وصفت سعادة السيدة بيلين ألفارو سفيرة مملكة إسبانيا لدى الدولة علاقات بلادها مع دولة قطر بالثنائية الممتازة منذ تأسيسها في 1972، كما أن هناك روابط وثيقة بينهما. مشيرة إلى أن انتخابات مجلس الشورى تمثل لحظة تاريخية لدولة قطر، وعكس الإقبال الكبير اهتمام الشعب القطري بدور مجلس الشورى.
وقالت سعادة السفيرة ألفارو في حوار لـ لوسيل بمناسبة اليوم الوطني لإسبانيا الذي تحتفل به السفارة اليوم إن العام الحالي شهد زيارتين لشخصيات رفيعة المستوى من إسبانيا إلى الدوحة، كانت آخرها زيارة سعادة السيد خوسيه مانويل ألباريس وزير الخارجية والتعاون والاتحاد الأوروبي، كما تم توقيع أربع اتفاقيات خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، بما في ذلك واحدة في التعاون الثقافي والشباب والرياضة. ونتطلع إلى العمل على تنفيذ هذه الاتفاقيات بمشاريع ملموسة وفي توقيع المعاهدات الثنائية المستقبلية.
ونوهت السفيرة إلى أن هذه الزيارات الثنائية تعكس المستوى الرفيع للمناقشات بين البلدين.
ومن الناحية الاقتصادية قالت السفيرة الإسبانية إن العلاقات بين البلدين تنمو بشكل متزايد مع نشاط أكثر من 170 شركة في قطر تعمل في قطاع البنية التحتية وقطاع الخدمات. وارتفعت صادرات الغاز من قطر إلى إسبانيا، وحالياً قطر تعتبر ثاني أكبر مورد إستراتيجي للغاز الطبيعي لإسبانيا. وإنني على ثقة من أن بلدينا سيواصلان العمل عن كثب معًا لتطوير علاقاتنا الثنائية إلى مستوى أعلى، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وقالت السفيرة الإسبانية إن العلاقات الثنائية بين البلدين تعزز التعاون الاقتصادي في العديد من المجالات المختلفة، مثل البناء والهندسة المعمارية والأغذية وإدارة المرافق والخدمات الاستشارية وقطاع الرعاية الصحية والطاقة والمياه والأعمال الرياضية أو قطاع تكنولوجيا المعلومات وغيرها. مشيرة إلى أن هناك حوالي 200 شركة ترغب في البقاء في قطر وتصبح شركاء موثوقين للشركات المحلية.
علاوة على ذلك، منذ فبراير 2019، منحت وزيرة الدولة الإسبانية للتجارة رجال الأعمال لدينا في الدوحة اللقب الرسمي لغرفة التجارة الإسبانية إلى قطر كإقرار رسمي بالوظيفة البارزة التي تقوم بها الشركات الإسبانية في قطر.. وبالتالي، فإن الدعم المؤسسي لتعزيز التجارة والاقتصاد على المدى الطويل بين إسبانيا وقطر يؤتي ثماره، ويمكننا الآن القول إن قطر شريك إستراتيجي لإسبانيا، كما يتضح من أرقام التجارة والاستثمار.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 1،3 مليار يورو في عام 2019. وفي عام 2020، انخفضت التجارة الثنائية بنحو 43 ٪ بسبب فيروس كورونا، ولكن عودة الانتعاش الاقتصادي ستحافظ التجارة الثنائية على اتجاهها الصعودي التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إسبانيا شركات رائدة في الصناعات المتعلقة برؤية قطر الوطنية 2030. ونتوقع المزيد من العمليات في السوق القطري من قبل الشركات الإسبانية في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة المستدامة والقطاعات الأخرى ذات الأولوية في هذه الإستراتيجية.
ونوهت السفيرة ألفارو إلى أنه وخلال زيارة وزير الخارجية الإسباني الأخيرة للدوحة أكد الطرفان على المنفعة المتبادلة والرغبة في المضي قدماً في هذه العلاقات. قطر هي بلا شك شريك إستراتيجي لإسبانيا، حيث تحتل المرتبة الثانية بين أكبر المساهمين في سوق الأسهم الإسبانية.
في مجال الاستثمارات المباشر شهدنا نمواً للاستثمارات القطرية الرأسمالية في السنوات الماضية وقام جهاز قطر للاستثمار باستثمارات مهمة في إسبانيا. ويمتلك جهاز قطر للاستثمار على سبيل المثال حصصًا ذات صلة مثل تلك الموجودة في إيبردرولا Iberdrola، بحوالي 8.6 ٪. قد نجد أيضًا ممتلكات في كولونيال، مارينا بورت في تاراغونا، فندق دبليو في برشلونة، فندق إنتركونتيننتال في مدريد أو حتى حصة صغيرة من بانكو سانتاندير في البرازيل، من بين أمور أخرى. وإسبانيا وجهة جذابة للاستثمارات لأنها البوابة الطبيعية لأوروبا والبحر الأبيض المتوسط وأمريكا اللاتينية. وهي المستثمر الأوروبي الأول في أمريكا اللاتينية والثاني في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن التعاون الرياضي بين البلدين، قالت السفيرة، إن بلادها تتطلع للعمل على تنفيذ اتفاقيات مثل التي وقعت بين البلدين في فبراير الماضي للتعاون في المجالين الرياضي والثقافي، من خلال مشاريع ملموسة وفي توقيع المعاهدات الثنائية المستقبلية. كما نتطلع إلى كأس العالم في قطر الذي سيقام العام المقبل.
ونوهت إلى أن هناك تعاونا مستمرا بين قطر وإسبانيا سيساهم بالتأكيد في تحقيق النجاح الكبير لكأس العالم لكرة القدم 2022. في هذا الصدد تساهم إسبانيا في تعزيز الثقافة الرياضية في قطر بعدة طرق من خلال أكاديمية أسباير ومستشفى سبيتار وأيضاً أفضل اللاعبين الإسبان في الفرق القطرية. وساهمت العديد من الشركات الإسبانية أيضًا في تطوير مشاريع البنية التحتية المصممة لخدمة كأس العالم، مثل المترو والمطار والطرق وغيرها من المرافق.
وفيما يتعلق بقطاع السياحة قالت السفيرة إن إسبانيا تعد الوجهة الثانية للزوار الدوليين وتسعى لاستعادة وزيادة أرقام ما قبل الوباء. وهناك حماس قوي من قبل السياح القطريين للعودة إلى إسبانيا والعديد من القطريين سافروا إلى إسبانيا في الشهرين الأولين منذ إعادة فتح الحدود في يوليو. لذلك ستأتي إسبانيا مرة أخرى كوجهة جذابة للمتنزهات الطبيعية والشواطئ الرائعة. وبلدنا هو الثالث من حيث المناطق الطبيعية. كما أن التراث العربي لمدن مثل إشبيلية وغرناطة وقرطبة يجعلها وجهة مفضلة للزيارة.