من القاعدة إلى داعش

الخليج تحمل النسبة الأعلى من فاتورة توابع الحرب على الإرهاب

لوسيل

الدوحة - أحمد فضلي

منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر تداعت أحداث تابعة وما زالت تتداعى، فاعتبرت الولايات المتحدة أنها في حالة حرب ضد الإرهاب ونهض الثالوث الاقتصادي السياسي الأعظم تأثيرا في مجرى النظام العالمي، مشكلا الحلف الرئيسي في هذه الحرب مع مشاركات متفاوتة من أطراف أخرى مثل روسيا والصين ودول إسلامية وعربية في الشرق الأوسط وخارجه.
ولسنا الآن بصدد تناول ما انطوت عليه هذه الحرب من انعكاسات واحتمالات سياسية، بل سنركز على ما يبدو الآن وآثار هذه الحرب على الاقتصاد الخليجي واقتصادات الأقطار العربية الخليجية، آخذين في الاعتبار صعوبة الفصل بين السياسة والاقتصاد.
وتظل التوقعات الاقتصادية مرهونة باحتمالات تطور العمليات الإستراتيجية السياسية، ومن الصعب تقدير هذه الاحتمالات بقدر معقول من اليقين، فالطرف المحارب الرئيسي الولايات المتحدة لا يفصح عن خطوط حركته المستقبلية، اللهم إلا ما يتداول هنا وهناك من معلومات حول أن هذه الحرب مستمرة، وأن مسرحها في أفغانستان كان طورا أول لها، تلته أطوار أخرى بحيث طالت الحرب دولا أخرى في المنطقة، لتصل حاليا إلى محطة داعش.
هناك قطاعات انتعشت بهذه الحرب، كما أن قطاعات أخرى ضررت، والأهم من ذلك أن هذه الحرب أدت إلى زيادة عدم اليقين لكافة الأطراف المساهمين في الاقتصاد العالمي، هذا الاقتصاد الذي وصلت تشابكات عملياته المالية والإنتاجية إلى مستوى غير مسبوق من قبل، بحيث بات لا يحتمل أي اضطرابات في بعض مكوناته، وزيادة عدم اليقين تدفع في الأغلب إلى الانكماش، والاقتصاد الأمريكي والعالمي قد دخل بالفعل في طور انكماش قبل الحادي عشر من سبتمبر، ومن ثم فزيادة عدم اليقين بعد هذا التاريخ من شأنها زيادة حدة هذا الانكماش، والأخطر كان التسارع ودخول الاقتصاد العالمي في أزمة حادة.
وفي مثل هذه الظروف كان من الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد الخليجي واقتصاديات أقطاره، وقبل إجراء ذلك قد يحسن الإشارة إلى الحالة الاقتصادية لهذه الاقتصاديات قبل عام من هذه الأحداث، فربما يكون ذلك مهما للتعرف على حدة التحول الذي تعرضت له هذه الاقتصادات بعد هذه الأحداث..
ويؤكد الخبراء أن تداعيات 11 سبتمبر لا تزال متواصلة حتى يومنا هذا، خاصة أنها أعادت تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، بما فيه الاقتصاد الخليجي الذي يرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد الأمريكي، حيث يشير البعض إلى أن الانعكاسات على دول المنطقة تميزت بالطابع السلبي من خلال ارتفاع نسبة المخاطر وانحصار الآفاق الاستثمارية، في ظل تضاعف الميزانيات المخصصة لمكافحة الإرهاب وتمويله ومواجهة غسل الأموال.
ونستعرض معكم من خلال آراء خبراء الاقتصاد في منطقة الخليج.. تداعيات 11 سبتمبر بعد مرور 15 عاما.