أكد إبراهيم جاسم العثمان الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للتنمية أن القطاع العقاري مر منذ عام 2015 بمرحلة هبوط تدريجي، متوقعا استمرار الطلب على العقارات السكنية، خاصة في ظل إقرار التشريعات القانونية المحفزة لضخ الاستثمارات ضمن القطاع سواء من الداخل أو الخارج.
وأشار العثمان خلال حواره مع الإعلامي مروان أبو شنب ضمن برنامج نبض الاقتصاد على شاشة تلفزيون قطر أن الشركة المتحدة للتنمية تسعى لتطوير مشروعات خارج جزيرتي اللؤلؤة وجيوان مستقبلا، كما تسعى إلى توقيع اتفاقية مع بنكين محليين لتكون عمليات شراء الوحدات عبر المستثمرين الأفراد بالأقساط.
وفي بداية الحوار تحدث العثمان عن أنه بالفعل هناك هبوط تدريجي في القطاع العقاري منذ 2015، سواء على صعيد البيع أو قيم الإيجارات، ولكن الشركة المتحدة للتنمية بذلت قصارى جهدها وهذا يعود إلى تفهمها لمتطلبات العملاء، بالإضافة إلى التنوع الذي تتمتع به على صعيد المعروض من المنتجات العقارية، لأنه في فترة من الفترات كان الطلب على الوحدات المكونة من غرفة أو غرفتين، ولكن الآن الطلب أصبح على الوحدات التي تضم عددا أكبر من الغرف، ولدى الشركة مخزون من الوحدات السكنية ساعد على تلبية هذا الطلب المستجد، بالإضافة إلى الإطلالة المميزة التي تتمتع بها الجزيرة، وبالتبعية جاءت النتائج المالية مرضية بالنظر إلى الوضع الحالي.
وأكد أن الشركات العقارية التي تقوم بتطوير مشروعات جديدة وتحصل على تمويلات بنكية لتنفيذها لم تتمكن من ذلك إلا عبر دراسات جدوى اقتصادية تبين جدوى هذا الاستثمار خاصة، مشيرا إلى أنه حاليا هناك استثمارات بقيمة 3.5 مليار ريال في جيوان عبر الشركة المتحدة للتنمية غير الشركات والمطورين الآخرين ضمن الجزيرة، بالإضافة إلى الاستثمارات في جزيرة اللؤلؤة التي تقدر الآن بنحو 2.5 مليار ريال.
وقال العثمان: المشاريع الإسكانية بالفعل بها تراجع ولكن سيأتي الارتفاع على صعيد الطلب مع التوسع السكاني المتوقع، والآن هذا المعروض الجيد من الوحدات السكنية يضمن أنه لن تحدث مرة أخرى الارتفاعات المفاجئة الكبيرة أو وجود فجوة ما بين الطلب والعرض التي كنا نشهدها سابقا، ومنذ 5 سنوات كان لدينا توقع بتراجع الطلب على الوحدات الإدارية لدينا في اللؤلؤة فقط وبرج المتحدة كبرج إداري ولكن العقارات السكنية عليها طلب مستمر بسبب التوسعة السكانية.
وقال العثمان: لدينا تحت مظلة الشركة المتحدة للتنمية وحدها استثمارات حالية بقيمة 2.5 مليار ريال في جزيرة اللؤلؤة قطر، وهذا ضمن الخطة الخمسية وسيتم تسليم تلك المشروعات الجديدة بنهاية العام الجاري وخلال بداية الربعين الأول والثاني من العام المقبل.
وحول طبيعة تلك المشروعات أشار العثمان إلى مدرسة المتحدة الدولية التي تستوعب 2500 طالب والعمل جارٍ فيها، وكذلك تم الانتهاء من معرضين للسيارات في مدخل اللؤلؤة بأحدث التصاميم، وكذلك المسجد والذي سيكون معلما مميزا في اللؤلؤة وفي قطر، وبالإضافة إلى ذلك منطقة فلورستا جاردنز والتي تم عرضها للمطورين كأبراج متوسطة الارتفاع وأيضا المتحدة للتنمية تبني فيها مجمعات سكنية وهذا أمر جديد في اللؤلؤة عبر مجمعات سكنية للفيلات، وكذلك في جيردانو فيلاج هناك مجموعة أخرى من الفلل السكنية وخلال العام الماضي وخلال تشييدها تم بيعها كلها وهذا يدل على الطلب الكبير الموجود في السوق على اللؤلؤة قطر.
وحول نية الشركة في تنفيذ مشروعات توسعة جديدة في اللؤلؤة-قطر قال العثمان: بالنسبة للؤلؤة وصلنا تقريبا للاكتفاء في مرحلة التطوير والتأجير وتقريبا وصلنا إلى الانتهاء، ولدينا آخر المشاريع التي سنبدأ فيها وهي نادي اليخوت في بورتو أرابيا مع كورنثيا العالمية وهذا سيكون من أواخر المشاريع في اللؤلؤة.
وحول مستقبل الشركة بعيدا عن اللؤلؤة وجيوان قال العثمان: نطمح مستقبلا أن يكون لنا فرصة أخرى في تطوير مناطق أخرى في الدولة خاصة مع جودة المنتج الذي تقدمه الشركة المتحدة للتنمية وتكون مشاريع خارج منطقة اللؤلؤة وجزيرة جيوان.
وردا على سؤال حول الارتفاع النسبي في الأسعار داخل اللؤلؤة وجيوان قال العثمان: الجودة تختلف من منطقة لأخرى ولكن هناك عنصر مهم أن تكلفة البناء في جزيرة اللؤلؤة أو جزيرة جيوان مختلفة جدا لأنك تبني على بحر وهناك عمليات ردم وتأسيس بنية تحتية ولهذا سعر تكلفة إضافي، وكذلك الخدمات التي تقدم لكي تحافظ على هذا المستوى العالي.. وأضاف قائلا: سعر التأجير في اللؤلؤة يكون أعلى، وسعر اللؤلؤة ليس رخيص ولا نريده أن يكون رخيصا، خاصة وأنك تتمتع باطلالة غير موجودة في أي مكان والمحلات التجارية وكل الخدمات وكذلك حتى مركز الخدمات الحكومية الذي تم إنشاؤه مؤخرا وسيكون سيتم إطلاق عيادة طبية قريبا.
وحول مساهمة الشركة المتحدة للتنمية في دعم المستأجرين للوحدات التجارية لها خلال ذروة تأثير تفشي وباء كوفيد- 19 في قطر، قال إنه تم منح إعفاءات تجارية للمستأجرين وكان ذلك عبر توجيه من مجلس الإدارة، خصوصا في الفترة الأولى من كورونا كانت فترة صعبة على الجميع وأردنا أن نساهم وتم إعفاء 3 شهور من الإيجارات خاصة وأن الحكومة وضعت تسهيلات بقيمة 75 مليار ريال لدعم كافة القطاعات الاقتصادية، ومن ناحية المطورين تم التعاون معهم بشكل مباشر للتاكد من وجود احتراز عند كل العمال المتواجدين في اللؤلؤة لأنه الموقع الواحد أحيانا يتواجد به نحو 1000 عامل، وكانت آلية التعامل عبر الشركة المتحدة ليس فقط عبر تسوية الأمور ماديا وكان هناك جهد مضاعف للتأكد من سلامة السكان والزوار والمطورين والعاملين.
وأشاد العثمان بقانون تملك غير القطريين لأنه يدعم القطاع العقاري ويأمل أن يكون له أثر إيجابي في القطاع العقاري في الدولة ولكن المشكلة أنه القانون جاء في توقيت تأثير كوفيد-19 وبالتالي هناك تردد لدى البعض للاستثمار العقاري، ولكن على الأقل الآن لديك الأرضية جاهزة للاستثمار والأجهزة المعنية في الدولة كانت سريعة جدا في تلبية الطلبات وكان صدور الإقامة خلال وقت قصير جدا ما بين 24-48 ساعة، وأكد أنه اللؤلؤة تتميز منذ بدايتها بالتملك الحر ولكن مع ربطها بالإقامة الدائمة حفز ذلك الاستثمار في القطاع العقاري.
وحول مواكبة الوضع الحالي للسوق العقاري أشار العثمان أن الشركة وضعت خيارات مثل التأجير حتى التملك، وكذلك البيع بالأقساط، وكذلك تعمل الشركة حاليا مع بنكين لتوقيع مذكرة تنفاهم لكي يكون التمويل مباشرة عبر تلك البنوك بأسعار فائدة معتدلة.
وقال العثمان: بالإضافة إلى المطورين كان لدينا الأبراج سواء في بورتو أرابيا أو فيفا بحرية وأسعارها مرتفعة نسبيا، لذلك أدخلنا في السوق جيردانو فيلاج بأسعار أقل نسبيا لكي يكون هناك تنوع على مستوى المعروض في اللؤلؤة قطر.
وأكد إبراهيم جاسم العثمان أن جزيرة جيوان ستكون درة تاج الشركة المتحدة للتنمية، وتمت عملية ترسية معظم العقود بها وحاليا يتم تنفيذ البني التحتية والتشييد وتم الانتهاء من الردم والجزر الست الإضافية التي تم إنشاؤها وبدأ العمل في فندق كورنثيا بتصميمه المميز ونادي الشاطئ ونادي الجولف الذي سيكون مكمل لمنتجع فندق كورنثيا.
قال سليمان الهيل مدير الهندسة والبناء بالشركة المتحدة للتنمية إنه تم اختيار موقع جيوان كامتداد لجزيرة اللؤلؤة ولإعطاء إطلالة للوحدات السكنية من جميع الاتجاهات سواء السكنية أو التجارية وكذلك متعددة الأغراض، وتضم الجزيرة 11 ألف متر مربع مساحات تجارية عبر 101 وحدة تجارية، بالإضافة إلى المباني متعددة الأغراض في منتصف الجزيرة ليكون المركز الحيوي والتي تضم في الطوابق العلوية 586 وحدة سكنية وفي المنتصف ممشى كريستالي خارجي ومكيف.
وأشار الهيل خلال الجزء الثاني من حلقة أمس ببرنامج نبض الاقتصاد على تلفزيون قطر أنه تم بدء الأعمال البحرية في جزيرة جيوان في شهر أبريل 2018، وسيتم استكال المشروع في أكتوبر 2022 قبل انطلاق كأس العالم.
كما أشار الهيل إلى أن جزيرة جيوان بها 6 جزر منفصلة ما بين 4500 و9500 متر ولها شاطئ خاص ومرسى لليخوت ويربطها جسرين.
مشيرا إلى أنه تم بيع أكثر من 95% من أراضي جزيرة جيوان سواء أراضي الجهة الجنوبية والتي تبلغ 26 قطعة أرض، وكذلك ومن الجهة الشمالية والتي تضم 21 قطعة أرض بشاطئ خاص.
