ما أن عادت الأرجنتين مرة أخرى إلى أسواق المال الدولية في الشهر الماضي عبر أكبر عملية بيع للسندات في الأسواق الناشئة، من أي وقت مضى، حتى سارع جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان بتقديم التهنئة شخصيا لموظفيه على إنجاز هذا العمل بصورة جيدة.
فيما كانت مشكلة الديون تسيطر على بوينس آيرس والبالغة 16.5 مليار دولار، والتي يقود تسويتها بنك جيه بي، مع 3 بنوك عالمية أخرى، تعكس مشاعر أكثر اختلاطا، على الأخص وأن الأرجنتين لطالما كانت تربطها علاقة مضطربة مع بورصة وول ستريت، وهي العلاقة التي تشتعل جذوتها الآن بعد سلسلة من التعيينات رفيعة المستوى في الحكومة الأرجنتينية الجديدة التي يقودها ماوريسيو ماكري.
وتقول صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، إنه ما من بنك آخر لديه تمثيل أفضل من جي بي مورجان في الحكومة الأرجنتينية الجديدة، حيث إن الموظفين السابقين بما في ذلك ألفونسو برات جاي، وزير المالية، ولويس كابوتو، وزير المالية السابق، وميجيل جوتيريز، رئيس شركة الطاقة المملوكة للدولة واى بي إي باتوا الآن من ضمن أعضاء حكومة ماكري.
كما تتباهى بنوك أخرى مثل دويتشه بنك و جولدمان ساكس و باركليز و مورجان ستانلي بأن لديها موظفين سابقين في مناصب عليا في حكومة ماكري، وفي تناقض صارخ مع موقف عدائي بشكل علني تجاه التمويل العالمي في ظل إدارة الشعبوية السابقة للرئيسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر.
ويقول أحد كبار المسؤولين في حكومة ماكري لقد أعطانا السوق الكثير من المصداقية، والجميع باتوا يعرفوننا الآن، ونحن بالفعل جزء من مجتمع المال والأعمال العالمي، لذلك هم يستمعون إليك، ويفهمونك، بل وكثيرا ما يتفقون معك في الرأي ، مضيفا، أنهم لم يتمكنوا حتى من فهم هؤلاء الذين سبقونا.
وعلى ذلك، فقد صارت بورصة وول ستريت همزة الوصل التي تربط الشتات الأرجنتيني بعد أن أصبحت البلاد أكثر الأسواق الناشئة نشاطا في أسواق المال خلال فترة التسعينيات، وهناك الكثير من الأرجنتينيين الآخرين انتقلوا إلى الخارج بعد إغلاق البنوك الاستثمارية المكاتب المحلية بعد الانهيار المالي في البلاد في عام 2001.