قدَّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله أمير البلاد المفدى 50 مليون ريال قطري كمساهمة في حملة سالمة يا سودان والتي بلغت نحو 90 مليون ريال خلال ساعتين من البث المباشر، فيما تتواصل الحملة وتقوم جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري باستقبال التبرعات على مدار الساعة.
وشهدت التغطية الخاصة للحملة التي بثتها قنوات التلفزيون والإذاعات المحلية تبرعات بالملايين من بنوك وشركات الصرافة والشركات العائلية، ومواطنين أفراد، ومقيمين من مختلف الجنسيات، ومطاعم، وأطفال.
ومن أبرز هذه التبرعات تبرعات الأطفال، حيث شهدت الحملة تبرعاً للطفلة سلمى بمبلغ 250 ريالا، وتبرعاً للطفلة هيا عبد الله آل ثاني بمبلغ ألف ريال.
وكانت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية أطلقت حملة سالمة يا سودان تجاوبًا مع الكارثة الطبيعية في السودان الشقيق، وبالتعاون مع قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، والتي تهدف إلى تقديم إغاثات عاجلة إلى الأشقاء في السودان المتضررين من فيضان النيل الأزرق، والذي لم تشهد له السودان مثيلا منذ أكثر من 100 عام.
وقد أقامت المؤسسة القطرية للإعلام بالتعاون مع الهيئة القطرية للأعمال الخيرية، والجهات الخيرية بثا حيا على الهواء مباشرة عبر إذاعة وتلفزيون قطر، وإذاعة القرآن الكريم، وقناة الريان، وإذاعة صوت الخليج، استمرت من التاسعة وحتى الحادية عشرة مساء، وقد شهدت الحملة إقبالا كبيرا من القطريين والمقيمين لإغاثة إخوانهم في السودان، وكان على رأسهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حيث تبرع سموه للحملة بمبلغ 50 مليون ريال.
وقال سعادة السفير عبد الرحيم الصديقي محمد سفير جمهورية السودان، إن سمو الأمير وجه منذ اللحظات الأولى من وقوع الفيضانات بتقديم المساعدات والدعم المباشر إلى أخوته في السودان، وهذه الاستجابة السريعة هي شيء اعتادت قطر على فعله، كواحدة من أكثر الدول التي تهتم بشؤون الإنسان، في مختلف بقاع العالم الإسلامي والعربي، ولما لديها من وجدان يحب ويعشق السودان، مؤكداً أن أهل السودان يقدرون ذلك ويثمنونه تثمينا عظيماً.
ولفت الصديقي إلى أن لذلك دلالة كبيرة على عمق الصلات والتعاون بين الشعبين الشقيقين.
وأضاف خلال البث المباشر الذي نقلته القنوات والإذاعات المحلية، أن ما حدث من فيضان لم يحدث من 100 عام، حيث ارتفع منسوب المياه ليصل 17 مترا و 80 سم، فيما بلغ منسوب المياه عام 1946 ، 17 متراً و 15 سم، الأمر الذي أدى إلى فقد نصف مليون سوداني لمنازلهم أو أجزاء منها، فضلاً عن وفاة أعداد أخرى.
وثمن الصديقي المبادرة التي أطلقتها قطر الخيرية والهلال الأحمر، وقال إن المبادرة تصب في صميم الوجدان السوداني، وهذا ديدن الشعب القطري، ومن أول سماع النداء، تبرعات سخية لرفع البلاء، سلاسل من التبرعات، دعم لا يقوم به إلا من يستحقه ويفهم معناه، ويعرف إلى مدى تسهم في رفع البلاء والضيم والمعاناة.
وتحدث سعادته عن الروابط الروحية التي يتمتع بها الشعب القطري وقيادته الحكيمة من الحب والخير والنجدة والأخوة والكرم، مؤكداً أن ذلك زاد من هذه الأواصر وقواها، كما أن الدولتين وقيادتهم تركزان على دعم هذه الأواصر عبر المشروعات الاقتصادية والتنموية المشتركة، مؤكداً دور قطر الكبير لتحقيق السلام في السودان، والحرص على جعل المنطقة آمنة مستقرة، ومن يسعى لذلك لأن لديه قيم أساسية، وهو يسعى لذلك لوقوف بجانب السودان دون التدخل في الشؤون الخاصة.
أكد علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري خطورة الأوضاع في السودان جراء الفيضانات التي حدثت مؤخراً.
وأضاف خلال اتصال هاتفي من قلب الحدث بالسودان، أن الأضرار كبيرة جداً، داعيا الجميع للوقوف معهم وقفة رجل واحد، ولفت إلى أن البنى التحتية والمباني والأراضي الزراعية تضررت، جراء الفيضان الذي لم يحدث مثله منذ أكثر من 100 سنة.
ولفت أن الغذاء والإيواء والمستلزمات الصحية هي أبرز ما يركز على الهلال الأحمر ويتم توزيعها بالتعاون مع الهلال الأحمر السوداني ووزارة الصحة بالسودان.
وحول الاحتياجات المستعجلة، قال الأمين العام للهلال الأحمر القطري إن الهلال الأحمر زار العديد من المناطق وعمل على تقييم الوضع الإنساني، وتم تحديد بعض المناطق كمناطق تدخل عاجل، وتم توزيع مواد غذائية وأخرى طبية، وسيستمر التوزيع في بقية الولايات.
قال إبراهيم عبد الله المالكي المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري إن قطر تساند الشعوب في الكوارث دوماً، ومن فترة رأينا اللحمة الوطنية لنجدة إخواننا في لبنان.
ولفت إلى أن الكوارث جزء لا يتجزأ من عمل وتدخلات الهلال الأحمر القطري، مضيفاً بدأنا في تتبع الكارثة وأصدرنا ثلاث تقارير توضح الأضرار التي تسببت فيها هذه الكارثة، بدأنا في تسيير طائرات بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي تحمل مواد غذائية للمنكوبين، تم توزيع بعض المساعدات الطبية والغذائية، ونعمل على تغييرات لبعض المشاريع القائمة في السودان لتتناسب مع مواجهة هذه الكارثة.
وأشار إلى أن الهلال الأحمر القطري يعمل مع صندوق قطر للتنمية لإعادة تأهيل منظومة القطاع الصحي لمواجهة الكوارث الطبيعية.
قال فيصل راشد الفهيدة مساعد الرئيس التنفيذي الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات والشراكات الدولية إنه تم التنسيق للخروج بحملة سالمة يا سودان، والتي تهدف إلى حشد الموارد وتقديم الدعم اللازم لإخواننا بجمهورية السودان جراء الفيضانات، لافتاً إلى أن الحملة بدأت يوم الاثنين الماضي، وسط حرص كبير من المتبرعين على المساهمة والمبادرة.
وأضاف أن وجود مكتب ميداني لقطر الخيرية ساعد على المسارعة بالاستجابة العاجلة بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني في السودان، وقدمت العديد من المساعدات العينية، استقبلنا طائرة خاصة بصندوق قطر للتنمية والتي حملت 44 طنا من المواد الغذائية ومواد الإيواء والمواد الطبية، وتم تخزينها بهدف توزيعها ضمن خطة الاستجابة العالية.
وأشار إلى أن قطر الخيرية أجرت تقييما مبدئيا في عدد من الولايات، بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية والحاجة الأكبر للإيواء.
وتحدث الفهيدة عن حجم الكارثة وإنهيار المنظومة الصحية جراء الفيضانات والمستنقعات، وهو ما يحتاج دعم وتكاتف المنظمات الأممية والخدمية.
وكشف الفهيدة عن ثلاثة جسور جوية من تركيا وباكستان، بالإضافة إلى الخطوط الجوية القطرية، لإيصال التبرعات للسودان، مشيراً إلى أن القطرية تبرعت بشحن 100 طن يوم الخميس القادم.
كما كشف عن أن قطر الخيرية تقوم على تأسيس وإعادة تأهيل المراكز الصحية، وذلك لتجهيز 8 مراكز صحية، و16 موقعاً صحياً ثابتاً، و 150 موقعا صحياً متنقلاً.
أكد الداعية الإسلامي فضيلة الشيخ د.عبد الله إبراهيم السادة على ضرورة الصبر على هذا الابتلاء، لأنه أمر مكتوب، مضيفاً: على الرغم من أنه يحزن القلب، لكن ما يفرح القلب هو هذه الروح من وقوف أهل قطر مع إخوانهم في السودان، وجمع 80 مليون ريال في الساعة الأولى من الحلقة.
وأضاف أن المتبرعين الذين تبرعوا لسوريا ولبنان وهذه الحملات المتعاقبة يجب أن يحمدوا الله أن جعلهم اليد العليا، واليد العليا خير من اليد السفلى، وفي كل خير، وعلى المتبرع أن يحمد الله أن جعله اليد العليا ولا ينزعج من كثرة التبرعات أو كثرة الطلبات.
ومن جانبه قال فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي إن سر العظمة في هذه الشريعة هو الوقوف مع أصحاب المصائب في مصائبهم هو ما يخفف الألم، لما له من بعد نفسي يضاف للبعد المادي، وإن الإنفاق يدل على توكل المتبرع والثقة في الله سبحانه وتعالى.
وثمن فضيلته تبرع فاعلي الخير، كونهم عبارة عن مجموعة أو جماعة في مجلس أو أصدقاء، فهم تعاونوا على البر والتقوى، كما أكد أن الوالدة تسر عندما ترى البر في حياتها من أبنائها الذين يتبرعون في ثوابها، وهو ثواب مضاعف لمن يتصدق عن والدته، فله أجر الصدقة وأجر البر.
ولفت إلى أن ما تفعله قطر مهم لتحفيز الدول الأخرى وتحفيز لأهل السودان في الداخل والخارج على التبرع والتنافس في الخير.
وأشار إلى أن تبرع الأطفال يعني أن الخير سيستمر، نربي أبناءنا الصغار على البذل والعطاء.
وثمن الداعية الإسلامي فضيلة الشيخ بدر الدين محمد عثمان من تسابقوا للتبرع ودعم المتضررين، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار من سنة سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وأضاف عثمان أن الذين بدأوا بالتبرع لهم أجر كل من يتبرعون بعدهم، ومن أنفق درهم في الدنيا سيجده في الآخرة وسيصرف عنه الله عز وجل كل مكروه في الدنيا والآخرة، لأن خير المال الذي يقدم للدار للآخرة، يصرف الأذى والمصائب ويحفظ الأبناء، فضلاً عن مداواة المرضى بالصدقة.
ودعا السودانيين في الخارج والداخل أن يهبوا هبة رجل واحد ويقفوا بجانب المتضررين، ويفعلوا الخير ليجدوه ذخرا وجزاء في الدنيا والآخرة، مؤكداً أن أهل السودان دائما أهل خير وعون.
وأكد فضيلة الشيخ الدكتور فضل مراد استاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر إنه من الواجبات الشرعية في مثل هذه الملمات أن يقف المسلم بجانب أخيه المسلم وأن يبادر بالعطاء والبذل.
ودعا إلى تعجيل الزكاة عند الضرورة، وكذلك من يريد أن يتصدق عن والده أو والدته، مشيراً إلى أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم.
وتحدث فضيلته عن فضل الصدقة، وفضل إظهارها وقال، منهم من أظهرها وحقق مقصداً عظيما، ومنهم من أظهر الصدقة وأخفى اسمه، لأن إظهار الصدقة فيه حث وتشجيع غيره.