أكاديميون: اللغة العربية تشهد نقلة نوعية في زمن «العولمة»

alarab
محليات 13 مارس 2022 , 12:21ص
الدوحة - العرب

استعرض باحثون وأكاديميون العلاقة بين اللغة العربية والتواصل الحضاري، خلال ندوة قدمها الملتقى القطري للمؤلفين واللجنة القطرية الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر.
جاءت الندوة ضمن فعاليات الاحتفال باللغة العربية التي انطلقت منذ 18 ديسمبر الماضي وتستمر حتى نهاية الشهر الحالي بمشاركة العديد من الجهات ذات العلاقة.
وقدم الأستاذ صالح غريب مدير البرامج بالملتقى كلمة بالنيابة عن الأستاذة مريم ياسين الحمادي المدير العام للملتقى ومدير إدارة الثقافة والفنون أكد فيها أن جامعة قطر تعد شريكا مهما في مشروع تعزيز العربية، وأن هناك نقلة نوعية تشهدها اللغة العربية مما جعل وزارة الثقافة تقوم بدورها في معاضدة جهود الدولة لدعم المبادرات والفعاليات التي تقدمها كافة الجهات. 
وأعرب الدكتور رشيد بوزيان رئيس قسم اللغة العربية عن أمله في أن تتواصل الجهود لتعزيز اللسان العربي نظرا لكون اللغة عنصرا ومكونا أساسيا من مكونات العمق الثقافي في المجتمعات العربية. 
وأوضح الدكتور عبد الحق بلعابد استاذ قضايا الأدب والدراسات النقدية بجامعة قطر وعضو الملتقى القطري للمؤلفين أن الملتقى واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم خصصت ثلاثة أشهر سنويا للاحتفاء باللغة العربية مع جهات متعددة واستعرض مختلف الفعاليات التي أقيمت وستقام خلال هذه السنة.
وتناول الدكتور محمد العبيدي نائب المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية دور معجم الدوحة في تعزيز التواصل الحضاري.. وأكد أن اللغة تعكس الحياة الثقافية والاجتماعية في جميع حالاتها ومستوياتها، وبها تبرز الإنجازات في المجالات المختلفة.
كما قدم لمحة تاريخية عن اللغة العربية وعلاقتها ببقية اللغات والحضارات على مرّ التاريخ. 
وأضاف: أن معظم المعاجم كانت تجتر التعريفات ولم تتمكن من رصد التطور اللغوي للألفاظ من حيث البنية والدلالة وبقي العالم العربي مفتقرا لمعجم يلم شتات اللغة ويتتبع تحولات معانيها ومسيرتها التاريخية ومن هنا جاءت أهمية معجم الدوحة التاريخي لاستقصاء ألفاظ اللغة ومعانيها في مختلف المجالات انطلاقا من طبقات اللغة الحية وفق مقاصد أصحابها في زمنها من خلال مصادر مختلفة من التراث العربي 
وقدم الدكتورهيثم سرحان عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية ورقة بعنوان الإعلان العالمي للحقوق اللغوية وهو عبارة عن كتاب قام بترجمته بالتعاون مع طالبة الدراسات العليا عذبة خالد المسلماني، وقد جاء فيه أن هناك مجموعة قليلة من اللغات ستحقق الصمود في سبيل السيطرة على العالم والهيمنة اللغوية 
وركز الدكتور علاء إبراهيم من مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها بالجامعة، على ضرورة تعزيز روح التواصل الحضاري والثقافي، عند حديثه عن دور المركز في هذا السياق، وأكد أن اللغة قوة ناعمة يستفيد منها أصحاب اللغة المتعلمة ومتعلمو اللغة لأنها تفتح الأبواب للتعرف على لآخر وثقافته. 
وقدم الدكتور عبد الحميد زاهيد عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية نبذة تاريخية عن الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية، وكيف كانت جسرا تواصليا وحضاريا للتعارف والتقارب بين الشعوب والحضارات.
وقال «إن العرب ترجموا العديد من النصوص التي ما تزال تحفظ في كبريات المكتبات العالمية وأسهمت في تطور العلوم في عصور متلاحقة، كما أن الترجمة منها ما تزال تحتاج إلى جهد المترجمين لتكون حاضرة في العالم أمام اللغات الأخرى بتضافر الأفراد والمؤسسات، لتبقى الترجمة من اللغة العربية وإليها أهم وسيلة للتواصل الحضاري بين الثقافات والحضارات.