حققت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية انتصارا مهما في سرت أمس، بسيطرتها على مقر قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في هذه المدينة التي ما زال الجهاديون يسيطرون على عدد من أحيائها.
وبعد ثلاثة أشهر على بدء عملية استعادة سرت التي أصبحت في يونيو 2015 معقل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، أعلنت القوات الموالية للحكومة السيطرة على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات.
وقال العميد محمد الغصري المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص في تصريحات بثتها وكالة وكالة الأنباء الليبية (لانا): إن معركة تحرير سرت وصلت إلى مرحلتها النهائية بعد الهجوم الناجح الذي نفذه أبطالنا . وأضاف أن القوات الموالية للحكومة سيطرت على مجمع قاعات واغادوغو الحكومي والمقرات الحكومية ومستشفى ابن سينا وجامعة سرت والمدرجات ومصرف الوحدة فرع الجامعة والمصرف التجاري الوطني سرت . وعرضت قنوات تلفزيونية عدة لقطات لجنود في المناطق المحررة الأربعاء وخصوصا مركز واغادوغو حيث وقفوا لالتقاط صور وهم يرفعون العلم الليبي ويرفعون شارة النصر.
منذ انطلاقها في 12 مايو، قتل في عملية البنيان المرصوص أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب أكثر من 1800 بجروح.
وقال رضا عيسى أحد المتحدثين باسم العملية إن تحرير سرت سيعلن عند تحرير المدينة بالكامل ، موضحا أنه ما زالت هناك الأحياء السكنية 1 و2 و3 إضافة إلى مجمع القصور على البحر التي تعمل القوات الموالية للحكومة على بسط سيطرتها عليها.
وقد دخلت القوات الموالية لحكومة الوفاق في 9 يونيو إلى سرت ونجحت في تطويق الجهاديين في وسط المدينة ثم طلبت مساندة الطيران الأمريكي الذي بدأ في مطلع أغسطس تنفيذ ضرباته على مواقع التنظيم المتطرف.
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الضربات الجوية جزء من الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين يواجه بعضهم، مثل فرنسا، اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست أن جنودا من الوحدات الخاصة الأمريكية قدموا للمرة الأولى إسنادا مباشرا للقوات الليبية في سرت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم كشف أسمائهم أن جنود الوحدات الخاصة الأمريكية يعملون انطلاقا من مركز عمليات مشترك في أطراف المدينة.
وأضافت أن الجنود الأمريكيين يعملون بالتنسيق مع نظرائهم البريطانيين على تحديد مواقع للضربات الجوية ويزودون شركاءهم بالمعلومات الاستخبارية.
وقال رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية إن حكومته طلبت فقط تنفيذ ضربات جوية شديدة الدقة ومحدودة في الوقت والنطاق الجغرافي . وقال: لا نحتاج إلى قوات أجنبية على الأراضي الليبية .