ارتبط اسم القيادي العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين بتاريخ طويل من الاغتيالات والإرهاب، لعل أبرزها اتهامه باغتيال رئيس لبنان رفيق الحريري. وها هو يلقى نفس المصير، رغم تحصنه في الخطوط الخلفية لمقاتلي حزب الله الذين يقاتلون في سوريا.
الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء باهتمام مساء أمس الأول، وزادت عليه وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية إن 5 أعضاء من قياديي حزب الله اللبناني في سوريا ، قُتلوا في الانفجار الذي أودى بحياة القائد العسكري البارز في الحزب مصطفى بدر الدين، بسوريا. ووفق ما ذكرته الوكالة فإن الخمسة هم: مصطفى حشادة، محمد ياسين، يوسف حازم، محمد خليل، علي حمود . واعترف حزب الله اللبناني أمس ان قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا قتل في قصف مدفعي لمواقع الحزب قرب مطار دمشق من قبل الثوار.
واتهم الحزب اسرائيل بقتل كل من عماد مغنية في فبراير 2008 في دمشق، والقيادي العسكري سمير القنطار بغارة اسرائيلية في ديسمبر قرب العاصمة. وقتل 6 عناصر من الحزب في غارة اسرائيلية في يناير 2015 على منطقة القنيطرة في جنوب سوريا. وكان بين القتلى جهاد مغنية نجل عماد مغنية.
ويعد بدر الدين البالغ حوالي 55 عاما، أبرز المتهمين بقتل رفيق الحريري ،وسبق ان حكم عليه بالاعدام في الكويت لتورطه في عمليات ارهابية، إلا انه تمكن من الفرار ،وهو أرفع القادة العسكريين في الحزب، وهو شقيق زوجة القائد السابق عماد مغنية، وقد حل محله، وكان مسؤولا عن عمليات الحزب في سوريا التي تشهد نزاعا مستمرا منذ 2011.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية في يوليو 2015 على بدر الدين ومجموعة من القادة والمسؤولين العسكريين في حزب الله عقوبات إقتصادية قالت انها تأتي في سياق كشف واستهداف الدعم النشط الذي يقدمه حزب الله لنظام بشار الأسد، فضلاً عن أنشطة الحزب الارهابية الاخرى .
وبحسب مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي كانت إيران تمول حزب الله بما يقدر بـ100 مليون دولار قبل العام 2005، قبل أن يتضاعف بعد الانسحاب السوري من لبنان، وتعاظم دور الحزب داخل وخارج لبنان، لكن مع انخفاض العائدات النفطية، والعقوبات على مختلف القطاعات الإيرانية، والتي كلفت إقتصاد طهران نحو 160 مليار دولار، منذ العام 2012، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9 %، وقرار الحكومة الإيرانية زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 33.5%، اضطرت القيادة في طهران إلى خفض تمويل الحزب بنسبة 40% خلال العام 2015، ليصل دعم إيران للحزب إلى 120 مليون دولار.