما يحدثه شهر الصيام من صور المشاركة بين أفراد الأسرة من خلال اجتماعهم على طعامي السحور والإفطار في وقت واحد والصلاة في الجماعات والزيارات الأسرية وبين الأصدقاء، وما لهذا من آثاره الإيجابية التي تنعكس بالضرورة على المرضى النفسيين لا سيما الذين يعانون من العزلة؛ حيث تتحطم الحواجز المضروبة بينهم وبين المحيطين بهم، كما أن من شأن الشهر المبارك الدفع باتجاه الزيادة الملحوظة في أعمال الخير المقربة إلى الله الأمر الذي يمنح أملاً في الحصول على ثوابه، مما يساعد في التخلص من المشاعر السلبية التي تفتك بالمرضى النفسيين، كما أنه عامل مهم في تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف لدى معظم المرضى النفسيين، وهو يمنحهم العزيمة من خلال الصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام وتأجيل الإشباع للحاجات الشخصية والشعور بالرضا من خلال النجاح بضبط النفس والتحكم فيها مما يزيد من حجم الثقة بالنفس ويسهم في مضاعفة القدرة على التحمل مما يقوي مواجهتهم ومقاومتهم للأعراض المرضية.
كما أن من شأن الصيام أنه يمنح الإنسان إحساساً بالطمأنينة أكثر، فيقوى على تحمل الظروف الصعبة التي تواجهه في الدنيا وما قد يتعرض له من ضغوط مما يعطيه الراحة النفسية والهدوء والصبر على الابتلاء إضافة إلى ذلك فهو يساهم في التخلص من مشاعر القلق والتوتر.
وتوصي جمعية أصدقاء الصحة النفسية ذوي المرضى النفسيين خلال الشهر بتجنيب أقاربهم السهر الذي يفضي غالباً إلى الأرق ومن أسبابه طلب النوم في وقت متأخر كما توصي بتجنيبهم الإكثار من الأطعمة الدسمة واجتناب العزلة ودعوتهم مشاركة الآخرين طعامهم وشرابهم وعباداتهم.