وقف على منبره كبار العلماء والمشايخ من أعلام الأمة الإسلامية

جامع الإمام صرح معماري ومنارة إسلامية

لوسيل

الدوحة - لوسيل

يعتبر جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب منارة إسلامية شامخة تعكس حرص دولة قطر على تشييد صرح معماري رائع يجمع بين روعة العمارة الإسلامية وسحر التراث القطري ويحمل رسالة سامية لنشر الدعوة الإسلامية والمنهج الوسطي، ومنارة إشعاع ديني وثقافي، وصرح إسلامي حضاري مستمد من العمارة الإسلامية بتصميم مستوحى من فن العمارة القطرية التاريخية للمساجد.
وجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب تخليد لسيرة أحد رواد الدعوة والتجديد في التاريخ الإسلامي، وقد أحسنت قطر بإطلاق اسمه على أكبر جوامع الدولة، بما يعكس حرص قطر على ترسيخ دعائم الدعوة الإسلامية ونشرها والاهتمام بتعمير بيوت الله وتشييدها على أكمل وجه.
ومنذ افتتاح جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب وقف على منبره كبار العلماء والمشايخ من أعلام الأمة الإسلامية في خطبة الجمعة تعزيزا لمكانته وتعريفا بدوره في تبصير المسلمين بقضاياهم انطلاقا من رسوخ العقيدة على نهج كتاب الله وسنة نبيه محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ووسطية الطرح وواقعية المقاربة للأحداث المعاصرة.
التأسيس
بدأت الأعمال الإنشائية لجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أواخر عام 2006، وافتتحه رسميا في 16 ديسمبر عام 2011، سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبحضور جمع كبير من مسؤولي الدولة وممثلي البعثات الدبلوماسية المقيمة في قطر وكبار الشخصيات الإسلامية، وعدد كبير من سكان دولة قطر.
وقال الأمير الوالد في حفل تدشين وافتتاح المسجد: إن جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب ينبت من أرض قطر كأنه قطعة أزلية منها، سيكون منبراً للإصلاح والدعوة الخالصة إلى الله، عز وجل، بعيداً عن البدع والأهواء بما ينفع الناس في دنياهم، مما يواكب روح العصر وبما ينجيهم في أخراهم .
يقع جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب في منطقة الجبيلات إلى الشمال من وسط مدينة الدوحة، وتضم أرض الجامع، كلاً من الحدائق التزيينية، ومواقف السيارات المكشوفة، ومواقف السيارات المغطاة، ومبنى الخدمات ومبنى الجامع.
المواصفات
بُنِيَ جامع بن عبد الوهاب على مساحة تزيد على 175 ألف متر مربع، ويتسع لأكثر من 30 ألف مصل، إضافة إلى مصلى للنساء يتسع لنحو 1200 مصلية.
ويستوحي المسجد معالمه الخارجية من جامع القبيب الذي بناه مؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني قبل 130 عاما.
يرتفع سقفه المقبب ذو القباب الـ 28 فوق 29 مترا عن أرضية المصلى بواسطة الأقواس المكسوة بالجبس المزخرف والأعمدة التي كسيت بالرخام الأبيض وزينت تيجانها في الأضلاع الشمالية لتستخدم كرفوف لحفظ القرآن الكريم تعلق عليها أبواب نحاسية صغيرة.
ويضم الجامع مراكز للقرآن وعلومه، ومكتبة علمية متخصصة في الإصدارات الإسلامية، ويحتوي في تصميمه الخارجي على منارة واحدة و28 قبة كبيرة تغطي صالة الصلاة الرئيسية، إلى جانب 65 من القباب الصغيرة المصممة بشكل مزدوج حول الساحة الخارجية، إضافة إلى قبتي المحراب.
وفي طابق الميزانين من الرواق الجنوبي توجد قاعة لتحفيظ القرآن الكريم للإناث، تتسع لأربعين دارسة، وبجوارها تقع المكتبة التي تتسع لتسعين مطالعا، وفي الجهة المقابلة من الرواق الشمالي يوجد مكتب لكل من الإمام والخطيب وبجوارهما قاعة لتحفيظ القرآن للذكور تتسع لتسعين دارسا.
البنية
يتكون جامع محمد بن عبد الوهاب من: 1- القبو: ويشمل مكان الوضوء وحمامات الرجال، بالإضافة إلى جزء للماكينات، وتبلغ مساحته حوالي 3853م2.
2 - الدور الأرضي: ويتكون من صالة الصلاة الرئيسية للرجال، ومكان مخصص لوضوء السيدات بالإضافة إلى المكان المخصص لوضوء وحمامات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتبلغ مساحته حوالي 12117م2.
3- المشرف: يتكون المشرف من مكان لصلاة السيدات ومكان إضافي لصلاة الرجال، بالإضافة إلى مكتبة وصالتين لتحفيظ القرآن الكريم، إحداهما للرجال والأخرى للسيدات، وتبلغ مساحته حوالي 2594م2.
4- مواقف السيارات المغطاة: تسع حوالي 347 سيارة، وتبلغ مساحتها 14877م2.
5- منطقة كبار الزوار: ومساحتها حوالي 650م2.
ويبلغ إجمالي المساحة المخصصة للمشروع حوالي 175164م2، وإجمالي المساحة المغطاة 27644م2، ونسبة المساحة المغطاة من مساحة المشروع 15.8%. ويتسع الجامع داخل الصالة المكيفة لحوالي 11000 مصل، والصالة المكيفة المخصصة للسيدات تتسع لحوالي 1200 مصلية، ويمكن الصلاة في صحن المسجد وفي الساحة الأمامية للمسجد، ويستوعبان 30000 مصل. وبالجامع عدد من القباب ومنارة واحدة، أما القباب الكبيرة فعددها 28 قبة، والقباب الصغيرة عددها 65، وللمحراب قبتان وللجامع ثلاث بوابات رئيسية ولصالة الصلاة 17 بوابة.
الخصائص الفنية
تتم إنارة مبنى الجامع ليلا بواسطة نظام إضاءة صُمِّمَ لإظهار خصائص الجامع المعمارية والجمالية، فاستخدمت تقنيات الإضاءة المخفية وغير المباشرة وإضاءة الصمامات الثنائية الباعثة للضوء (LED).
مرافق المسجد مزودة بالكامل بنظام تحكم ذاتي، حيث يضبط ويراقب أنظمة مكيف الهواء، واستشعار وكشف ومكافحة الحريق، والصوت، والإنارة، ونظام البث التلفزيوني.
تم تزويد المصلى بشبكة ثابتة من كاميرات النقل التلفزيوني والإضاءة الخاصة بها، وهي بالإضافة إلى مثيلاتها في صحن الجامع وعلى البوابات، ترتبط بغرفة الإخراج والنقل التلفزيوني في المبنى والمتصلة بدورها بشكل مباشر مع هيئة تلفزيون قطر، الأمر الذي يؤمن نقلا تلفزيونيا أسرع وأسهل ومتاحا في كل الأوقات.
ويكسو جدران المصلى الرخام الأبيض الصافي حتى ارتفاع أربعة أمتار من الأرضية، وتمت معالجة سطوح الجدران من هذا الارتفاع وحتى السقف بطبقة ذات خصائص صوتية، تمنع حدوث الصدى وتحد من ارتداده، وتداخل الأمواج الصوتية، هذه المعالجة الصوتية لسطوح المصلى الداخلية، بالإضافة إلى أجهزة النظام الصوتي المتطورة ذات التحكم والتوجيه الديناميكي، استطاعت أن تؤمن وضوح الصوت وثبات جودته في أي زاوية من زوايا المصلى.
وزودت الباحة الخارجية بمنحدر للسيارات يؤمن وصولها من مدخل المناسبات حتى بوابة صحن الجامع، وتتوزع في جهات الباحة الخارجية أربع نوافير للمياه العذبة مستوحاة من تصميم أحد موارد المياه التقليدية في قطر، وينتشر في الباحة أيضا 120 مصطبة حجرية ذات تصميم خاص تحوي داخلها تجهيزات إنارة تضيء الباحة الخارجية ليلا، إلى جانب المصابيح ذات التصميم التقليدي على حافة السور، وصنعت المقاعد وأرضية الباحة من حجر الجرانيت الصلب.
تمتد المواقف المكشوفة للسيارات والشوارع الداخلية على مساحة تزيد على ثمانين ألف متر مربع، وتستوعب 2615 سيارة، وتم رصف أرضية المواقف المكشوفة والشوارع الداخلية بحجر البازلت الطبيعي الذي يعطي قيمة جمالية أعلى من الإسفلت تزداد مع مرور الوقت.
يحيط بموقع الجامع شريط أخضر يلتف حول المواقف الخارجية والمباني وتصل مساحته إلى 47362 مترا مربعا، يغطيها مزيج من النباتات والأزهار الموسمية المتنوعة والشجيرات الصغيرة والأشجار الكبيرة التي يبلغ عددها بين كبيرة وصغيرة 1642 شجرة، معظمها من شجر السدر المحلي، ويتم ري المساحات الخضراء بواسطة شبكة مياه داخلية خاصة بالجامع.