يتوقع مراقبون أن يبدأ حلف الناتو تحضيراته للتدخل في ليبيا وشن هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية، بعد توفر الغطاء القانوني إثر إعلان الاتفاق على تشكيل الحكومة الليبية الجديدة. وكان المتحدث باسم المجلس الرئاسي الليبي، فتحي المجبري، أعلن الإثنين أنه تم الاتفاق على تشكيل الحكومة الليبية الجديدة من 13 وزارة. وانتظر الناتو هذه الخطوة للحد من تمدد تنظيم الدولة الذي اتخذ من مدينة سرت عاصمة له، وهاجم حقول النفط حسب تقارير صحفية ليبية.
وتمتلك ليبيا أكبر احتياطي للنفط الخام في إفريقيا وخامس احتياطي من الغاز. وحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن الاحتياطي الليبي من النفط يقدر بـ 48 مليار برميل، كما أن ليبيا تمتلك احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي تقدر بـ 55 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. ووفقاً لإحصائيات إدارة الطاقة بالاتحاد الأوروبي، فإن ليبيا وفرت 11% من النفط الذي تستورده دول الاتحاد في عام 2010، وتأتي في الدرجة التالية بعد النرويج وروسيا.
وفي مستهل دراسة لها صدرت في ديسمبر الماضي تحت عنوان الصراع على ثروات الطاقة الليبية ، قالت مجموعة الأزمات الدولية إن الوضع الاقتصادي في ليبيا ينذر بالتحول نحو الأسوأ في ظل تناحر أطراف النزاع من أجل السيطرة على الثروات الوطنية التي ما فتئت تتقلص بوتيرة سريعة، ويؤثر هذا الصراع على عمل حقول الغاز والأنابيب التي يمر عبرها والمحطات التي يصدر منها.
وتشير الدراسة إلى أنه في أواخر عام 2012 بدأت الاحتجاجات والنزاعات حول الإدارة بالتأثير على الإنتاج، وبحلول يوليو 2013 واجهت منشآت النفط والغاز عمليات إغلاق متكررة وانخفضت صادرات النفط الخام إلى أكثر بقليل من 200 ألف برميل يوميا في أبريل 2014، مقابل 1.4 مليون برميل يوميا في أبريل 2013، وبحلول أواسط عام 2015 وصل الإنتاج اليومي من النفط إلى 400 ألف برميل يوميا. كما واجهت صادرات الغاز الطبيعي انقطاعات متكررة.
وكان المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية، علي الحاسي، قال لـ الجزيرة في يناير الماضي إن قوات حفتر حاولت إشغالهم في معارك اختلقتها بمدينة أجدابيا بهدف سحب بعض القوات المتمركزة في الموانئ النفطية إلى أجدابيا لمواجهة قوات حفتر، وبالتالي تفريغ منطقة الهلال النفطي من أي قوات مقاومة لتنظيم داعش حتى يصبح تقدم التنظيم ممكنا دون وجود عقبات كبيرة.
وتجمع تقارير ومراقبون بأن ليبيا ستتعرض لتدخل خارجي من أجل نفطها تحت لافتة مكافحة تنظيم الدولة. ويرى خبراء أن ذريعة تنظيم الدولة تستخدم الآن لكي تدمر المزيد من مقومات دولة عربية جديدة وهي ليبيا تحت شعار الحرب على هذا التنظيم، في حين أن عيون أطراف الأزمة على ثروات الطاقة في ليبيا، كما قالت مجموعة الأزمات الدولية.
ويتوقع الباحث في الشأن الليبي علاء فاروق، حال حدوث تدخل دولي في ليبيا، فإن الدور المصري لن يقتصر على مرحلة الدعم المعلوماتي واللوجستي، لكن المشاركة بقوات برية أو جوية واردة جدا، وخاصة أن النظام المصري سيكتسب بهذه المشاركة المزيد من الشرعية، حيث سيكون جزءا من جهد دولي يحارب الإرهاب، متمثلا في تنظيم الدولة.