التحقيقات تضم وزراء سابقين وحاليين

القضاء اللبناني يستمع غدا لأقوال المتورطين في انفجار المرفأ

لوسيل

بيروت - أ ف ب

يستمع القضاء اللبناني بدءاً من غد الجمعة إلى عدد من الوزراء السابقين والحاليين الذين وقع مرفأ بيروت في نطاق مسؤولياتهم، لاستجوابهم حول تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12، وقال مصدر إنّ المحامي العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان خوري سيبدأ الجمعة التحقيق مع وزير الأشغال السابق غازي العريضي، على أن يستدعي الأسبوع المقبل وزراء الأشغال السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس وميشال نجار (حكومة تصريف الأعمال)، بالإضافة إلى عدد من وزراء المال والعدل السابقين .

وأوضح المصدر أنّ استجواب الوزراء يأتي في سياق تحديد المسؤوليات، وحصرها بالأشخاص الذين أهملوا أو تجاهلوا خطر إبقاء المواد المتفجرة في المرفأ، من إداريين وأمنيين وعسكريين وقضاة وسياسيين . واستجوب القاضي خوري الأربعاء عشرة ضبّاط من الجيش اللبناني وأمن الدولة والجمارك العاملين في المرفأ، بالإضافة إلى عدد من الإداريين في جهاز الجمارك، وقرر تركهم رهن التحقيق. ولا يزال قرابة عشرين شخصاً، بينهم المدير العام الحالي للجمارك بدري ضاهر والسابق شفيق مرعي، بالإضافة إلى مدير مرفأ بيروت حسن قريطم، موقوفين.

وواصل اللبنانيون تشييع ضحايا انفجار المرفأ بعد أسبوع على وقوعه، مع العثور على مزيد من الأشلاء ووفاة مصابين، فيما ينهمك السياسيون المتهمون بالانفصال عن واقع المواطنين المروّع، في إجراء اتصالات سياسية للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبل. ويتعرض المسؤولون السياسيون لضغوط من المجتمع الدولي للإسراع في تشكيل حكومة تتجاوب مع مطالب الناس الغاضبين الذين نجحوا في إسقاط الحكومة برئاسة حسان دياب، ولضغوط على الأرض من خلال التظاهرات والاحتجاجات اليومية الداعية الى محاسبة المسؤولين عن الانفجار ورحيل كل الطبقة السياسية التي تحكم لبنان منذ عقود.

وتواصلت أمس عمليات البحث عن مفقودين تحت أنقاض مرفأ بيروت الذي تحوّل ساحة واسعة من الركام نتيجة الانفجار الذي أوقع 171 قتيلا، بينهم من لم يتم التعرف على هوياتهم بعد، و6500 جريح. فيما يتغير عدد المفقودين باستمرار، إذ يتوزعون بين الذين لم تنته فحوصات الـ دي أن إيه الخاصة بهم، والذين لم يعثر على جثثهم أو أشلائهم بعد. وفي مقرّ فوج الإطفاء في بيروت الواقع على بعد مئات الأمتار عن المرفأ، شيّع عناصر الفوج الأربعاء زميلهم جو نون (27 عاماً) وسط أجواء من الحزن وعلى وقع مفرقعات نارية وتصفيق.

وكان جو في عداد عشرة عناصر في فوج الإطفاء هرعوا إلى مرفأ بيروت بعد تلقيهم بلاغاً باندلاع حريق في العنبر رقم 12. وبعد وقت قصير على وصولهم، وقع الانفجار الضخم الناتج، وفق السلطات، عن حريق في العنبر الذي خزّن فيه 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم. وحمل عناصر فوج الإطفاء الذين غرقوا في دموعهم نعش رفيقهم جو الملفوف بالعلم اللبناني، مرددين الله معك يا بطل . وكانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الانفجار صورة تظهر عناصر الفوج وهم داخل سيارة إطفاء في طريقهم الى المرفأ، وأخرى لثلاثة منهم يحاولون خلع باب العنبر رقم 12 قبل وقت قصير من دوي الانفجار.

وقال رئيس فوج إطفاء بيروت العقيد نبيل خنكرلي بعد مشاركته في التشييع من العشرة وجدنا أربعة وسلمناهم إلى أهاليهم، الستة الآخرون ما زالوا في عداد المفقودين ونبحث بين الأنقاض لنجد شيئاً نسلّمه إلى عائلاتهم . وقال إن عناصر الفوج بعد معاينتهم حجم الحريق طلبوا الدعم، ما أنقذ زملاءهم الذين هرعوا لملاقاتهم وخرجوا من غرفة تهدمت كلياً عند وقوع الانفجار.

ومن بين عناصر فوج الإطفاء المفقودين، ثلاثة شبان من عائلة واحدة وقرية واحدة هم نجيب حتي (27 عاماً) وابن عمّه شربل حتي (22 عاماً) وزوج شقيقته شربل كرم (37 عاماً). وتنتظر عائلاتهم مطابقة فحوص الحمض النووي على أشلاء تمّ العثور عليها. وقالت ريتا، والدة نجيب قبل يومين قطعة، قطعتان.. نريد أولادنا لدفنهم. وسيستمع المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري الأربعاء إلى عدد من الضباط من الأجهزة الأمنية كافة المسؤولة عن مرفأ بيروت.