ترتبط الأعياد والمناسبات بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة، ولعل عيد الفطر المبارك من أهم هذه المناسبات والذي يتميز بتناول الحلوى كالكعك والبسكوت والبيتيفور، وغيرها من أنواع الحلوى الأخرى، وهذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية لاحتوائها على نسبة عالية من الكربوهيدرات والدهون. وتقول موضي حمد الهاجري مدير خدمات التغذية العلاجية والمجتمعية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إن عدم الاعتدال والتوازن في تناول تلك الأطعمة قد يصيب الكثيرين باضطرابات في الجهاز الهضمي مثل التلبك المعوي وعسر الهضم والانتفاخ والإسهال والقيء، ومن هنا نلاحظ تردد الكثيرين في هذه المناسبة على قسم الطوارئ لمؤسسة الرعاية الصحية أو باقي المؤسسات الصحية في الدولة.
وتضيف أن الجسم قد اعتاد خلال شهر رمضان على نظام غذائي محدد مختلف عن ذلك النظام المتبع طوال العام أو خلال شهر رمضان، حيث إنه خلال فترة الصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار، ما يجعله في حالة راحة نهاراً، وفي أيام العيد الأولى نبدأ بالرجوع للنظام الغذائي المعتاد لنا، لكن هذا يتطلب التدرج.
ومن هنا يمكننا توجيه بعض النصائح الهامة للتدرج في تعويد المعدة على النظام الجديد بعد شهر الصيام حيث يجب تناول بعض التمرات قبل صلاة العيد، ثم الذهاب لأداء الصلاة، وبعد الانتهاء من الصلاة يمكن تناول إفطار خفيف عبارة عن كوب من اللبن قليل الدسم، مع قطعة جبن صغيرة قليلة الدسم، مع بيضة مسلوقة، ونصف رغيف من الخبز الأسمر مع سلطة خضراء، أما وجبة الغداء فلا يجب أن تتعدى طبق سلطة خضراء ومن 4- 6 ملاعق من الأرز أو المعكرونة، مع قطعة صغيرة من اللحم أو الدجاج أو السمك المشوي أو المسلوق. أما وجبة العشاء فيمكن أن تتكون من ثمرة واحدة من الفاكهة مع كوب من الزبادي قليل الدسم أو علبة تونة بدون زيت، مع طبق من السلطة الخضراء أيضا.. وهذا النظام يضمن الابتعاد عن أي زيادة في الوزن مع الحفاظ على صحة جيدة.
قالت مديرة الصحة الغذائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية موضي حمد الهاجري: في كل عيد أو مناسبة ننصح بعدم الإفراط في تناول الحلويات الغنية بالسكريات والدهون، ومن الأفضل أن تستبدل حلويات العيد بالفاكهة الطازجة التي تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والألياف، أو عمل حلويات ذات وصفات صحية وخفيفة تحتوي على الفواكه أو الحليب قليل الدسم، وباستخدام كمّيات أقل من الزيوت والسكر، ويمكن تناول تلك الحلويات بين الوجبات باعتدال، حيث يحتوي الكعك على 35% نشويات، و35% دهون، و30% سكريات، وتحتوي الكعكة الواحدة على حوالي 220 سعرا حراريا، ويحتوي البيتيفور على 90 سعرا حراريا، والبسكويت 90 سعرا حراريا، والغريبة 150 سعرا حراريا.
علينا أن نعرف أن متوسط احتياجات الفرد من السعرات الحرارية هو 2000 سعر حراري يحصل عليها من جميع الوجبات الغذائية اليومية، والزيادة في السعرات الحرارية يتم تخزينها في الجسم في صورة دهون لتصبح خطرا على الجسم وتؤدي إلى الإصابة بالبدانة، ونوصي بضرورة تقليل نسبة السمن والدهون المستخدمة في تصنيع حلوى العيد وخاصة الكعك، وأن تكون غير مهدرجة، ويكفينا تناول كعكتين طوال اليوم، وعلى فترات زمنية متباعدة أو تناول كعكة واحدة وقطعة غريبة وقطعة البيتيفور حتى لا تزيد نسبة الكوليسترول في الدم خاصة لدى مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري والقلب مع تناول خضروات أو فاكهة قبل أو بعد الكعك مباشرة لأنها أغذية غنية بالألياف تقلل من امتصاص الدهون، وعدم تناول المقليات والتقليل من الدهون في الطعام، فالدهون في حلويات العيد تكفي.
يفضل تناول الكثير من المشروبات الدافئة بدون سكر مثل الشاي الأخضر والينسون والنعناع والزنجبيل والقرفة والليمون، حيث تساعد القرفة في هضم الدهون التي تدخل في إعداد حلوى العيد، وتجنب البدء بالتدخين أو شرب الشاي أو القهوة على معدة فارغة يؤدي ذلك إلى اضطرابات معوية والتهابات في المريء والمعدة، كما يؤدي إلى فقد الشهية وازدياد حموضة المعدة وتسارع ضربات القلب، كما قد ينتج الإسهال وزيادة إدرار البول مما يفقد الجسم كمية من السوائل الأمر الذي يكون خطيراً بعد صيام شهر كامل.
لا بد لنا من تجنب الخمول والحرص على ممارسة الرياضة حيث يجد البعض في إجازة العيد فرصة للإفراط في تناول الطعام والراحة والاسترخاء فيغلب عليهم الكسل والخمول، ويؤدي تناول وجبات كبيرة ودسمة ثم النوم إلى عسر الهضم والتلبك المعوي والانتفاخ. لذا فمن الضروري أن يتم تخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب.
كما تجب مراعاة الظروف الصحية للآخرين وذلك بإعداد بعض الأصناف الغذائية التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم العلاجية، كذلك مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول كافة الأصناف المنوعة في الضيافة، وتوفير الحلويات المخصصة لمرضى السكري والتي لا تؤدي إلى ارتفاع سكر الدم لديهم.
وختاما يشكل العيد تحديا كبيرا للجميع ويضع حملا ثقيلا على الجسم، وذلك من خلال اعتماد الضيافة التقليدية في بيوتنا العربية على الحلويات والقهوة بالإضافة إلى الشاي، ويؤدي قيام الشخص بالكثير من الزيارات واضطراره إلى تناول ما يعرض عليه، إلى حصوله على مقدار كبير من الكافيين والسكريات والدهون المضرة بالصحة ومن هنا علينا معرفة كيفية الحفاظ على صحتنا دون الإخلال بواجباتنا في هذه المناسبات.