قال سعادة السيد دميتري دوغادكين سفير روسيا الاتحادية لدى دولة قطر، إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى موسكو تعكس مدى العلاقات الطيبة التي تجمع روسيا ودولة قطر، كما أن الزيارة تؤكد أن البلدين يتشاطران نفس الرؤى والأفكار حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف سعادته في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية قنا أن روسيا الاتحادية تتمتع بعلاقات وثيقة للغاية مع دول الشرق الأوسط، ومنها دولة قطر، حيث تحتفل موسكو والدوحة العام الجاري بالذكرى السابعة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، لافتا إلى أنه على مدار السنوات الماضية واصل البلدان المضي قدما في تطوير العلاقات بطريقة سليمة وثابتة.
واعتبر سعادته أن موسكو والدوحة تنطلقان من مبادئ مشتركة من الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح الوطنية لبعضهما البعض، حيث تعاون البلدان لدعم النظام العالمي وفي قلبه الأمم المتحدة ومؤسساتها، كما يتشاطر البلدان رؤية مشتركة راسخة بحل النزاعات من خلال الحوار والوسائل الدبلوماسية.
وأكد سعادة السفير الروسي أن زيارة سمو أمير البلاد المفدى لموسكو تحمل أبعادا مهمة، ومنها أن البلدين يلعبان دورا مهما في تشكيل نظام دولي متعدد الأقطاب ويساهمان في تعزيز التضامن بين دول الجنوب والشرق العالميين، كما أن الزيارة ومن خلال القمة الثنائية المرتقبة ستشكل فرصة لمناقشة تعزيز التعاون في كل المجالات بين البلدين، خاصة مع حرص الدوحة وموسكو وشعبيهما على توثيق العلاقات الثنائية وتطويرها والارتقاء بها إلى آفاق جديدة رحبة ومثمرة في مختلف مجالات التعاون السياسي والاقتصادي.
وقال إن روسيا وقطر تعملان بنشاط على تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الحفاظ على التنسيق السياسي وتعزيز شراكتنا الثنائية، مشيرا إلى اللقاء الذي جمع قائدي البلدين في يوليو من العام 2024 في كازاخستان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وكذلك الاتصال الهاتفي الذي أجراه فخامة الرئيس فلاديمير بوتين مع سمو أمير البلاد المفدى في 21 مارس الماضي.
كما لفت إلى التواصل المستمر بين المسؤولين من كلا البلدين، إذ يجري سعادة السيد سيرغي لافروف حوارا مستمرا مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث عقدت جولة مفاوضات في الدوحة في 7 ديسمبر الماضي ثم في 25 فبراير الماضي، فضلا عن استقبال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لسعادة وزير الخارجية الروسي في هاتين المناسبتين.
وشدد سعادته على أن روسيا وقطر تتباحثان حول مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
,وأكد سعادة السيد دميتري دوغادكين سفير روسيا الاتحادية لدى دولة قطر على تقارب وجهات النظر بين البلدين تجاه العديد من القضايا المعاصرة، كما يجمع روسيا وقطر دعم مشترك لقيم نبيلة، كالأسرة التقليدية، والدين، والهوية الحضارية، وتشيد موسكو بالجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها قيادة قطر ودبلوماسيتها في رأب الصدع بين مختلف الأطراف الدولية، حفاظا على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
وأشار إلى أنه على الصعيد الدبلوماسي، يلتزم البلدان التزاما راسخا بدعم التسوية العادلة والمستدامة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة - قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية-.
وأضاف أن روسيا وقطر تلتزمان أيضا بدعم وحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، ومستعدتان لتقديم المساعدة اللازمة لسلطاتها المؤقتة من أجل تحقيق الاستقرار والأمن لجميع فئات السكان السوريين، بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية.
وعبر سعادته عن امتنان بلاده لدولة قطر لموقفها المتوازن من الأزمة الأوكرانية الروسية ورغبتها الصادقة في المساهمة في حل سلمي، فمنذ صيف عام 2023 يقدم شركاؤنا القطريون، بالتعاون مع المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا-بيلوفا، دعما عمليا لعملية لم شمل الأطفال المتضررين من النزاع في أوكرانيا مع عائلاتهم، سواء في روسيا أو أوكرانيا .
من جهة أخرى تحدث سعادة سفير روسيا الاتحادية عن التعاون والعلاقات التي تربط بلاده مع قطر في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والاستثمار، مؤكد في هذا الإطار دعم بلاده لاستمرار التنسيق الوثيق في سوق الغاز العالمية، وخاصة في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، حيث يسهم ذلك في ضمان توازن أسعار مستقر، مما يخدم مصالح منتجي ومستهلكي الهيدروكربونات على حد سواء.
وأشار إلى أنه في إطار التعاون الاقتصادي عقد في شهر مارس الماضي بالدوحة الاجتماع الخامس المثمر للجنة الروسية القطرية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني برئاسة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، حيث أكد الجانبان في ختام الاجتماع عزمهما المشترك على تعزيز وتنويع العلاقات التجارية الروسية القطرية في عدد من المجالات، مثل الطاقة المتجددة، والأدوية والرعاية الصحية، والنقل والخدمات اللوجستية، والزراعة والأمن الغذائي، والصناعة، والتقنيات الحديثة.
وأكد على الثقة التامة بأن الاقتصاد الروسي، وكذلك الاقتصاد القطري، سيواصل نموه خلال العقود القادمة، وتعكس الأنشطة التجارية للجهات الفاعلة غير الحكومية رغبة صادقة لدى مجتمعي الأعمال الروسي والقطري في المضي قدما في التعاون الثنائي الاقتصادي.
كما عبر عن ترحيب روسيا والشعب الروسي بالسياح القطريين، مشيرا إلى أن أكثر من 10 آلاف سائح قطري زاروا روسيا خلال العام الماضي، بينما يقدر إجمالي عدد السياح الروس في قطر (بحلول عام 2024) بأكثر من 100 ألف سائح، موضحا أن المواطنين الروس شكلوا في عام 2024 ثاني أكبر مجموعة سياحية تصل إلى قطر على متن السفن السياحية، حيث يسهم هذا التبادل في تعزيز العلاقات بين الشعبين ويعزز الثقة في حسن الضيافة وسلامة هذه الرحلات، وأعرب عن استعداد بلاده لمناقشة مسألة التوسع لزيادة عدد الرحلات المباشرة (التي أصبحت الآن 11 رحلة أسبوعيا، على خط موسكو-الدوحة-موسكو).
كما أكد التزام بلاده بالتعاون في المجال الرياضي، بما في ذلك تنظيم معسكرات منتصف الموسم لفرق كرة القدم في الدوري الروسي الممتاز في الدوحة، منوها أيضا بمبادرة الاحتفال بالأيام الثقافية الروسية القطرية بشكل مستمر وفي المقابل من المنتظر تنظيم أول فعالية مشابهة في موسكو خلال نهاية هذا العام.