خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس، أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى وذلك بمقر المجلس في الرياض . وتناول الملك سلمان ملامح عامة لسياسة المملكة الداخلية والخارجية بشكل مقتضب، مشيراً إلى توزيع كلمة مفصلة بشأن تلك السياسات على أعضاء المجلس.
وأكد أن السعودية سخرت إمكاناتها لحماية أمن الدولة والمجتمع، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتقديم أفضل الخدمات للمواطن، مضيفاً بأن المملكة تسير بخطى راسخة، نحو التكيف مع المستجدات، والتعامل مع التحديات بإرادة صلبة للحفاظ على ما تحقق من إنجازات، وعلى مكانة المملكة بين الأمم، ودورها الفاعل إقليمياً ودولياً. وشدد على أن سياسات المملكة الداخلية تقوم على ركائز أساسية تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا، وتنويع مصادر الداخل، ورفع إنتاجية المجتمع لتحقيق التنمية بما يلبي احتياجات الحاضر ويحفظ حق الأجيال القادمة.
وقال الملك سلمان إن الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها السعودية، قد تكون مؤلمة لكنها تهدف لدعم اقتصاد البلاد. ولجأت السعودية لخفض الدعم عن الطاقة والمياه والكهرباء نهاية العام الماضي، بسبب تراجع أسعار النفط الخام، وخفضت بدلات وعلاوات موظفي الدولة، كما خفضت رواتب الوزراء بنسبة 20%، ومكافآت أعضاء مجلس الشورى بنسبة 15% في محاولة لترشيد الإنفاق. وأضاف الملك سلمان في كلمته خلال افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى أن الهيكلة الجديدة للاقتصاد تستهدف توزيعاً عادلاً للموارد، وتوليد مزيد من الوظائف، وهذا ما تسعى إليه رؤية البلاد 2030 الهادفة لتحقيق العيش الكريم للمواطنين. وأشار إلى أن هيكلة الاقتصاد السعودي، تقوم على أساس تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى الإنتاجية لدعم الاقتصاد والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.
وفي مجال السياسة الخارجية أكد جلالة الملك استمرار السعودية بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي ، وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك ،ونرى أن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام ، وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية .
وأبدى تفاؤله بغد أفضل رغم ما تمر المنطقة به من ظروف وتهديدات من التنظيمات الإرهابية، مشدداً على عدم السماح لها أو من يقف وراءها أن يستغل أبناء الشعب السعودي لتحقيق أهداف مشبوهة في الداخل أو في العالمين العربي والإسلامي.
وبالنسبة لليمن الشقيق شدد على أن أمن اليمن من أمن المملكة. وقال ولن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية ، أو ما يؤثر على الشرعية فيه ، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها ، ونأمل نجاح مساعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي باليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 ) ، والمبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني.