كشف مصدر عسكري عراقي في محافظة نينوى (شمال)، أمس الأحد، أن تنظيم الدولة الإسلامية، نقل معدات التفخيخ وتصنيع أسلحته من الجانب الشرقي لمدينة الموصل (شمال)، الذي تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على 85% منه، إلى الجانب الغربي الذي مازال تحت سيطرة التنظيم بالكامل. ويمر نهر دجلة وسط المدينة من الشمال إلى الجنوب ويشطرها إلى نصفين، شرقي وغربي، يربط بينهما خمسة جسور. سيطر الجيش العراقي على الطرفين الشرقيين للجسر الرابع وجسر الحرية (جنوبي المدينة)، ما دفع عناصر التنظيم لتدمير الجسور الخمسة من الطرف الغربي بالكامل، بعد أن سبق وأن قصفها طيران التحالف الدولي وأخرجها عن الخدمة.
العقيد أحمد الجبوري، الضابط في قيادة عمليات نينوى، قال للأناضول، إن داعش، ترك معداته وآلياته وبعض الآلات في شوارع الجانب الغربي للموصل بشكل فوضوي، تحت أسقف بعض البنايات، وفي الأحياء السكنية، بعد أن ضاقت به المدينة ولم يعد لهم مأوى أو معمل إلا وصلته القوات العراقية وطائرات التحالف . وأضاف الجبوري داعش، نقل هذه المعدات قبل سقوط مواقع له بيد القوات العراقية في الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي، كان يستخدم هذه المعدات في عملية تفخيخ السيارات وتصنيع الأسلحة وتطويرها . وبيّن أن مولدات كهربائية كبيرة منتشرة في بعض أزقة الموصل (في الجانب الغربي) ومتروكة، فضلاً عن آلات كانت تستخدم لأغراض ميكانيكية لم يعد التنظيم قادرًا على إيجاد أماكن لها بالمدينة وتحديدا في المناطق الصناعية خشية استهدافها .
من جهته، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إن وحداته تطهر جامعة الموصل التي فخخ داعش أغلب كلياتها . وأشار إلى أنها من المواقع المهمة للقيادة والسيطرة وتصنيع الأسلحة لداعش . وأوضح الأسدي، للأناضول، أن وحداتنا تطهر بقية كليات وأقسام جامعة الموصل، وداعش قد انتهى، لكنه ترك الكثير من الدمار، وفخخ أغلب الكليات، وحتى الشوارع الرئيسة للجامعة، والوحدات العراقية ستتقدم بعد معالجة الجامعة من مخلفات داعش . وأضاف قائد جهاز مكافحة الإرهاب، أن الجامعة تعتبر من مراكز القيادة للتنظيم، ومن المواقع السيادية له، حيث تحتوي منشآت عديدة كان داعش يستخدمها لأغراض متعددة، بالإضافة لمراكز القيادة والسيطرة، إلى جانب المختبرات الموجودة في كلية العلوم التي يستخدمها لأغراض كيمياوية .
وفي السياق ذاته، تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من تحرير حي الأندلس، الواقع شمال شرقي الموصل، والمقابل لجامعة الموصل، حسب مسؤول عسكري. وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد المهام الخاصة الأولى في جهاز مكافحة الإرهاب في الأناضول، إن الجهاز تمكن من السيطرة وتحرير حي الأندلس . وأوضح الساعدي أنهم يواصلون التقدم باتجاه الأحياء المقابلة لجامعة الموصل، وسط انهيار كبير لداعش، وفراره من الجانب الشرقي باتجاه الجانب الغربي.
من جانبه، قال اللواء نجم الجبوري، قائد عمليات نينوى، للأناضول: إن وحدات الجيش العراقي في الفرقة 16 إلى جانب حشد حرس نينوى (سني) أكملت تحرير حي الحدباء، شمالي الموصل . وأشار الجبوري، أن داعش، استهدفهم بـ14 سيارة مفخخة خلال السيطرة على الحي . وأضاف: استمرينا بالزحف في الحي حتى وصلنا حي الكفاءات الثانية، ثم الشارع الرئيسي الذي يفصلنا عن منشأة الكندي، شمالي الموصل، التي نبعد عنها قرابة 300 متر فقط .
وكانت منشأة الكندي، قبل 2003، تستخدم في عهد النظام العراقي السابق (صدام حسين) للتصنيع العسكري وتطوير أسلحته العسكرية.
وفي 17 أكتوبر الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، وبدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها داعش في يونيو 2014.