أعلن رئيس مجلس إدارة ثاني أكبر البنوك التجارية في فرنسا، أنه أصبح أكثر قلقًا حول مستقبل القطاع المصرفي في أوروبا في الوقت الراهن، عما كان عليه عند توليه منصبه في بنك بي بي سي إيه خلال ذروة الأزمة المالية العالمية في عام 2009.
ووفقًا لما أعلنه موقع تشانال نيوز آسيا ، فقد أكد فرانسوا بيرول على هامش مؤتمر اقتصادي عقد في إيطاليا أن أسعار الفائدة السلبية في منطقة اليورو تمثل مشكلة كبرى، حيث تم ضغط هوامش الفائدة بطريقة لا يمكن تحملها على المدى الطويل.
كما أشار بيرول إلى أنه أصبح أكثر قلقًا بكثير عما كان عليه في عام 2009، فقد كان واضحًا بنسبة 100% ما كان ينبغي القيام به حينها، مضيفًا أن الأمر أصبح أكثر صعوبة للمصارف الآن بسبب التغييرات الجوهرية التي تجري في البيئة التي تمثل تحديًا لا يصدق بسبب أسعار الفائدة السلبية.
وتأتي تصريحات بيرول حول المعدلات السلبية لتمثل أقوى تصريحات للبنوك في منطقة اليورو منذ إرسال البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع داخل المنطقة السلبية الشهر الماضي في محاولة لحث البنوك على زيادة الإقراض.
يذكر أن منطقة اليورو تعاني من ضعف الاستثمار وارتفاع معدلات البطالة، ولكن يعد الطلب على القروض ضعيفًا حيث تسدد الأسر الديون كما أصبحت الشركات أكثر ترددًا في عمليات التوسع.
ونتيجة لذلك تكافح البنوك من أجل نمو الإقراض ولكن يجب عليها أن تدفع لوضع فائض السيولة لدى البنوك المركزية.
وقال مسؤول في البنك المركزي الأوروبي - اشترط عدم الكشف عن هويته - في المؤتمر إن ربحية البنوك تأثرت بالمعدلات السلبية في بعض الحالات، ولكن عموما لم تؤد السياسة إلى تدهور ميزانيات البنوك.
علي الجانب الآخر، أكد كبير اقتصاديي البنك المركزي الأوروبي بفرانكفورت، بيتر بريت، أن المعدلات السلبية أصبحت مصدر قلق لأعمال البنوك إذا ما استمرت لمدة سنتين أو ثلاث سنوات.
كما أشار بيرول إلى أن الشكوك التنظيمية جعلت الوضع أسوأ بالنسبة للبنوك، والتي كانت تنتظر قواعد رأس المال الجديدة التي سيتم وضع اللمسات الأخيرة عليها، والتي تشمل الأنظمة الهادفة إلى الحد من الاعتماد على عمليات الإنقاذ الحكومية الضخمة للبنوك في الأزمات المستقبلية.
يذكر أن بيرول تولى مسؤولية بنك بي بي سي إيه بعد أن تم إنشاؤه بواسطة اندماج البنوك التعاونية بنك بيبيوليير وكيسي دوبراني لمنع ناتيكسيس الذراع المصرفية الاستثمارية من الانهيار في ظل الأزمة المالية.