تحليل اقتصادي: طموحات الغاز الإسرائيلية

لوسيل

السر سيد أحمد

في الحادي والعشرين من هذا الشهر ستقوم الهيئة الإسرائيلية الناظمة لصناعة الغاز بفتح المظاريف الخاصة بعروض المستثمرين العالميين للعمل في 24 قطعة بحرية. الخطوة تكتسب أهميتها كونها الأولى من نوعها في غضون خمس سنوات كما أنها تأتي بعد توقيع إسرائيل لاتفاق مع كل من قبرص واليونان وإيطاليا لنقل الغاز الطبيعي عبر المتوسط من خلال خط أنابيب بكلفة تتراوح بين 6 مليارات إلى 7 مليارات دولار وهو الأطول لامتداده على مسافة 2200 كيلومتر والأعمق إذ سيكون على بعد ثلاثة كيلومترات تحت المياه.

ولا تخفي إسرائيل تفاؤلها بنتائج جولة المناقصات الجديدة التي تجاور حقلي تامار وليفياثان ولهذا فهناك آمال كبيرة باكتشافات نفطية تستقطب الشركات العالمية للعمل في إسرائيل ولأول مرة منذ قيامها في العام 1947، وفوق هذا طموحها أن تدخل لاعبا جديدا ومصدرا له ثقله في سوق الغاز يمكن أن توفر خيارا ثالثا للمستهلكين الأوروبيين الذين يعتمدون إلى حد كبير على واردات الغاز الروسي بكل حمولاته السياسية وأيضا ذلك الوارد من بحر الشمال خاصة والتقديرات تشير إلى أن حجم الغاز المكتشف في كل من إسرائيل وقبرص يتراوح بين 400 تريليون إلى 500 تريليون متر مكعب ويمكن أن تكون جاهزة للتصدير بعد اكتمال خط الأنابيب في 2025، خاصة ومستقبل الطلب على الغاز يبدو واعدا.

لكن رغم هذه التوقعات المتفائلة، إلا أن هناك علامات استفهام عديدة تتردد في أروقة صناعة الغاز، بل ولم يتردد البعض في وصف المشروع أنه أحلام يقظة على الأقل بالتوقيت والقدرة التصديرية التي أعلن عنها. فهناك الجانب التنظيمي للصناعة في إسرائيل والعقبات التي أدت إلى تأجيل تطوير الحقول لأكثر من عام بسبب الإشكالات القانونية، إضافة إلى هذا فبما أن أسعار الغاز ترتبط بأسعار النفط فإنه ليس منتظرا حدوث قفزة كبيرة في أسعار بيع الغاز ولهذا فهناك حاجة إلى ضمان وجود الإمدادات من ناحية لتوقيع عقودات مع الزبائن المحتملين وبالتالي توفير الإمكانية المالية للوصول إلى الاحتياطيات الأكبر والأعمق. وفوق هذا فهناك اللاعبون الرئيسيون في سوق الغاز خاصة قطر وأستراليا والقادم الجديد الولايات المتحدة وحاجة إسرائيل إلى المنافسة مع هؤلاء ولهم باع طويل في ممارسة التصدير.

ولهذا يرى البعض أنه ربما كان الأفضل لإسرائيل التركيز على مقابلة احتياجات الاستهلاك المحلي المتنامية والتوسع إقليميا حيث يمكن أن تجد سوقا لها في دول الجوار مصر والأردن وتركيا.