أدت أوركسترا قطر الفلهارمونية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، رائعة (كونشيرتو برامز الأول للبيانو) في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بقيادة الموسيقار رينتشانج فو ومرافقه إيريك لو بيانو عازفا للبيانو.
انطلق كونشيرتو البيانو الأول الليلة قبل الماضية، بسلم ري الصغير، مصنف 15 ليوهانس برامز وعزف (أداجيو)/ و (روندو: أليجرو) دون مبالغة بالسرعة، في حين، تم خلال الفقرة الثانية عزف السمفونية الثانية بسلم ري الكبير.
وخلال الحفل، تابع الجمهور، تنقلا سلسا بين البيانو و/الفلوت/، لتندمج معه الآلات الوترية الأخرى وتتبعها آلات النفخ في انسيابية، لا يشعر معها المستمع إلى فراغ يذكر، إذ يرتفع الإيقاع حينا وينخفض حينا آخر.
ويبدو من خلال ما قدمته أوركسترا قطر الفلهارمونية من إحدى روائع يوهانس برامز (1833-1897)، تمتعه بحس قوي من النقد الذاتي.. فإذا كان إلى حدود العام 1873، قد كتب أعمالا للبيانو بشكل أساسي، إلا أن ما يناهز الخمسين مقطوعة للبيانو التي كتبها لا تشكل سوى واحد على ثمانية من مجموع أعماله. فمنذ أعماله الأولى رسم برامز بوضوح خطوط شخصيته الموسيقية. ومن بين جميع مؤلفي أواخر الحقبة الرومانسية، كان الأكثر تعلقا بمبدأ الكلاسيكية.
اندرج أسلوبه في التقليد الموسيقي لباخ وبيتهوفن ومندلسون وشومان، وكان بالوقت عينه متفردا بذاته، حيث تجنب أن ينخرط في محاولات معاصريه لتجديد المؤثرات الهارمونية والألوان الأوركسترالية، الأمر الذي جلب عليه غضب النقاد، لكنه بنى صداقات متينة مع العديد من الموسيقيين الكبار أمثال جوزيف جواكيم وأنطونين دفورجاك وريتشارد فاغنر وخصوصا شومان.