على مساحة شاسعة في مدينة الشحانية جنوب العاصمة القطرية الدوحة، يقع متحف الشيخ فيصل، الذي يعتبر المتحف الأكبر بين المتاحف الشخصية في العالم، حيث يروج المتحف لتراث دولة قطر وثقافتها ويتتبع تاريخ شعبها والأثر الذي خلّفه على مجتمعها.
المتحف الذي يضم مجموعة مميزة من التحف والمقتنيات النادرة والقطع الأثرية الفريدة العائدة لأربع قارات، سيكون وجهة ثقافية وسياحية مثالية لزوار وجماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. حيث يمكنهم التعرف على تاريخ العديد من البلدان وليس قطر وحدها، ويقيم المتحف مجموعة من الفعاليات خلال كأس العالم تعبّر عن ثقافة وتراث دولة قطر.
ويضم المتحف مجموعة متنوعة من المقتنيات الشخصية لمؤسسه الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، بالإضافة إلى مجموعةٍ من الأعمال تشمل الفن الإسلامي والتراث القطري، كما يوجد قسم للمركبات النادرة وآخر خاص بالسجاد المصنوع يدوياً وبعض العملات المعدنية من أربع قارات، كما يضم المتحف أيضاً مزرعةً للتمور ومدرسةً للفروسية ومحميةً للمها تهدف إلى الحفاظ على الأنواع المهدّدة بالانقراض، وتسرد هذه الروائع المتنوعة والمنتقاة قصة مؤسس المتحف الشيخ فيصل بن قاسم، وكذلك قصة الإنسانية بشكل عام.
وأصبح المتحف الذي تأسس عام 1998 من أهم الوجهات السياحية والثقافية في قطر، حيث تحول من مجرد كونه متحفاً شخصياً إلى أحد أبرز معالم البلاد جذباً للسياح الأجانب.
وخلال عشرات السنين عمد الشيخ فيصل إلى جمع أعمال فنية وقطع أثرية ذات أهمية تاريخية، وتلخص تلك القطع النادرة والنفيسة من معروضات المتحف أسفار الشيخ فيصل في أرجاء العالم، خلال السنوات الخمسين الماضية.
ويضم المتحف مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الفريدة من 4 قارات، وبينها قطع من العصر الجوراسي (عصر الديناصورات) والعصر الإسلامي المبكر وحتى يومنا هذا.
وتُقدّر مساحة المتحف بنحو 50 ألف متر مربع، وتحتوي على أكثر من 17 قسماً، حيث يوجد قسم للتراث القطري الشعبي وأقسام عديدة متنوعة، فيأخذك المتحف للتعرف على ثقافة بعض البلدان، فهناك البيت الشامي التقليدي الذي نُقِل من دمشق وأعيد إنشاؤه، ويتكون هذا البيت المفروش بالكامل من فناء وغرفتي معيشة، ويحتوي على أعمال جميلة من البلاط والنقش الشبكي، كما يوجد البيت المصري والبيت الفلسطيني، واثنان من البيوت القطرية النموذجية يحتويان على عناصر من منزل الشيخ فيصل، وهي مقتنيات شخصية توضّح اهتمامات وأذواق المؤسس الخاصة وتكشف عن حياة تفيض بالخبرة.
كما يضم المتحف أكثر من 50 ألف قطعة نادرة من السجاد والمجوهرات والسيارات والعملات والتحف والمتحجرات وغيرها، ويعتبر قسم المركبات من أبرز أقسام المتحف، حيث يوجد به عدد كبير من السيارات النادرة، التي يتجاوز عددها الإجمالي 700، وتعود إلى فترة زمنية قديمة ما قبل 1885، بالإضافة إلى أنه يحتوي على سيارات ترتبط بالتاريخ القطري من الشخصيات العامة من خمسينيات القرن الماضي، كما توجد مجموعة متنوعة من الدراجات النارية والهوائية المختلفة.
أما قاعة المخطوطات فبها العديد من المخطوطات بالخط العربي تعود إلى خطاطين كبار من عصور مختلفة، منها الدولة العثمانية وأغلب العصور الإسلامية، وتحتوي على عدد كبير من المصاحف، بالإضافة إلى الكسوة وهي القماش الذي يغطي الكعبة المشرفة وتعرض أكثر من 700 سجادة تعكس مختلف أعمال النسيج والصباغة والأنماط من جميع أنحاء العالم.
ويعرض قسم العملات ، العملات المعدنية والفضية والذهبية المستخدمة خلال وقبل ظهور الإسلام في الشرق الأوسط والعملات المعاصرة في العديد من البلدان، فيما تقدّم صالة الملابس بعض الملابس والإكسسوارات من مختلف أنحاء المنطقة، ويكمل الأثاث الأثري والآلات الموسيقية المجموعة، فيما تتزين الجدران بالأعمال الفنية والصور الفوتوغرافية.
يشار إلى أنه سيُفتَتح قسم خاص في المتحف يُعنى بثقافة العالم الإسلامي والعربي، ويُعرّف المتحف من خلاله ببعض الشخصيات المهمة التي أثّرت بشكل كبير في ثقافتنا.