نجح القطاع الصحي في دولة قطر في تجاوز التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 منذ اللحظات الأولى لانتشاره، واستطاع القطاع أن يواصل تقديم خدماته لكافة شرائح المجتمع بكفاءة وجودة عالية من خلال توظيف حلول رقمية مبتكرة ساهمت في تقديم الرعاية الصحية عن بُعد للحفاظ على صحة السكان من خطر الوباء.
الى ذلك أشاد أطباء بإعلان مؤسسة حمد الطبية أمس عن عودة المواعيد في العيادات الخارجية بشكل مباشر بحضور المرضى شخصيا كجزء من استمرار دولة قطر في تطبيق خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
وقالوا لـ لوسيل إن هذا القرار يؤكد نجاح القطاع الصحي في الحد من تداعيات الجائحة والسيطرة عليها والعودة تدريجيا الى الحياة الطبيعية، مؤكدين في ذات الوقت أن خدمات الرعاية الصحية عن بعد ساهمت في التيسير على المرضى وذويهم، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا.
قامت وزارة الصحة العامة منذ انتشار فيروس كورونا في دولة قطر بتفعيل مجموعة من الخدمات الصحية عن بُعد لتيسير الوصول إلى الرعاية الطبية، وذلك في كل من مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع برنامج قطر الذكية، ووزارة المواصلات والاتصالات، وبوابة حكومة دولة قطر الإلكترونية حكومي ، وبريد قطر، وعدد من مُقدمي الحلول الرقمية.
وتضمنت خدمات الرعاية الصحية عن بُعد عددا من الخدمات الطبية في جميع أرجاء الدولة وابرزها الاستشارات الطبية الإلكترونية أو الافتراضية من خلال الهاتف والفيديو، وإيصال الدواء للمرضى الى منازلهم، وتوفير خدمات الرعاية الصحية عن بُعد في تطبيق آلية جديدة عبر برنامج روبوت الدردشة للمحادثات التفاعليّة.
وتأكيدا لقدرة القطاع الصحي في تجاوز تداعيات جائحة كورونا التي تضرب العالم بأسره، أعلنت مؤسسة حمد الطبية أمس عن عودة المواعيد في العيادات الخارجية بشكل مباشر بحضور المرضى شخصيا كجزء من استمرار دولة قطر في تطبيق خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
وقالت المؤسسة في بيان صحفي أنها ستواصل تقديم خدماتها بشكل افتراضي لبعض مواعيد المتابعة أو لإعادة صرف الأدوية المكررة، وسيتم الاتصال بالمرضى عن طريق خدمة نسمعك لإخبارهم بما إذا كان موعدهم سيتم بشكل افتراضي أو وجها لوجه.
أوضح الدكتور عبدالله الأنصاري رئيس الإدارة الطبية بمؤسسة حمد الطبية، أن هذا الوقت يعد الأنسب لعودة المواعيد بشكل طبيعي وجها لوجه، مشيرا إلى أن المؤسسة اتخذت قرارا مهما في وقت مبكر من تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) بإجراء مواعيد المرضى الخارجيين وبعض الخدمات الأخرى المقدمة بصورة افتراضية، حيث أن ذلك كان ضروريا لحماية المرضى، والزوار، وأفراد المجتمع بشكل عام من خطر انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
وأضاف الدكتور الأنصاري أنه مع العودة تدريجيا إلى الوضع الطبيعي، فقد تقررت عودة المواعيد بحضور المرضى شخصيا بما يتناسب مع المعايير الطبية، وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والوقت المناسب بين المواعيد، كما سيستمر إجراء مواعيد المتابعة -على سبيل المثال لإعادة صرف الأدوية - بشكل افتراضي من خلال الاستشارات الهاتفية.
وسيطلب من جميع المرضى لحضور مواعيدهم في أقسام العيادات الخارجية إظهار الحالة الصحية الخاصة بهم الموجودة على تطبيق احتراز وقياس درجة الحرارة قبل الدخول، وسيتم إدخال من لديهم موعد فقط للعيادة.
وفي حال شعور المريض بأي أعراض متعلقة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في اليوم الخاص بموعده في قسم العيادات الخارجية والتي تشمل الحمى، أو القشعريرة، أو ضيق في التنفس، أو السعال، يرجى منه عدم الحضور، والاتصال على الرقم 16060 لتحديد موعد آخر.
وتواصل مؤسسة حمد الطبية تقديم مجموعة من الخدمات الافتراضية من خلال الاتصال بخط المساعدة 16000 والتي تشمل: خدمة توصيل الأدوية، وخط المساعدة الخاص بالصحة النفسية، وخدمة الاستشارات العاجلة.
قالت الدكتورة منى المسلماني، المدير الطبي بمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية لا شك أن متابعة المرضى وجها لوجه مع الطبيب أفضل خاصة لبعض الحالات المرضية ، مؤكدة أهمية التزام الجميع بالاجراءات الوقائية المتعارف عليها وهي ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين باستمرا.
وأضافت نجح القطاع الطبي خلال الفترة الماضية ولا سيما في ظل ذرورة الجائحة وانتشار الفيروس في متابعة المرضى عن طريق الاتصال المرئي والهاتفي لابقاء المرضى على تواصل مع الاطباء للاشراف على حالاتهم الصحية، وصرف الادوية اللازمة وايصالها الى المنازل للتسير عليهم وعلى ذويهم .
وتابعت د. المسلماني هناك فائدة تحققت من خلال تقديم الرعاية عن بعد وهي ان هناك العديد من الحالات يمكن الابقاء على متابعتها عن بعد كجزء من عمل المنظومة الطبية لاحقا حتى لا يكون هناك اكتظاظ في المستشفيات، وبالتالي اعطاء المجال لتقديم الرعاية الكاملة للحالات الصحية التي تحتاج ذلك، فهناك حالات كثيرة يمكن ان يقتصر حضورها الى المراكز الصحية فقط لتلقي الرعاية الطبية.
قال البروفيسور الدكتور ابراهيم الجناحي، رئيس التعليم الطبي، ورئيس قسم الصدر للاطفال في سدرة للطب، أن القطاع الصحي تمكن من مواجهة جائحة كورونا بكافاءة واقتدار، لا شك ان مؤسسة حمد الطبية حرصت خلال الفترة الماضية في الاستمرار بتقديم خدمات الرعاية الطبية لجميع المرضى والمراجعين بسهولة ويسر والمتابعة المستمرة مع الاطباء، الا أن الحضور وجاهيا خاصة للمرضى الذين يعانون من الامراض المزمنة يكون أفضل بكثير لمتابعة حالاتهم الصحية.
واضاف تقديم الخدمات الطبية عن بعد تعتبر تجربة ممتازة وثرية من شأنها أن تعزز طبيعة الخدمات الطبية التي تقدمها المؤسسة والقطاع الطبي عموما، ولا شك أن الاستمرار في تقديم هذه التجربة حتى عقب انتهاء الجائحة سيكون نجاحا جديدا للمنظومة الصحية بشكل عام، ولا بد هنا من ضرورة التزام الجميع بالاجراءات الوقائية عند مراجعة العيادات لا سيما ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين والتعقيم باستمرار .
نجحت مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية في تقديم الخدمات الطبية عن بعد خلال الفترة الماضية بكل كفاءة واقتدار، حيث قدمت بالتعاون مع بريد قطر خدمة إيصال الدواء إلى منازل المرضى دون الحاجة إلى قيام المريض بزيارة المركز الصحي أو العيادة وذلك لمواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.
وبدأ تطبيق الخدمة مع شريحة محددة من المرضى من يوم 25 مارس الماضي، وتم بعد ذلك تعميمها على عدة مراحل لتشمل كافة المرضى في أبريل الماضي.
وجاءت خدمة توصيل الأدوية لمنازل المرضى استمرارا للجهود التي تقوم بها وزارة الصحة العامة للتصدي لفيروس كورونا والحد من انتشاره، حيث تم إطلاقها بالتنسيق مع وزارة الصحة ضمن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية للوقاية من الفيروس التي من ضمنها عدم حضور المرضى والمراجعين للصيدليات في المؤسستين، وذلك عن طريق تخصيص رقم للتواصل المباشر والحصول على الأدوية وفق الخطة العلاجية لكل مريض.
وحرصت المؤسستان على اتباع أفضل الوسائل لحفظ الأدوية أثناء عملية التوصيل، حيث ترسل في عبوات خاصة للحفظ والتخزين، كما أن السيارات الخاصة بالتوصيل مجهزة بمبرد لضمان وصول الدواء سليما مع وجود سائقين مدربين على الطرق الصحيحة لنقل الأدوية إلى جانب وجود ملصقات باركود لضمان توصيل الدواء بشكل صحيح للمريض المعني.
ومن ضمن الخدمات التي أطلقتها مؤسسة حمد الطبية أيضا خدمة الاستشارات العاجلة، وهي خدمة مبتكرة تتيح للمرضى المصابين بحالات غير مهددة للحياة التحدث مع طبيب أخصائي عبر الهاتف للحصول على المشورة الطبية. ويمكن لهؤلاء المرضى الاتصال على الرقم 16000، حيث سيتم تحويلهم إلى فريق تنسيق في مؤسسة حمد الطبية لتصنيف الحالة قبل تحويلهم للطبيب المختص.
وتم تقديم هذه الخدمة للحالات التي تحتاج إلى رعاية عاجلة فقط، وتشمل11 تخصصاً طبياً، بما في ذلك: المسالك البولية، القلب، العظام، الطب الباطني، الجراحة العامة، الجلدية، الأنف والأذن والحنجرة، طب النساء والتوليد، طب الأسنان، وطب الأطفال. وبإمكان الطبيب المختص حجز مواعيد إضافية للمريض إذا دعت الحاجة لذلك.
كما تم تفعيل خدمة إصدار شهادات الإجازات المرضية عن بُعد، حيث يحصل المرضى على استشارة طبية من الطبيب عبر الهاتف أو مكالمة الفيديو، بدوره يصدر الطبيب عند الحاجة إجازة مرضية إلكترونية للمريض عن طريق نظام إجازة ، ويمكن للمريض بعد ذلك تنزيل نسخة من نموذج الإجازة المرضية.
أيضا قامت مؤسسة حمد الطبية، ممثلة بقسم أمراض الشيخوخة بإطلاق عيادة افتراضية (إلكترونية) تتيح للمرضى من كبار السن الحصول على الاستشارات الطبية من منازلهم بصورة يسيرة ومريحة عبر تقنية الفيديو والتواصل مع الأطباء والاستشاريين.
وتم إطلاق هذه الخدمة بهدف حماية كبار السن في دولة قطر من خطر التقاط العدوى، حيث نصحت وزارة الصحة العامة هذه الفئة من السكان بملازمة منازلهم خلال الجائحة وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى.