التقى وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، في موسكو بعد احتدام السجال في الساعات الأخيرة بين الدولتين بشأن سوريا.
وأعرب تيلرسون عن الأمل في أن يكون اللقاء منفتحا وصريحا لتوضيح بشكل أفضل الأهداف والمصالح المشتركة و التباين الملحوظ في مقاربة البلدين حول الملفات الرئيسية.
وقال لافروف إنه يريد معرفة النوايا الحقيقية لواشنطن في مجال السياسة الدولية تفاديا لـ تكرار الضربة الأمريكية في سوريا والعمل لتشكيل جبهة مشتركة لمواجهة الإرهاب .
وزارة الخارجية الروسية قالت إن لافروف سيناقش مع نظيره الأمريكي إقامة مناطق حظر جوي في سوريا. وقال الوزير يستند نهجنا إلى القانون الدولي وليس إلى خيار من نوع معنا أو ضدنا .
تيلرسون قال خلال الاجتماع: إن خطوط الاتصال بين الولايات المتحدة وروسيا ستبقى دائما مفتوحة.
وأضاف أنه يود استغلال محادثاته في موسكو لفهم أسباب وجود اختلافات حادة بين موسكو وواشنطن وإيجاد سبيل لمد الجسور بينهما . كما أشار في تصريحات في مُستهل الاجتماع إلى أنه يتطلع إلى مناقشات صريحة مع لافروف.
وكان الهدف أساسا من هذه الزيارة الأولى لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية الجديدة إلى روسيا، إرساء الأسس لـ تطبيع العلاقات بين البلدين، وفق ما تعهد به الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية. غير أن هجوم خان شيخون الذي أعقبته الضربة الصاروخية الأمريكية ضد قاعدة جوية سورية، زادا من أجواء الحرب الباردة المخيمة بين القوتين.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة بثت أمس، أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد تدهورت منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وتعاقب المسؤولون الأمريكيون، الثلاثاء، على انتقاد الدعم الروسي الثابت للرئيس بشار الأسد. وقال وزير الدفاع جيم ماتيس: إن الولايات المتحدة ليس لديها أي شك في أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن الهجوم الكيميائي الذي استهدف خان شيخون.
من جهته كرر بوتين في مقابلة مع تلفزيون أم أي أر بثت مساء الثلاثاء، أنه لا يرى أي عنصر يثبت مسؤولية الطيران السوري في هذا الهجوم الذي تتهم واشنطن النظام السوري بتنفيذه.
وتتمسك روسيا من جهتها بخط واضح، إذ تشير بالاتهام إلى الفصائل المقاتلة، مؤكدة أن الجيش السوري لم يعد يملك أسلحة كيميائية منذ تفكيك ترسانته تحت إشراف دولي بموجب اتفاق روسي أمريكي.
في الأثناء قدمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديد يطالب بتعاون النظام السوري في التحقيق حول الهجوم بالأسلحة الكيميائية، لن يتم التصويت عليه بحسب مراقبين بسبب استخدام روسيا المرجح للفيتو ضده. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر للصحفيين: لا يمكننا الاستسلام، يجب أن نحاول بحسن نية، بأفضل ما يمكننا، التوصل إلى نص يدين الهجوم، ويطالب بإجراء تحقيق معمق ، مشيرًا إلى أن فرنسا تبحث الآن عن نص جيد وتصويت جيد .
وناقش مجلس الأمن الأسبوع الماضي 3 مشاريع قرارات منفصلة ردا على الهجوم الكيميائي، لكنه فشل في التوافق عليها ولم يطرح أي منها على التصويت.
وبمعزل عن هجوم خان شيخون، يحمل تيلرسون لروسيا رسالة حازمة من دول مجموعة السبع التي ترى أن لا مستقبل ممكنا لسوريا مع بشار الأسد . كما يشمل جدول أعمال المحادثات التي سيجريها تيلرسون مكافحة الإرهاب واليمن وليبيا وأفغانستان والنزاع في أوكرانيا.