مستفيدة من التحديات التي تواجه كبار المنافسين في السوق

23 % حصة قطر من تجارة الغاز المسال عالميا في يوليو

لوسيل

تورنتو: شوقي مهدي

ارتفعت حصة قطر من تجارة الغاز الطبيعي المسال عالمياً إلى 23% في شهر يوليو الماضي لتصل الصادرات القطرية خلال الشهر الماضي إلى 7.3 مليون طن، وبذلك تكون قطر تجاوزت كلا من استراليا والولايات المتحدة وهما من كبار منافسيها في تجارة الغاز المسال عالمياً.

وحسب بيانات تتبع السفن غير الرسمية التي اطلعت عليها لوسيل وصلت الصادرات القطرية لشهر يوليو الماضي حوالي 5.7 مليون طن إلى 15 وجهة عالمية فيما لا تزال حوالي 1.6 مليون طن في حالة In Transit (أي لم تصل لوجهاتها النهائية بعد). وتعتبر الصين من كبار مستوردي الغاز القطري بحوالي 760 ألف طن تليها الهند 749 ألف طن وكوريا الجنوبية 689 ألف طن وباكستان بحوالي 555 ألف طن.

وحتى كتابة التقرير تشير البيانات إلى أن السوق الآسيوي استحوذ على 3.9 مليون طن من اجمالي صادرات قطر من الغاز المسال والتي وصلت لوجهاتها النهائية خلال الشهر الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الصادرات بعد وصول كميات التصدير التي هي في الطريق لوجهاتها النهائية.

واحتل السوق الأوروبي المرتبة الثانية بحوالي 1.3 مليون طن، إلى 5 دول أوروبية وهي بلجيكا وايطاليا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، واسبانيا.

وواجهت كل من استراليا والولايات المتحدة تحديات خلال الشهر الماضي، متعلقة بإضرابات العمال التي حدثت في عدد من المشاريع الأسترالية بالإضافة للحريق الذي حدث في ميناء (فريبورت) الأمريكي، جاء ذلك بالتزامن مع العديد من عمليات الصيانة في مرافق التسييل حول العالم.

وصدرت قطر الغاز المسال من حوالي 6 مرافق لإنتاج الغاز المسال، وبذلك تستعيد الدوحة مكانتها الطبيعية في صدارة موردي الغاز المسال. يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الامدادات العالمية نقصاً في المعروض وزيادة في الطلب بسبب موجة الحر الشديد التي ضربت نصف الكرة الشمالي وبشكل خاص في السوق الأسيوي والأوروبي، ويواجه الأخير تحديات اضافية متعلقة بخفض الإمدادات من الغاز المسال الوارد من روسيا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

التجارة العالمية

وارتفعت واردات العالم من الغاز الطبيعي المسال في يوليو الماضي بحوالي 6% مقارنة بشهر يونيو الماضي لتصل مستويات 32.5 مليون طن. وذلك بسبب الزيادة في الواردات الاوروبية من الغاز المسال.

وقادت موجة الحر في اسيا لزيادة الطلب بمعدل شهري، فيما زادت كل من اليابان وكوريا الجنوبية عدد الشحنات لرفع مستويات التخزين لديها.

بالمقابل انخفضت الامدادات العالمية في يوليو الماضي بحوالي 3% مقارنة بشهر يونيو الماضي عند مستويات 32.2 مليون طلب، وذلك بسبب الزيادة الملحوظة في صادرات قطر من الغاز المسال والتي سجلت اعلي مستوياتها الموسمية خلال 5 سنوات. في الوقت الذي انخفضت فيها الصادرات الأسترالية بحوالي 16% في يوليو بسبب عمليات الصيانة في مشروع (برولينغد) واضراب العمال في مشروع (بيرلود). في الوقت الذي لم انخفضت فيه الصادرات المصرية بسبب عمليات السلامة في المشاريع.

الطلب في أغسطس

ومن المتوقع أن تنخفض واردات العالم من الغاز الطبيعي المسال بنهاية أغسطس الحالي بحوالي 5% لتصل مستويات 30.9 مليون طن مقارنة بشهر يوليو الماضي التي وصلت مستويات 32.5 مليون طن. وذلك مدفوعاً بتراجع الطلب الآسيوي على الغاز المسال رغم من الطلب على التبريد بسبب موجات الحرارة. يتبع ذلك تراجع في واردات كل من اليابان وكوريا الجنوبية بسبب اعتماد المشتريين على السحب من المخزونات لسد النقص وحماية أنفسهم من تقلبات الأسعار المرتفعة.

الطلب الصيني على الغاز المسال بشكل عام سيظل مستقرا دون تغيرات جوهرية وذلك بسبب تشديد القيود المفروضة في انحاء البلاد بسبب فيروس كورونا (كوفيد-19) وحالة الاغلاق التي ألقت بظلالها على القطاع الصناعي.

وبسبب المخاطر المرتفعة والتغييرات في الأسعار الفورية نجد أن المشترين من شرق القارة الآسيوية يتجنبون تقديم عطاءات بسبب الأسعار المرتفعة حالياً في السوق.

وبالنظر للسوق الأوروبية نجد أن السوق في طريقه ليشهد المزيد من الارتفاعات بسبب الانخفاض في تدفقات الغاز الروسي نحو القارة العجوز وبشكل خاص عبر خط (نورد ستريم-1) مما يعطي علاوة سعرية أعلي في السوق الفوري مقارنة بالأسعار في السوق الآسيوي.

ومن المتوقع ان تصل مستويات التخزين في شمال غرب أوروبا وايطاليا لمستويات 95% بنهاية نوفمبر المقبل، مدفوعة بزيادة في تدفقات الغاز المسال نحو شمال غرب أوروبا. ووفقاً لقراءة لوسيل تبقى هذه مجرد فرضية في حال استمرت التدفقات الروسية نحو القارة العجوز بنفس معدلات يوليو الماضي، أما في حال قطع الإمدادات الروسية بالكامل سيتغير عندها المشهد بشكل كبير في القارة الأوروبية.

إمدادات أغسطس

وعلى عكس الواردات فإن امدادات الغاز الطبيعي المسال من المتوقع أن تشهد نمواً بحوالي 2% بنهاية اغسطس الحالي بحوالي 32.8 مليون طن، رغم الاضطرابات في استراليا بسبب الاضراب مع عودة بعض المحطات من الصيانة بنهاية يوليو الماضي.

وستشهد الامدادات من كل من افريقيا وروسيا زيادة يرافق ذلك زيادة في تدفق الغاز الروسي نحو اوروبا بعد اكتمال عمليات الصيانة في التوربينات التي تمت صيانتها في كندا.

وحسب بيانات بلومبيرغ من المتوقع ان تظل الأسعار في مركز اليابان-كوريا ماركر عند مستويات 36.2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للشحنات تسليم الربع الثالث في 2022. فيما تبقي مستويات الأسعار الحالية لشحنات أغسطس-سبتمبر عند مستويات 42.1 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وارتفعت الاسعار في مركز اليابان-كوريا بسبب الطلب على التبريد في يوليو، وخفض الامدادات الروسية نحو اوروبا، رافق ذلك زيادة في مركز TTF الهولندي (المؤشر المرجعي الرئيسي للغاز الأوروبي) بنحو 40%، فيما سجلت الاسعار في مركز هنري هب الامريكي أعلى مستوياتها في 20عاماً.

وتشير التوقعات الى أن مستويات الأسعار لمركز اليابان-كوريا للربع الرابع عند 49.3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بينما من المتوقع أن تصل مستويات 61.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فيما يكون أسعار العقود المرتبطة بخام برنت عند نسبة مئوية 16.7%.

أما فيما يتعلق بعمليات الصيانة فيشهد شهر أغسطس الحالي عمليات صيانة أقل في كل من شرق أستراليا (لقطار تشغيل واحد) لمدة أسبوعين وفي منطقة حوض الباسيفيكي لمدة أسبوعين أيضاً، وهو مستويات أقل بكثير من عمليات الصيانة المخطط لها في شهر سبتمبر المقبل التي قد تصل لخمس عمليات صيانة مخطط لها.

مستويات التخزينبشكل عام من المتوقع أن تصل مستويات التخزين الأوروبية بنهاية الصيف عند مستويات 59.8 مليار متر مكعب، (أو مستوى تخزين عند 90%) في حال استمرت تدفقات الغاز المسال نحو منصات الاستقبال الأوروبية بشكل أكبر لمواجهة خفض تدفقات الغاز عبر الأنابيب من روسيا.

وأعلاه هو السيناريو المتوقع في حال استمرار تدفقات الغاز الروسية نحو أوروبا، ولكن في حال توقفت تدفقات الغاز الروسي بالكامل اعتباراً من أكتوبر المقبل، قد تصل مستويات التخزين الأوروبية لمستويات مثيرة للقلق عند 14.6 مليار متر مكعب أو 22% من نسبة الملء. عليه تبقي خطوط الانابيب التي تنقل الغاز الروسي هي عامل خطر رئيسياً لفصل الشتاء المقبل.

السوق الأوروبيوبنهاية أغسطس الحالي من المتوقع أن يصل مستويات تسليم شحنات الغاز الطبيعي المسال لشمال غرب أوروبا وإيطاليا معدل 153 مليون متر مكعب في اليوم أو 5.7 مليون طن، وهي مستويات أعلى بحوالي 42 مليون متر مكعب في اليوم مقارنة بالتوقعات السابعة.

وفي حال استمرت التدفقات من الغاز المسال بشكل قوى نحو أوروبا، ستصل مستويات التخزين الهدف الذي وضعته المفوضية الأوروبية وهو 80% بنهاية شهر أغسطس الحال.

السوق الآسيويوفي السوق الآسيوي، من المتوقع أن تكون مستويات التخزين من الغاز الطبيعي المسال في كوريا الجنوبية بنهاية أغسطس الحالي، بمستويات أقل يوليو الماضي بحوالي 12%، رغم من كونها أعلى بحوالي 50% مقارنة بالعام الماضي عند مستويات 1.5 مليون طن. وفي المقابل مستويات التخزين اليابانية قد تصل بنهاية أغسطس الحالي عند 4.4 مليون طن من الغاز المسال في المخزونات وهي أقل بنسبة 6% من الشهر الماضي.

ولا تزال مخاطر الطقس مرتفعة على أسعار مركز اليابان-كوريا ماركر، وتشير توقعات درجات الحرارة المتاحة في نظام التنبؤ العالمي (GFS) لمستويات عالية في بداية الشهر الحالي، ووسط حرارة أعلى من المعتاد في الصيف ربما نرى طلباً أعلى من الغاز في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، وفي الوقت نفسه يظل الطلب على الغاز في الصين مستقراً في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي رغم ارتفاع درجات الحرارة.

ومن المتوقع أن يصل استهلاك الغاز في الصين إلى 27.7 مليار متر مكعب في أغسطس ليبقي عند مستويات مماثلة لشهر يوليو الماضي بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بتفشي وباء فيروس كورونا والوضع الاقتصادي. وتعهد الحكومة المركزية ببذل جهود شاملة لتحقيق الاستقرار في التجارة والاستثمار وهو ما يمكن أن يشكل اتجاه صعودي للطلب الصناعي والطاقة.

وقد تنخفض واردات كوريا الجنوبية من الغاز المسال في أغسطس الحالي إلى 2.7 مليون طن فيما يتم السحب من المخزونات لتلبية الطلب.