قال سعادة السيد تشانغ مو كيم سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الدولة إن شهر رمضان فرصة للتعرف على العادات والتقاليد التي تختلف من بلد لآخر.
وقال السفير الكوري في حوار لـ لوسيل إن رمضان في قطر يدهشني باجتماع العائلات القطرية للاحتفال بهذا الشهر الكريم وتحضير أطباق خاصة للشهر الكريم، ومن المحزن أن جائحة كورونا تحرم الناس من هذه التقاليد الجميلة، مشددا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال الشهر الفضيل.. وإلى نص الحوار:
- سعادة السفير.. ماذا تريد أن تقول للقطريين والمقيمين هنا بمناسبة شهر رمضان المبارك؟
أولاً أود أن أهنئ جميع من يعيش على أرض قطر، مواطنين ومقيمين، في شهر رمضان المبارك، هذه فترة غير عادية وصعبة للغاية بالنسبة لنا جميعًا، حيث ما زلنا نواجه وباءً غير مسبوق وعلى الرغم من جهود الحكومة القطرية للحد من انتشاره، من خلال تطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية بكفاءة وتطعيم أكبر عدد من السكان، لكننا ما زلنا نواجه تحديات وعلينا أن نقوم بدورنا وألا نتجمع حتى خلال شهر رمضان هذا العام، تمامًا كما في العام الماضي، مع الأسف لا يمكننا أن نكون مع أصدقائنا وعائلاتنا كالمعتاد في رمضان، لذا يجب أن نخصص المزيد من الوقت في استعادة أنفسنا والتفكير في العناية الإلهية.
- كيف ترى التقليد القطري في شهر رمضان؟
صيام رمضان هو نفسه بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، لكن بعض العادات والتقاليد تختلف من بلد إلى آخر. لكن ما يذهلني هو كيف تجتمع العائلات للاحتفال بهذا الشهر الكريم وتحضير أطباق خاصة لشهر رمضان وكذلك بعض الاحتفالات الخاصة بالأطفال مثل قرنقعوه الذي يصادف اليوم الرابع عشر من شهر رمضان. ولكن من المحزن حقًا أنه على مدار عامين متتاليين، لا يمكننا مشاهدة تلك التقاليد الجميلة بسبب الوباء حيث يجب على الجميع البقاء بأمان.
- هل لك أن تخبرنا عن معرفتك بشهر رمضان في الدول الإسلامية؟
لقد أمضيت 6 سنوات إجمالاً في البلدان الإسلامية خلال عملي الدبلوماسي، أنا لست مسلمًا ولكن من تجربتي أعتقد أن رمضان هو الفترة الزمنية التي أعطاها لنا الله وبصومنا ندرك مقدار النعم التي نتمتع بها ولنتقاسم هذه النعم مع من هم أقل حظا ويعانون من الجوع والفقر. قبل 3 سنوات وصلت إلى الدوحة وكنت أعاني من زيادة الوزن قليلاً وقررت أن أحاول أن أتخطى وجبة الغداء لفترة رمضان فقط، وقد أعطتني هذه الممارسة ليس فقط جسمًا أنحف ولكن عقلًا أكثر صحة وأنا أواصل هذه الممارسة حتى الآن.
- ما أبرز ما يجذبك في رمضان هنا في قطر؟
بالطبع روح الشهر الكريم وكيف يتوق الجميع إلى مشاركة بركاتهم، وكيف يظهر الجميع اللطف مع بعضهم البعض، فالجميع أقرب إلى الله خلال هذا الشهر مما يضفي عليه طابعًا روحيًا وسحراً خاصاً.
- ما هي أنواع الأطباق الرمضانية التي عرفتها خلال إقامتك في قطر؟
في قطر أصبحت من محبي المجبوس وهو طبق من الأرز مع لحم الغنم وبعض الخضروات. لم أتذوق هذا الطعام الرائع من قبل قبل مجيئي إلى قطر، أعتقد أن الذوق الخاص يأتي من الطبخ الفريد والضيافة الخاصة للمضيفين القطريين.
- هل شاركت وجبات رمضان مع أصدقاء قطريين؟ وما الذي يميزها عن نظيراتها في الدول الإسلامية الأخرى؟
لقد عايشت رمضان 4 مرات في قطر، كان أول عامين قبل الجائحة، لقد كانت تجربة فريدة بالنسبة لي، حيث دعيت إلى الإفطار أو السحور كل يوم خلال شهر رمضان. حتى أنني دعيت لكل منهما في نفس اليوم عدة مرات. كنت خائفًا من زيادة وزني إذا استمررت على هذا النمط كل يوم، لكن ممارسة الصيام كعادة صحية ساعدتني في عدم زيادة الوزن. هذا هو مدى شعوري بالرعاية من أصدقائي القطريين خلال شهر رمضان، كان من دواعي سروري الانضمام إلى الاحتفالية ومشاركة أجواء البلد بأكمله.
- ما هي القيم الإيجابية التي اعترفت بها في رمضان في الدوحة؟
رسالة الله للإنسان خلال شهر رمضان بأنه لا يمكننا العيش بلا مبالاة أو منفصلين عن بعضنا البعض، يجب أن نمد يد العون إلى المحتاجين، لا يمكنك أن تعيش حياة مريحة إذا كان لديك جيران يعانون من الجوع أو المرض، وإذا لم تساعدهم فقد تكون في نفس الخطر، عاجلاً أم آجلاً، أثار الوباء العديد من الأفكار يمكن أن يكون هذا إنذار الله لنا.
- كيف ينظر الكوريون إلى الصائمين والمسلمين بشكل عام؟
بالنسبة لغير المسلمين، فإن ممارسة الصيام مدهشة فلسفيًا وجسديًا في نفس الوقت، حيث يلتزم ميسورو الحال بمشاركة نعمهم مع الأقل حظًا من خلال توفير الطعام لهم وكذلك من خلال الصوم في هذا الشهر الكريم. بالصوم يعانون أيضًا فيشعرون بمعاناة الأقل نعمة. فلسفيا هذا هو البر الذي يجب أن نفعله، بالإضافة إلى ذلك، ستوفر هذه الممارسة أيضًا فرصة جيدة لتنظيف وتجديد الجهاز الهضمي، جميعنا نستفيد من حكمة الله.
- كيف تتعامل كوريا مع حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية مثل صيام رمضان؟
في كوريا، هناك العديد من الأديان التي يؤمن بها الناس، لكن لكل شخص حريته في الإيمان بعقيدته. لا ينبغي التمييز بين أي شخص بسبب إيمانه، كما يحترم القانون ممارساتهم الدينية ويحميها، هذا منصوص عليه بوضوح في دستور كوريا. كما أنه في معظم المدن الكورية الكبرى بما في ذلك سيول وبوسان هناك العديد من المساجد.
- إلى أي مدى يمكن أن يساهم رمضان في تصحيح التصور الخاطئ الذي يربط الإسلام بالإرهاب؟
كل يوم، أرى الموظفين المسلمين في سفارتي يصلون ويحاولون العيش بما أمرهم به الله. من خلال مشاهدة سلوك زملائنا المسلمين، أدركنا أن هناك الكثير من المسلمين المخلصين الذين يحبون السلام ويتبعون طرق الله. رمضان مميز حيث يمكننا أن نرى بشكل أوضح كيف يكافح المسلمون المخلصون. أنا متأكد من أن سوء الفهم لدى بعض الناس سوف يتلاشى، إذا عايشوا شهر رمضان المبارك وشهدوا كيف يتعامل المسلمون.
- كيف تتواصل مع مجتمعك المقيم في قطر في ظل انتشار جائحة كورونا كوفيد- 19 ؟
تماشيًا مع جهود الحكومة القطرية لمنع انتشار كوفيد- 19 ، فإننا نتبع جميع الإجراءات الاحترازية من خلال تقليل الزيارات غير الضرورية لسفارتنا، بحيث يمكن لمجتمعنا الكوري وزوارنا إجراء الحجز عبر موقعنا الإلكتروني أو تطبيق الهاتف المحمول.
- ما هي النصيحة التي تقدمها لمجتمعك وشعبك هنا في قطر للتوعية بالإجراءات الاحترازية التي تتخذها قطر للوقاية من فيروس كوفيد- 19 ؟
يجب أن نواصل اتباع جميع الإجراءات ونقوم بدورنا ونساعد الحكومة القطرية على منع الانتشار. لا غنى عن المشاركة النشطة للجمهور في مكافحة كوفيد- 19 . يمكننا حماية أنفسنا وجيراننا والبلد الذي نعيش فيه باتباع الإرشادات الحكومية، من خلال البقاء في المنزل وارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، يمكننا كبح انتشار كوفيد- 19 مرة أخرى.
- ما هي القيم المشتركة بين قطر وكوريا في شهر رمضان؟
رمضان هذا العام له معنى خاص، حيث نحتفل به ونحن نعاني من الصعوبات غير المسبوقة التي يسببها الوباء. تعاونت قطر وكوريا بشكل وثيق على المستويين الثنائي والدولي في التعامل مع وباء كوفيد- 19 . مع كوريا والدول ذات التفكير المماثل، أطلقت قطر مجموعة الأمم المتحدة لأصدقاء التضامن من أجل الأمن الصحي العالمي في سبتمبر الماضي للتغلب على هذه الأزمة. نتشارك في التضامن والحاجة الملحة للتعاون، ناهيك عن التعاطف مع أولئك الذين يعانون.