الخيمة الخضراء تناقش «واقع التعليم التقني» في العالم العربي

alarab
محليات 12 أبريل 2022 , 01:18ص
حامد سليمان

عقدت الخيمة الخضراء، الحلقة النقاشية الخامسة، ضمن سلسلة ندواتها في رمضان بعنوان «واقع التعليم التقني والتدريب المهني في العالم العربي»، ناقش خلالها نخبة من المختصين في التعليم المهني من جميع أنحاء الوطن العربي موقع العالم العربي في الجانب التقني والصناعي، وإسهامات العلماء العرب في الدول المتقدمة، ونسبة الإنفاق على الاستثمار في القطاعات ذات الصلة، وهجرة العقول والأيدي الماهرة وأثرها على الصناعات.
وقال الدكتور سيف الحجري رئيس برنامج «لكل ربيع زهرة «أدركنا مؤخرا أننا قمنا بتغليب نوعية من التعليم مبنية على ترديد المفاهيم النظرية، دون أن نبرز قيمتها التطبيقية العملية، والآن تنبهنا إلى أننا نحتاج هذا النوع العملي، النابع من حضن الاحتياج، نوع من التعليم الذي لا يكتفي بالوفاء بحاجة سوق العمل إلى إداريين فقط بل بتوفير الأيادي الماهرة، والمهنيين الأكفاء، بحاجة إلى أياد اشتبكت مع العقل، بما يسهم في بناء جيل من الذين تتناسب مهاراتهم ونمو أياديهم مع مهاراتهم ونمو أدمغتهم. وأضاف أن العالم العربي يحتاج إلى التقدم المتسارع في المجالات التقنية والصناعية، الأمر الذي يعد طريقا للانطلاق.
وأكد الدكتور زياد سعيد أستاذ كرسي اليونسكو للتعليم المهني والتنمية المستدامة، إن أهداف التعليم التقني دعم التعليم في توفير التدريب الفني والمهني وفقًا لمتطلبات واحتياجات سوق العمل، وتطوير وتوفير برامج التدريب والمشاريع المهنية والتقنية لجميع الفئات العمرية ابتداءً من مراحل التعليم الأساسي، بالإضافة إلى التعاون مع المعاهد والمؤسسات الوطنية في القطاعين الحكومي والخاص للاستثمار في قدرات الشباب وتنمية مهاراتهم.
وأوضح ضرورة مواءمة المخرجات التعليمية مع احتياجات سوق العمل، حيث إن 80% من فرص العمل الحالية تحتاج الى مهارات تقنية ومهنية، لافتا إلى أن ربط برامج هذا التعليم مع سوق العمل، يساعد على تعزيز الأهمية الاجتماعية والاقتصادية للتعليم المهني و التقني. 
وفيما يتعلق بواقع التعليم التقني في قطر، أشار د. زياد إلى أن نسبة طلاب الثانوية المسجلين في إحدى المدارس الفنية في دولة قطر لا تتجاوز 1.2% من إجمالي عدد الطلاب في حين أن النسبة العالمية 15%، لذلك من الضروري وضع خطط لاستقطاب مزيد من الطلبة للتعليم التقني، لافتاً إلى أن الاحصائيات تؤكد تفضيل 60% من طلاب السنة العاشرة الالتحاق بالمسار الأدبي، و28% يفضلون المسار العلمي، بينما يفضل 12% من الطلبة فقط الالتحاق بالمسار التكنولوجي، في حين أن 80% من المهن في عام 2030 سوف تتطلب معرفة بالرياضيات والعلوم والهندسة أو ما يعرف بتخصص STEM في سوق العمل.
وأكد الدكتور خالد بن عبدالعزيز مدير إدارة التعليم المهني بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سلطنة عمان، أن هناك انخفاضا حادا في الأيدي الخبيرة والمتخصصة، وعزا ذلك إلى قلة الاهتمام بالتعليم المهني والتقني.
وأضاف: «التعليم المهني في سلطنة عمان يعاني حاله كحال باقي الدول العربية، ولكن في الآونة الأخيرة تم رفع مستوى جودة التعليم التقني، لتتماشى مع رؤية السلطنة الوطنية، وقال «نعكف حالياً على معالجة جميع التحديات من خلال تحليل واقع التعليم التقني وتنفيذ مشاريع مستحدثة مثل: حوكمة منظومة التعليم والتدريب المهني لتكون مستقلة مالياً وإدارياً».
وتحدث الدكتور اسماعيل تاج مستشار تعليمي ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا عن دراسة تكشف نسب صادمة عن العقول العربية المهاجرة وعدم الاستفادة من خبراتها، إذ أن دراسة تمت في عام 2021، كشفت أن 54% من الدارسين في الخارج لا يعودن لبلادهم، و34% من إجمالي عدد الأطباء في المملكة المتحدة من العرب، و31% إسهامات الوطن العربي من العقول المهاجرة من الدول النامية، و75% من الكفاءات العلمية العربية مهاجرة إلى أمريكا في بريطانيا وكندا، وهي بالطبع خسارة جسيمة.
كما كشفت الدراسة إلى أن 100 ألف من العلماء والخبراء والأطباء والمهندسين يهاجرون سنوياً من 8 دول عربية، والخسارة المالية وصلت إلى 200 مليار دولار بسبب هجرة العقول للخارج، مشدداً على ضرورة وضع استراتيجية عربية متكاملة للتصدي لهجرة الكفاءات، وبخصوص مصر، أشار إلى أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كشف أن عدد العقول المهاجرة من مصر 9.5 مليون مواطن، ويتركز اغلبهم في الدول العربية بنسبة 63%.
وطالب د. اسماعيل تاج بضرورة تقليل هذه النسب ومراجعة مستويات الأجور، وتوفير مناخ علمي مناسب.