يدفع صراع القوى الذي وصل لذروته داخل أروقة الحكومة في جمهورية جنوب إفريقيا، البلاد إلى السقوط في أزمة اقتصادية وشيكة، مع تراجع العملة المحلية الراند ، والتهديدات التي يواجهها المسؤولون الماليون هناك بالإقالة من مناصبهم.
وذكرت صحيفة ذا جلوب أن ميل الكندية أن الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما تسبب في صدمة مروعة للمواطنين مؤخرا، بعدما أعطى توجيهاته لوزير المالية برافين جوردان، ونائبه مكبيسي جوناس بإلغاء المباحثات التي كانت مقررة مع المستثمرين في بريطانيا والولايات المتحدة، والعودة فورا إلى البلاد.
ووصل جوردان وجوناس إلى العاصمة البريطانية لندن في السابع والعشرين من مارس الجاري، في محاولة لطمأنة المستثمرين الأجانب بأن جمهورية جنوب إفريقيا تتمتع حاليا بالاستقرار مع تعافي الأداء الاقتصادي.
لكن الرسالة التي وصلت للمستثمرين حملت دلالات سلبية في أعقاب إلغاء الاجتماعات المقررة فجأة وبدون أي توضيح لملابسات القرار.
وأعلن زوما القرار في بيان إلكتروني، دون توضيح الأسباب. وقال البيان إنه أصدر أوامره للمسؤولين بإلغاء مباحثاتهما والعودة فورا إلى جنوب إفريقيا.
ولم يفسر الرئيس الجنوب إفريقي أسباب هذا القرار حتى الآن، لكن انتشرت الشائعات في البلاد بشأن نية زوما إقالة وزير المالية ونائبه، في إطار معركة أكبر تهدف إلى التخلص من خصومه وتعيين حلفائه المقربين في الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جاكوب زوما يسعى إلى تصعيد زوجته السابقة نكوسازانا دلاميني - زوما، لتولي منصب رئيس الحزب الحاكم المؤتمر الوطني الإفريقي في مؤتمر سيُعقد في ديسمبر المقبل، حينما تنتهي فترته الرئاسية.
وجاء في بيان صادر عن قيادة الأعمال في جنوب إفريقيا ، مجموعة تمثل أكبر الشركات في عموم البلاد: من خلال التعتيم على خبر إقصاء وزير ماليته ونائبه دون إبداء أسباب أو حتى تحديد مصيرهما المقبل، يُدخل زوما البلاد في حالة عدم اليقين .
وأضاف البيان: هذا الإجراء يسحب البساط من تحت أقدامنا .
وتابع: هذا الإضرار بشهية المستثمرين في جنوب إفريقيا نتيجة القرار الذي اتخذه الرئيس زوما، لا ينبغي التقليل من تداعياته أو حتى تركه يمر مرور الكرام .