أشاد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، بالجهود القطرية لإنقاذ لبنان ، قائلاً إن لبنان كله كان ذاهبا للانهيار عام 2008 وتم إنقاذه بفضل اتفاق الدوحة، وأكد أن الحكومة اللبنانية بحاجة الى المساعدة القطرية والخليجية لإنجاز ملف الرئاسة وانتخاب رئيس الجمهورية .
وأكد سلام في حديث نشرته صحيفة الشرق القطرية اليوم ، أن لبنان متمسك بأفضل العلاقات مع الدول الخليجية وحريص على الإجماع العربي ، وقال حصل الإجماع العربي في بيروت عام 2002 في مؤتمر القمة وطرحت مبادرة السلام العربية وأجمع العرب عليها، عندما يكون إجماع عربي نحن معه وعندما لا يكون هناك إجماع كل واحد يأخذ طريقه .
وقال نتفهم العتب والغضب الخليجي لكنني واثق أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لن تتخلى عن لبنان .. مضيفا واجبنا كلنا أن نتوجه لإخواننا في دول الخليج ونقول لهم نعم حصل أخطاء .
وأضاف أن لبنان عام 1989 كان ذاهبا الى الانهيار وأنقذه اتفاق الطائف بفضل الاخوة السعوديين، وسنة 2008 كان لبنان كله ذاهبا للانهيار وتم إنقاذه بفضل اتفاق الدوحة .
وأكد سلام أن استقرار الدول الخليجية هو عنصر أساسي في ظل الانهيار التي تشهده المنطقة ، معتبرا أن وجود اللبنانيين في دول مجلس التعاون والذين ترد منهم عائدات كبرى إلى لبنان أمر بحاجة له ولا يمكن التخلي عنه.
وأشار الى استقباله سفراء دول مجلس التعاون لدى لبنان ، وإبلاغهم رغبته بالتواصل إن كان عبرهم أو بزيارة لدول مجلس التعاون لتوضيح موقف لبنان ولشرح الأمور خصوصا فيما يتعلق بتمسكهم هم ونحن بخيار الدولة في لبنان وهو خيارنا وهو عنوان تماسكنا، وسوف نستمر بتأييد الدعم لهذا الخيار وإذا كنا وسط الأزمة الداخلية في لبنان نحن بحاجة إلى استمرار الدعم، خاصة إذا أتيحت لنا الفرصة بزيارة دول الخليج لشرح موقفنا وتفهمنا .
وتابع أنه في ظل عدم الاستقرار وفي ظل أوضاع المنطقة الكثير يحسد لبنان على استقراره، حتى الآن الأمن في لبنان ممسوك ولكن سياسيا غير مستقر وسط أزمة سياسية مستفحلة ليست وليدة اليوم وهي مستمرة منذ فترة وتتراكم فيها السلبيات، وأبرز هذه السلبيات الشغور الرئاسي والمنسحب أيضا على الشلل في العمل التشريعي مجلس النواب يجتمع مرة أو مرتين في العام إذا اجتمع .
وأضاف إنه نتيجة الأزمة تم إعطاء السلطة التنفيذية التي هي الحكومة الضوء الأخضر لتجتمع منذ بداية العام، ولكن يبدو أنها تجتمع في الشكل وليس المضمون ، الصراع دائم والسلطة التنفيذية تمارس بتعثر، في ظل هذه الأوضاع وفي ظل هذه الحال كيف لبنان يستطيع أن يواجه المزيد من التحديات الخارجية، صحيح أن الأحداث في سوريا منذ خمس سنوات فترة ليست قليلة ولم يكن أحد يتكهن بأن الأمور ستصل الى هنا، الكل كان يعتبر أن الفترة ممكن ان تمتد لأشهر أو لعام.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية حول النازحين السوريين في لبنان أستطيع القول إننا في لبنان استطعنا أن نحيد أنفسنا عن الأذى والضرر رغم ما لحق بنا من أضرار، الا أننا استطعنا الاستمرار رغم وجود مليون ونصف المليون نازح سوري بيننا وما يوجد في الدول المحيطة ودول العالم لا يذكر بالنسبة للموجود عندنا ولو وجد في دول أخرى لانهارت .
وأشار في حديثه الى أن البنك الدولي الوحيد الذي قال إن لبنان تكبد خسائر بقيمة 5 مليارات دولار خلال 2015، وكلفة النزوح التي تحملها لبنان منذ بداية الأزمة الى اليوم 13 مليار دولار .
وتطرق سلام إلى الأوضاع الأمنية، وقال: تمكنا من التصدي على المستوى الأمني والعسكري واستطعنا اكتشاف العديد من الشبكات الإرهابية وكنا أسرع من غيرنا من الدول في هذا الاكتشاف، ووضع حد لكثير من الهجوم على لبنان وأيضا على مستوى ما كاد أن يتولد في البلد وهو وجود بيئة حاضنة للإرهابيين وضعت له حدا القيادات السياسية اللبنانية .
وعلى الصعيد الداخلي قال حكومتنا حكومة وحدة وطنية وحكومة ائتلافية ويوجد بها كل الأطراف السياسية وهم حريصون على المحافظة عليها والبيان الوزاري واضح بالنسبة للنأي بالنفس لكن الواقع شيء آخر . مضيفا إن المنطقة تعاني من الأحداث القائمة ولبنان ولأنه أصغر من غيره لكن الجهوزية الأمنية تعوض عن الجهوزية السياسية ولا يوجد بلد يمكن أن يعيش بعزلة، وليس لدي انطباع أن دول الخليج تريد للبنان أن يعيش بعزلة.