

أسهمت البرامج والأنشطة التعليمية التي قدمها معرض»إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة، في إكساب طلاب المدارس مهارات التعامل مع الزراعة بمختلف أنواعها، وتعزيز التوعية لديهم بأهمية الحفاظ على البيئة وصيانة عناصرها ومكوناتها من الهدر والضياع والاستخدام غير الراشد للموارد الطبيعية، فضلا عن الإلمام الأوسع بمفهوم البيئة والنمو الأخضر المستدام.
ولا شك أن ما تلقاه الطلاب في هذا الإطار فيما يعنى بالأنشطة التعليمية وتحليلها من حيث تحقيق أكبر فائدة منها، سيكون له أثره الإيجابي الذي سيصحبهم في رحلتهم الحياتية طوال مسيرتهم العملية والمهنية، ما يؤكد على الترابط الوثيق بين البرامج التعليمية والبيئية.
ولم تكن هذه الفوائد والنتائج المعرفية للبرامج والأنشطة التعليمة حكرا على الطلاب وحدهم، بل سيمتد تأثيرها الإيجابي لجمهور المعرض وزواره والمجتمع بمختلف شرائحه وفئاته العمرية، الذين أصبحوا على دراية ووعي تام بما يتعين فعله تجاه بيئتهم من منطلق أن البرامج والأنشطة التعليمية التي صاحبت معرض»إكسبو 2003 الدوحة»، تعد في مجملها نوعا من التعليم البيئي الذي سيمكن من العمل نحو بيئة صحية ونظيفة ومستدامة، ليصبح الجميع شركاء في تحمل هذه المسؤولية حاضرا ومستقبلا.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور سيف الحجري رئيس برنامج «لكل ربيع زهرة» لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إن البرامج التعليمية والبيئية التي تم تقديمها جاءت مفيدة للغاية بالنسبة للطلاب من النواحي التعليمية والبيئية والقيمية.
ونوه إلى أن برنامج «لكل ربيع زهرة» ركزت فعالياته في المعرض على الجوانب السلوكية والقيمية، وأنها مستمرة حتى الآن بحضور أعداد كبيرة من الطلبة منذ انطلاق «إكسبو» في الثاني من شهر أكتوبر الماضي.
وبيّن أن من تلك البرامج برنامج حول المرجان البحري كون قطر محاطة بثلاث جهات من البحر، حيث تم التركيز على تشجيع الطلبة لاستزراعه في منازلهم باستخدام تقنيات حديثة، معتبرا البرنامج إضافة جديدة لتفاعل الطلبة بشكل مباشر مع البيئة البحرية.
ونوه الحجري إلى أن البرامج والفعاليات التعليمية المختلفة خلال المعرض من قطر وخارجها، كان لها أثرها الطيب على الطلاب من حيث دعم الجانب التعليمي غير الصفي لديهم، ومن ذلك -على سبيل المثال- ما يعنى بالبستنة والنبات.
وقال إن «إكسبو» جاء غنيا بالمعارف التي لها أيضا جوانب تعليمية أفادت الطلاب، ومنها معرض التخلص الآمن من النفايات والمخلفات وإعادة تدويرها بمشاركة شركات صناعية قدمت نماذج للصناعات الخضراء، للتأكيد على الجوانب التعليمية الخضراء في عملية فرز النفايات، في إطار من الاقتصاد التعليمي.
وأوضح أن الدول المشاركة قدمت تجارب عملية ناجحة للطلاب من خلال أنشطتها، أتاحت لهم التواصل المباشر مع الخبراء والمعنيين، والتعرف على نماذج من الطرق الحديثة للزراعة وحلول الأمن الغذائي، وهو ما كان له عظيم الأثر في نفوسهم، مشيرا إلى أن المعلومات التعليمية والبيئية الحية التي جرى عرضها وتقديمها لم تقتصر على طلبة التعليم العام، وإنما امتدت لتشمل طلاب الجامعات، حيث قدمت لهم الدول المشاركة نماذج بحثية ومعرفية مهمة في كل هذه الموضوعات.
وأشار الى أن التركيز في البرامج التعليمية شمل أيضا الجانب التطبيقي في نقل المعرفة، وغير ذلك من الأمور والفعاليات التي لها أولوية في مجال الاستدامة البيئية، وحث الطلبة على ممارسة مثل هذه الأنشطة والفعاليات من الناحية التطبيقية لتعزيز قدراتهم على الاكتشاف والإبداع والابتكار.