200 ألف مواطن بحلب الشرقية تحت الحصار

لوسيل

وكالات

تدهورت الأوضاع المعيشية للسكان في احياء بمدينة حلب خلال الساعات الماضية بشكل خطير، جراء المعارك المتواصلة ما بين المعارضة والقوات الحكومية المدعومة بمرتزقة متعددة الجنسيات. وشنت فصائل من المعارضة السورية هجوما واسعا ضد مواقع سيطرة قوات النظام في مدينة حلب في شمال سوريا، ردا على اغلاق الأخيرة الطريق الوحيد المؤدي الى الاحياء الشرقية التي تعاني نقصا متزايدا في المواد الغذائية والاساسية.

هجوم المعارضة ترافق مع اطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام ما اسفر عن سقوط الضحايا المدنيين، وفق التلفزيون الرسمي السوري. وبدأت أزمة النقص في المواد الغذائية تتفاقم، واظهرت صور التقطها مراسل فرانس برس اسواقا فارغة بمعظمها من المواد الغذائية والخضار. ويعيش نحو 200 ألف شخص في احياء حلب الشرقية. وتسعى قوات النظام الى تطبيق حصار كامل عليها. واشار مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية الى نقص ايضا في المحروقات، البنزين والمازوت والغاز للاستخدام المنزلي. وقال احد السكان بلال طرقجي ذهبت اليوم لتعبئة دراجتي النارية بالبنزين ولم اجد، بحثت كثيراً دون جدوى .

وكان عدد كبير من السكان سارعوا مع بدء المعارك الى شراء المواد التموينية بكثرة، لذلك فرغت الاسواق من المنتجات.كذلك، فرغت الشوارع من المواطنين الذي فضلوا البقاء في منازلهم تفاديا للقصف. ونقلت نفس الوكالة عن ابو محمد، بائع خضار في حي بستان القصر قوله الخضار قليلة اليوم لأن طريق الكاستيلو مقطوع ، مشيرا الى ان الخضار المتوافر من باذنجان وكوسى تزرع حولنا داخل المدينة .ويقف ابو محمد امام عربة عليها كميات قليلة من الباذنجان والكوسا والبصل، ويقول لو انه لا يتم زرع الباذنجان والكوسا داخل المدينة لما رأينا الخضار ابداً . وقال احمد، احد سكان حي السريان بعدما تعرض منزله للقصف ولم يعد صالحا للسكن انهالت القذائف على الاحياء الغربية منذ الساعة الرابعة والنصف فجر أمس . ووصف الوضع بـ المحزن . وتجمع أهالي حي السريان في منطقة الدمار يرفعون الانقاض ويساعدون سكان المباني المتضررة على جمع اغراضهم والبحث عن مكان آخر يلجأون اليه، وفق احمد. واظهرت صور التقطها المراسل شارعا في حي السريان وقد ملأه الحطام، وعلى جانبيه سيارات مدمرة او محترقة بالكامل، وامرأة تقف على شرفة منزلها المتضرر جراء القصف.

من جهة أخرى توغلت آليات النظام السوري في عمق مدينة داريا المحاصرة غربي دمشق، امس ، ووصلت إلى حدود المناطق السكنية. وأكد تمام أبو الخير المدير الإعلامي للواء شهداء الإسلام، أحد أبرز الفصائل المعارضة في داريا، أن الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري والمدعوم من مليشيات عديدة، كان كبيرًا جدًا انهارت على إثره دفاعات المعارضة، جراء اعتماد القوات المهاجمة على الآليات المدرعة بشكل كبير، في الوقت الذي لا تملك المعارضة مضادات كافية لمواجهتها. وأوضح أبو الخير، أن قوات النظام السوري حققت تقدمًا واسعًا، ووصلت حدود المباني الآهلة بالسكان، بعد أن سيطرت على المساحات المزروعة في المنطقة الغربية بشكل كامل، والتي كانت خط الدفاع الأخير عن المدينة المحاصرة.

تجدر الإشارة إلى أن مدينة داريا تعرضت عشرات المرات لمحاولات الاقتحام من النظام، منذ نوفمبر 2012، وباءت جميعها بالفشل، كما أن المدينة دمرت بنسبة 80%، ونزح نحو 90% من سكانها، وتم قصفها بأكثر من 6 آلاف برميل متفجر، بحسب ما وثقه مركز داريا الإعلامي التابع للمعارضة.