كان الخطأ الفادح الذي ارتكبه المنتخب الفرنسي حين خاض قبل عامين نهائي كأس أمم أوروبا على ملعب سان دونيه، هو الاعتقاد أن اللقب بات محسوما على حساب البرتغال التي ظفرت بالبطولة في النهاية.
وعقب الفوز على ألمانيا في نصف نهائي يورو 2016 التي أقيمت بفرنسا، أفرط البلوز في ثقتهم لدرجة أنهم اعتبروا أنفسهم أبطالا للنسخة بالفعل، لكن الأمور اتخذت منعطفا مختلفا في اللحظة التي قتل فيها البرتغالي إيدير حلم صاحبة الأرض (ق109) من تسديدة قوية سكنت شباك هوجو لوريس.
وعن هذه الليلة، أقر لاعب الوسط الفرنسي بول بوجبا أمس الاول تخيلنا أن الأمر بات محسوما وأننا فزنا باللقب بالفعل عقب الفوز على ألمانيا ، مضيفا هذه المرة لا نريد ارتكاب نفس الخطأ. سنواجه المباراة بعقلية مختلفة .
وقد تتحول موسكو اليوم الأحد إلى مفخرة هذا الجيل الفرنسي وقد تصبح مباراته السابعة في روسيا هي منصة تتويجه بطلا للعالم للمرة الثانية في تاريخ الديوك عقب مونديال 1998، إذا تمكن من الفوز على كرواتيا.
وأبرز المدير الفني لمنتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، الذي يسعى في روسيا لرفع الكأس الذهبية كمدرب بعد أن فعل ذلك كلاعب وقائد للفريق في 1998، نحن بصدد مواجهة نهائي آخر وسنذهب للفوز به، لأننا لم نتجاوز بعد هزيمتنا في يورو 2016 .
ومن تلك الهزيمة المريرة التي لحقت بالديوك بين جماهيره أمام برازيل أوروبا قبل عامين، تعلم المنتخب الفرنسي أن أيا من الفريقين اللذين يتواجهان في الدور الأخير من البطولة يستطيع الحصول على الكأس.
وعلى هذا الأساس، حذر المدافع صامويل أومتيتي من خطورة خوض المباراة باعتبار أنهم المرشحون الأقرب للفوز، وشدد على ضرورة اللعب بجدية أمام فريق يلعب به إيفان راكيتيتش ولوكا مودريتش، اللذين وصفهما بأنهما عظيمين والأفضل في مركزيهما مضيفا لا يمكننا تركهم يلعبون لأننا لو فعلنا ذلك ستكون الأمور أكثر سهولة بالنسبة لهم .
ولا شك أن أي مواطن فرنسي يزيد عمره عن 20 عاما، يستحضر الآن برؤية المنتخب في نهائي روسيا، المشاعر والأجواء التي عاشتها البلاد في 1998 حين توجت فرنسا بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.
وفي 12 يوليو من ذلك العام، رفع ديشامب اللاعب الكأس الذهبية نحو السماء، والآن سيسعى لتكرار الأمر كمدرب ليعادل بذلك ما حققاه البرازيلي ماريو زاجالو والألماني فرانتس بيكنباور، اللذان توجا أبطالا للعالم كلاعبين ومدربين.
وتتوق فرنسا للحصول على نجمتها الثانية لأن الأولى مر عليها عقدان، إذ تحصل عليها الديوك في عام لم يكن أحدث نجومه كيليان مبابي قد ولد حين قاد زين الدين زيدان منتخب بلاده للفوز على البرازيل بثلاثية نظيفة.
وتمكن الجيل الحالي من تفجير مشاعر الفرنسيين بأدائه في روسيا بعد أن أطاح بمنتخبات ثقيلة في الأدوار الإقصائية مثل الأرجنتين وأوروجواي وبلجيكا.
وفي الأفق تظهر كرواتيا وذكرى 1998، على الرغم من أن ديشامب يفضل أن يعيش الحاضر، وأكد أنا لا أتحدث مع لاعبي عن تاريخي. لم أفعل ذلك مطلقا. هم يعلمون ماذا حدث، حتى أولئك الذين لم يكونوا قد ولدوا شاهدوا الصور.. لكنني هنا معهم لكتابة تاريخ جديد. إنني فخور بما تحقق منذ 20 عاما، لكن الأهم هو ما سيحدث الآن ولسنا أبطالا بعد .