قال الدكتور يوسف المسلماني، المدير الطبي لمستشفى حمد العام، إن تعامل دولة قطر مع جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 ، لم تكن وليدة الصدفة، مؤكدا أنه منذ ظهور هذا الفيروس في الصين تم الاستعداد لمواجهة هذا الوباء الجديد على العالم والذي انتشر بشكل واسع وكبير في كافة أنحاء العالم الذي بات قرية واحدة، مما أدى إلى تسجيل ملايين الإصابات في مختلف دول العالم.. مضيفا: لا شك أن الفيروس جديد ولم تكن تتوفر معلومات كافية عنه للتعامل معه ولا نعلم كيف سيؤثر على البشرية .
وأضاف د. المسلماني: لا شك أن البنية التحتية في دولة قطر كانت من أهم العوامل التي ساعدت في مكافحة هذا الوباء وفي مقدمتها وجود المستشفيات والمراكز الصحية التي تم بناؤها وفقا لأعلى المواصفات العالمية في إطار الاهتمام الكبير بالقطاع الصحي على مدى عقود للعناية بالإنسان الذي يعتبر رأس المال الحقيقي، حيث تتضمن هذه المستشفيات أفضل المعدات الطبية المتطورة والكوادر الطبية المؤهلة من أطباء وإداريين ومهنيين، حيث ساهم التنسيق الكبير بين وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية في مواجهة هذه الجائحة.
أشار د. المسلماني إلى توظيف الكوادر المؤهلة في المكان المناسب، لافتا إلى أن هناك كوادر قطرية مؤهلة تخرجت داخل الدولة وفي الخارج وتم رفد القطاع الطبي بهذه الكوادر، حيث ساهموا بكل جهد واجتهاد في مواجهة الجائحة والتخفيف من آثارها.
ونوه د. المسلماني إلى الدور الكبير الذي قامت به وزارة الصحة العامة وإداراتها المختلفة، مشيرا إلى أن إدارة الصحة العامة في الوزارة لعبت دورا كبيرا في مواجهة الجائحة في مختلف مراحلها، حيث قامت بدراسة تعامل الدولة مع هذا الوباء الجديد على العالم وكيفية قيام كافة الجهات في الدولة بتنفيذ خطة عمل متكاملة من أجل الحد من آثار هذه الجائحة التي أثرت على العالم أجمع.
وتابع قائلا: لا شك أن فريق التقصي والمتابعة في وزارة الصحة العامة بذل جهودا كبيرة في مواجهة هذه الجائحة وتحدياتها، وهنا لا بد من التأكيد أن اكتساب الخبرات التراكمية ساهم مساهمة كبيرة في مواجهة هذه الجائحة والحد من آثارها الكبيرة التي اجتاحت العالم وتسببت في أعداد كبيرة من الوفيات حول العالم.
قال إن مؤسسة حمد الطبية بكافة إمكانياتها من المستشفيات والكوادر الطبية والإدارية ساهمت في التعامل مع معطيات الجائحة بكافة تفاصيلها وتوفير الرعاية الصحية للأشخاص المصابين بالفيروس ضمن أفضل البروتوكولات الطبية المعتمدة في هذا المجال، كما أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بذلت أيضا جهودا كبيرة لا بد من الإشارة إليها إلى جانب المؤسسات الأخرى في القطاع الطبي في مواجهة الجائحة وتداعياتها من خلال القيام بتخصيص مراكز لإجراء الفحوصات لكافة الأفراد في إطار خطط الحد من الإصابات والسيطرة على الفيروس، وجاء هذا الجهد الكبير من خلال التنسيق بين الهياكل الإدارية في وزارة الصحة العامة ومؤسسات القطاع الصحي.
أكد د. المسلماني أن أهم عناصر النجاح في مواجهة هذا الوباء العالمي هو العمل بكل شفافية ووضوح وتنسيق بين كافة الإدارات المختلفة في القطاع الطبي ومنها اللجنة الوزارية واللجنة الإستراتيجية والتنسيق الكبير بين وزارات الدولة المختلفة وتذليل كافة العقبات وتجاوز البيروقراطية لتنفيذ الإستراتيجيات.
ونوه د. المسلماني إلى آلية التعامل مع المرضى الذين أصيبوا بهذا الفيروس، مشيرا إلى أنه تم توزيع المرضى إلى مصابين ومخالطين وكان لا بد من عزل المخالطين من أجل السيطرة على الوباء وضبط عدد الإصابات وانتشار الفيروس في المجتمع، كما تم تقييم الحالات، حيث كان بعضها يحتاج إلى الدخول إلى المستشفيات وآخرون يتم تحويلهم إلى أماكن العزل.
وقال د. المسلماني إنه تم توفير الأسِرَّة للمرضى وفق خطة اعتمدت منحنى الإصابات، حيث كان تتم زيادة عدد الأسِرَّة طرديا مع عدد الإصابات لتوفير الرعاية الطبية الفائقة للجميع، مما أدى إلى تسجيل قطر أقل وفيات في العالم بعد سنغافورة.
في كلمة أخيرة قال د. المسلماني إنه ستتم على المدى القريب العودة إلى الوضع الطبيعي تدريجيا، مشيرا إلى أنه تم خلال الجائحة اعتماد العديد من الخدمات الإلكترونية السريعة لتخفيف عدد الإصابات مثل تفعيل العيادات عن بُعد وإيصال الدواء إلى المنازل وغيرها من الخدمات الإلكترونية الأخرى.
وأشار د. المسلماني إلى استكمال افتتاح عدد من المستشفيات وإجراء توسعة لأخرى وإعادة صيانة أيضا مثل استكمال افتتاح مستشفيي مسيعيد وراس لفان ومركز الإتقان للمحاكاة وتوسعة مستشفيي حمد العام والوكرة.