في برنامج "للقصة بقية" على قناة الجزيرة..

الذوادي: مونديال قطر فرصة لبناء جسور التعارف بين شعوب العالم

لوسيل

الدوحة - لوسيل

حل حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث ضيفاً على برنامج للقصة بقية بقناة الجزيرة.

واستعرض البرنامج بعنوان تحدي مونديال قطر والذي تقدمه فيروز زياني المذيعة الأساسية للأخبار والبرامج في شبكة الجزيرة الإعلامية مع الذوادي التحديات الكثيرة التي جابهت مشروع استضافة قطر للنسخة الثانية والعشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم والتي انطلقت عام 1930 وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي..

وأكد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث على أن لدى قطر آمالا كبيرة في تغيير الصورة النمطية عن العرب على اعتبار أن كأس العالم التي تنطلق منافساتها يوم الأحد المقبل هي بطولة كل العرب وبناء الجسور بين مختلف شعوب العالم.

كما جدد التأكيد على أن الحملة الإعلامية الشرسة الموجهة ضد استضافة قطر للبطولة والمتواصلة منذ الثاني من شهر ديسمبر عام 2010 عندما أعلن فوز قطر بحق تنظيمه وراءها دوافع سياسية واقتصادية.

وأشار الذوادي في حديثه خلال البرنامج إلى أن قطر لم تأخذ على محمل الجد عندما قدمت ملف ترشحها لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 ولم يضرب لها أي حساب حيث اعتبر ذلك من قبل أسرة كرة القدم الدولية ولاسيما الأوروبية تصرفا من أجل لفت الأنظار وأن إقامة البطولة الأكبر في لعبة كرة القدم على الصعيد العالمي في بلد عربي أمر مستبعد بل من وحي الخيال، بل إن فريق العمل القطري الذي تكلف بملف الترشح لاستضافة البطولة كان يعامل باستهزاء..

وشدد الذوادي على أن قطر منذ الوهلة الأولى جعلت من رفعها لتحدي الترشح لاستضافة كأس العالم 2022 تحديا عربيا حيث إنها أرادت أن تكون البطولة لكل العرب.

نرحب بالعالم في دولة قطر

كشف الأمين العام للجنة العليا أن 50 بالمائة من المتطوعين في البطولة ينتمون إلى الوطن العربي وهذا الأمر يدل على رسالة موجهة وهي أن الوطن العربي يرحب بالعالم على أرض دولة قطر.

وتابع الذوادي في حديثه الخطوات العملاقة التي قطعها فريق ملف الترشح القطري في إقناع العديد من أعضاء أسرة كرة القدم الدولية بأحقية الشرق الأوسط والمنطقة العربية في تنظيم كأس العالم.

وتحدث عن مداخلته أمام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بأنغولا عندما كانت دولة جنوب أفريقيا بصدد تنظيم نهائيات كأس العالم 2010 والتي كانت حاسمة في استمالة الأصوات الأفريقية لصالح ملف بلده.

وتابع أن دولة قطر كانت حريصة على أن تحول كل انتقاد أو ملاحظة سلبية توجه صوب ملفها للترشح إلى نقطة أو معطى إيجابي..

فمثلا أثار البعض صغر مساحة الدولة غير أن قطر اعتبرته بالعكس من ذلك نقطة قوة وإيجابية إذ إنه سيخلق تقارب المسافات بين الملاعب وسيجنب المنتخبات والجماهير عناء السفر الطويل والتنقل من مدينة لأخرى وسيتيح لها متابعة أكثر من مباراة في ملعب باليوم الواحد..

كما أكد أن نقل موعد كأس العالم 2022 من فصل الصيف إلى الشتاء كان قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد المشاورة مع أعضاء الأسرة الدولية وليس قرارا فرديا اتخذته قطر لأنها في كل الأحوال كانت جاهزة لاستضافة البطولة في الصيف بفضل توفر ملاعبها على تقنية التبريد.

حملات التحريض دوافعها سياسية واقتصادية

يرى حسن الذوادي أن دعوات المقاطعة وحملات التحريض الخارجية على قطر دوافعها سياسية حيث إنها تتخذ من مونديال قطر ذريعة لتحويل الأنظار عن مشاكلها الداخلية..

وكشف عن ثقته المطلقة أن الجماهير التي ستتوافد على قطر خلال المونديال من شتى بقاع العالم سترى واقعا مغايرا عن الذي يسمعونه في الإعلام المغربي وأنها ستنقل بعد انتهاء البطولة وعند عودتها لبلدانها الصورة الحقيقية عن قطر كبلد متسامح تتعايش فيه ثقافات متنوعة وتحترم فيه القيم الإنسانية..

وفي رده على الأنباء التي تحدثت عن إنفاق قطر لأكثر من 200 مليون دولار على كأس العالم 2022، قال الذوادي إن وصف الرقم ليس دقيقا لأن هذا المبلغ لم يخصص لكأس العالم فقط وإنما لجميع مشاريع البنية التحتية وتطويرها لدولة قطر.

وتابع قائلا: استضافة قطر للبطولة سرعت عملية تنفيذ وإنجاز مشاريع رؤية قطر 2030 في وقت قياسي..

وعما إذا كانت قطر ستسمح برفع الشعارات السياسية في ملاعبها خلال كأس العالم أوضح أن ما يقع داخل محيط الملاعب يتحمل مسؤوليته الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وعن حضور الجمهور الفلسطيني لمشاهدة المباريات بعد السماح بفتح خط طيران مباشر للدوحة اعتبر الأمين العام للجنة العليا أن ذلك يبعث على الاعتزاز والفخر لأن قطر سعت بطل قوة إلى أن يكون الجمهور الفسلطيني حاضرا في البطولة وأن يستمتع بدوره بالمباريات والفعاليات مع كافة أبناء الوطن العربي وفي ذلك كسر للحصار المضروب على أراضيه..

العرب أكثر من ألف ليلة وليلة

أوضح أن كأس العالم بقطر سيكون مؤمنا بالكامل وبدرجات عليا حيث إنه ممنذ عام 2013 شُكّلت لجنة أمنية برئاسة رئيس الوزراء ووزير الداخلية وتشمل جميع الأجهزة والجهات الأمنية.

وقد بدأ التحضير الأمني للبطولة منذ ذلك الحين عبر وضع الخطط المناسبة واللازمة بالإضافة إلى أن الأفراد الأمنيين الحاليين شاركوا في تأمين العديد من البطولاات الدولية والعالمية والقارية خارج وداخل الدولة لاكتساب الخبرة مع الإشارة إلى الاستعانة بالخبرات العالمية وتأمين الخطط السيبرانية التي تُعتبر من أفضل النظم العالمية.

وفي نهاية حديثه أكد الذوادي أن كأس العالم 2022 لن يكون العمل الأخير في إنجازات قطر، بل ستقدم المزيد مستقبلا.

ووجه رسالة صريحة للجماهير العربية قائلا إن البطولة هي بطولتهم داعيا الجماهير من مختلف العالم لخوض تجربة تاريخية هي الأولى من نوعها والتخلي عن الصورة النمطية المزروعة في العقلية الغربية إذ إن الشعب العربي ليس هو شعب ألف ليلة وليلة كما صور لهم بل هو أعلى وأكبر من ذلك بكثير.