

أكد التقرير الأسبوعي لمجموعة QNB أن كوفيد- 19 يتحوّل تدريجياً إلى مرض مستوطن، ولكن المخاطر لا تزال قائمة وبعد مرور أكثر من عامين على اكتشاف كوفيد- 19 لأول مرة، يبدو أن الصين أصبحت مجدداً بؤرة للجائحة. هذا ما تشير إليه على الأقل العناوين الإخبارية الأخيرة. ولكن الإفراط في التركيز على الصين يصرف انتباهنا عن الصورة العالمية الأكبر، والتي تشير إلى أن جائحة كوفيد- 19 آخذة في التلاشي. وبفضل اللقاحات الفعالة، يتحوّل كوفيد- 19 تدريجياً إلى مرض مستوطن، وعلينا ببساطة أن نتعلم كيف نتعايش معه.
سنتطرق في هذا الأسبوع للمؤشرات الرئيسية للجائحة لإثبات أنها تتلاشى بالفعل، قبل الانتقال إلى تحليل المخاطر الجوهرية المتبقية. نرى أنه توجد ثلاثة مخاطر رئيسية تتمثل في المعركة بين أوميكرون وسياسة «صفر حالات» المتبعة في الصين، واحتمال ظهور سلالة أكثر فتكاً، وإرث الجائحة بحد ذاته والاستجابة الحكومية عبر السياسات.
لقد تجاوزنا بشكل كبير ذروة موجة الجائحة التي نتجت عن أوميكرون ومتحوراته الفرعية. فقد تم تسجيل مليون حالة كوفيد- 19 يومياً على مستوى العالم في الأيام السبعة المنتهية في 10 أبريل، بانخفاض عن ذروة بلغت 3.4 مليون حالة في أواخر يناير 2022. ومع ذلك، لا تزال أعداد الحالات أعلى بكثير في أوروبا وآسيا، مقارنة بأمريكا الشمالية وبقية العالم، وتراجع متوسط عدد الوفيات الناتجة عن كوفيد- 19 بسرعة كبيرة إلى 3,400 حالة في اليوم، بانخفاض عن 11,000 حالة أثناء الذروة في فبراير 2022، ووصل إلى أقل من ثلث الحالات التي سببتها المتحورات الأخرى خلال العام الماضي. وبقسمة عدد الوفيات على عدد الإصابات، يمكننا التوصل إلى تقدير أولي لمعدل الوفاة، الذي انخفض إلى 0.3 % من 7.4 % في أبريل 2020. ويُعتبر النشر الواسع للقاحات الفعالة هو السبب الرئيسي للانخفاض الكبير في معدلات الوفاة. في الواقع، تم إعطاء أكثر من 11 مليار جرعة لقاح، بما في ذلك 1.7 مليار جرعة معززة. ونتيجة لذلك، تلقى أكثر من 5 مليارات شخص جرعة واحدة على الأقل وتم تطعيم 4.6 مليار شخص بشكل كامل. ويقلل المستوى المرتفع والمتصاعد من التطعيمات على مستوى العالم من الحاجة إلى فرض عمليات الإغلاق الصارمة وتدابير التخفيف الأخرى في معظم البلدان، مع استثناء واضح للصين. وهذا بدوره يعني أن الرياح المعاكسة على الاقتصاد العالمي جراء الجائحة آخذة في التلاشي. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاطر.