أكد تقرير جديد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة /الفاو/ أن 35 بالمئة من المخزون السمكي العالمي يُصاد بشكل غير مستدام، هذه الإحصائية تعكس حجم الضغط المتزايد على المحيطات نتيجة الصيد الجائر، تغيّر المناخ، وسوء الإدارة، جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر الامم المتحدة الثالث للمحيط.
وحسب ماجاء في التقرير، بعنوان استعراض حالة موارد مصائد الأسماك البحرية العالمية 2025 ، استند إلى بيانات من 2570 نوعًا من المخزونات السمكية، وبين أنه رغم أن أكثر من ثلثها يُستغل بشكل مفرط، فإن 77 بالمئة من الأسماك المستهلكة عالميًا لا تزال تأتي من مصادر مستدامة، بفضل تحسن إدارة المصائد، موضحًا أن الاستنزاف الحالي للمحيطات يُشبه سحب أكثر مما يقدمه البنك من فوائد.
جدير بالذكر، أن أكثر من 90 بالمئة من المخزونات تُصاد بشكل مستدام في ساحل المحيط الهادئ للولايات المتحدة وكندا، وتتجاوز 85 بالمئة في أستراليا ونيوزيلندا، وتبلغ 100 بالمئة في القارة القطبية الجنوبية.
أما في شمال غرب إفريقيا، فإن أكثر من نصف المخزونات تتعرض للصيد الجائر، وفي البحر المتوسط النسبة تصل إلى 65 بالمئة، رغم انخفاض عدد القوارب هناك بنحو الثلث خلال العقد الماضي.
وفي هذا الاطار، قال مانويل بارانج المدير العام المساعد للمنظمة، أن نقص الموارد في بعض المناطق يعوق المراقبة والإدارة العلمية، داعيًا إلى دعم هذه الدول وفهم أسباب ضعف أدائها ودعمها في إعادة بناء المخزونات السمكية.
ومن أبرز قصص النجاح، تعافي أسماك التونة، حيث يتم اليوم صيد 87 بالمئة من مخزونها بشكل مستدام، و99 بالمئة من السوق العالمي يأتي من هذه المصادر، بفضل أنظمة الرصد والامتثال الصارمة.
وبالتوازي، اختتمت الدول مفاوضاتها حول إعلان سياسي يُتوقع اعتماده في ختام المؤتمر، ضمن خطة عمل نيس للمحيطات، والمتوافقة مع اتفاق /كونمينغ-مونتريال/ العالمي للتنوع البيولوجي، الذي يهدف لحماية 30 بالمئة من أراضي ومحيطات الكوكب بحلول 2030.
واختتم بارانج بقوله: هناك 600 مليون شخص حول العالم يعتمدون على مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية، لسنا بمعزل عن المحيط، بل نحن جزء منه .
ورغم التحديات، يقدم التقرير أدلة علمية واضحة على أن التعافي ممكن، إذا توفرت الإدارة الرشيدة والإرادة السياسية.