

كوزمين لعب بذكاء وكسر مفاتيح خطورة الجزائر
غياب الاستقرار الفني أثّر على أداء الخضر
الإصابات وتغيّر الأسماء أربكا حسابات المنتخب
الاستقرار مفتاح النجاح.. والأردن نموذج
خيبة أمل جديدة عاشها الشارع الكروي الجزائري بعد وداع المنتخب الوطني سباق المنافسة على لقب كأس العرب، عقب الخسارة بركلات الجزاء الترجيحية أمام منتخب الإمارات في الدور ربع النهائي. خروج مؤلم أعاد فتح باب التساؤلات حول الجاهزية، والاستقرار الفني، والخيارات التكتيكية. في هذا الحوار، يقدّم المدرب المخضرم رابح سعدان «للعرب» قراءة فنية دقيقة للإقصاء، محللًا أسباب السقوط، ومقيّمًا مستوى “الخضر”، ومتوقفًا عند المسؤوليات، قبل أن يسلط الضوء على عامل الاستقرار كشرط أساسي للعودة إلى سكة النجاحات. حيث اكد ان الجميع حزين لخروج منتخب الجزائر «حامل اللقب» ولكن منتخب الخضر واجهته ظروف صعبة وقاسية لم تمنح المدرب مجيد بوقرة خيارات كثيرة للتعامل مع المباريات. ورفض رابح سعدان إلقاء اللوم على أي جهة حيث اعتبر ان المنتخب قدم ما عليه ولعب بكل روح قتالية ولكن في اخر المطاف توقفت رحلته عند ركلات الترجيح التي لم تنصف الجزائر.
◆ بدايةً، كيف قرأت مواجهة الجزائر والإمارات؟
¶ كلنا كنا نتوقع مباراة صعبة وقوية، خاصة وأنها جاءت في الدور ربع النهائي بنظام خروج المغلوب، حيث التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق. المنتخبان قدما مباراة كبيرة، الإماراتي دخل اللقاء بتركيز عالٍ، لأنه كان يدرك انه يواجه منتخبا يملك عناصر جيدة تصنع الفارق في أي لحظة وكان منظمًا بشكل جيد.
◆ ما رأيك في الخطة التي لعب بها المنتخب الإماراتي؟
¶ المدرب الإماراتي لعب بذكاء وبتكتيك محكم، اعتمد على تكديس خط الوسط وتقوية المنظومة الدفاعية، بهدف كسر نسق اللعب الجزائري وإيقاف مفاتيح الخطورة، وعلى رأسها بولبينة وبركان وبراهيمي. من وجهة نظري، كوزمين كان يطمح للوصول إلى ركلات الجزاء، لأنه يمتلك لاعبين يجيدون تنفيذها.
هل ترى أن الجزائر ساهمت في تعقيد مهمتها؟
نعم، أعتقد أننا صعّبنا المباراة على أنفسنا. بعد التقدم في النتيجة، كان من المفروض أن نتحول إلى اللعب الدفاعي المنظم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، لكن للأسف واصلنا اللعب المفتوح، وهو ما سهّل على الإمارات تسجيل هدف التعادل والعودة في اللقاء.
◆ كيف تقيّم المستوى العام للمنتخب الجزائري في البطولة؟
¶ بصراحة، الجزائر لم تحضر بالشكل المطلوب. لم يكن هناك استقرار فني، ففي كل مرة نشاهد أسماء جديدة، وهذا يؤثر على الانسجام. إضافة إلى ذلك، عانى المنتخب من ظروف صعبة، أبرزها إصابات بعض اللاعبين الأساسيين، مثل سعيود الذي، حسب علمي، لم يكن قد تعافى كليًا من إصابته ومع ذلك التحق بالمنتخب بالإضافة الى أسماء أخرى عانت من شبح الإصابة.
◆ من يتحمل مسؤولية هذا الإقصاء؟
¶ من الصعب إلقاء اللوم على طرف واحد، لكن في كرة القدم غالبًا ما يتحمل المدرب المسؤولية، بحكم خياراته الفنية والتكتيكية. في المقابل، أعتقد أن هناك ظروفًا فرضت نفسها وجعلت المنتخب يظهر بهذا المستوى. لا أستطيع الجزم بالأسباب الحقيقية، لأنني لست ضمن الطاقم الفني، والمدرب مجيد بوقرة هو الوحيد القادر على توضيح ما حدث قبل البطولة وخلالها.
◆ ما العامل الأهم الذي يجب التركيز عليه مستقبلًا؟
¶ الاستقرار الفني عنصر أساسي لنجاح أي منتخب، وهو ما افتقدناه مع الجزائر في هذه البطولة. على العكس تمامًا مما نراه اليوم مع منتخب الأردن، الذي يعيش حالة استقرار منذ فترة طويلة، ونجح بفضلها في تحقيق إنجازات مهمة، من بينها التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. هذا هو الطريق الذي يجب أن نسير عليه.