3 ختمات للقرآن والباكورا في النصف الأول..

باكستان.. السمبوسة والباكورا وحلوى جلبي تسيطر على موائد رمضان

لوسيل

لوسيل - وكالات

خلال شهر رمضان المبارك، يفضل الباكستانيون تناول أطعمة الشارع التقليدية مثل السمبوسة والباكورا وحلوى جلبي على موائد الإفطار بالمنازل.

ورغم انقضاء أيام الشهر الفضيل تبقى وجبات مثل فطائر السمبوسة ، ووجبة الباكورا التي يجري تحضيرها من الخضار، وحلوى تسمى جلبي ، ومشروب روح أفزا المصنوع من ماء الورد، تتصدر قائمة الوجبات المفضلة لدى الباكستانيين خلال الشهر الفضيل.

والسمبوسة في باكستان، نوع من الفطائر يتم تحضيرها باستخدام اللحم المفروم والبطاطا، فيما يجري تحضير الباكورا بواسطة الخضار والبصل ودقيق الذرة، ثم قليها بالزيت.

وفي العاصمة إسلام أباد ومدينة راولبندي المتاخمة لها، يهرع الباعة الجائلون والمطاعم لإعداد هذه الأطعمة قبل ساعات قليلة من الإفطار، في الوقت الذي يصطف فيه الناس أيضًا أمام البائعين للحصول على وجبة إفطار تحتوي على السمبوسة الساخنة والباكورا وحلوى جلبي التقليدية، وإحضارها إلى منازلهم.

وبسبب تفشي وباء فيروس كورونا، حظرت الحكومة الباكستانية، تناول الأطعمة في المطاعم، وذلك ضمن إجراءاتها للحد من انتشار الوباء. وجراء ذلك، تقوم المطاعم بتعليب تلك الوجبات وإرسالها على شكل طلبيات إلى المنازل.

ارتفاع مبيعات السمبوسة

وقال مالك عرفان، أحد العاملين في مطاعم مدينة راولبندي، إن أطعمة مثل فطائر السمبوسة ووجبة الباكورا وحلوى جلبي، تعتبر من الأطباق التقليدية في الشوارع الباكستانية.

وأضاف عرفان للأناضول، أن استهلاك تلك الوجبات خلال شهر رمضان يسجل زيادة ملحوظة، وذلك لشغف المواطنين بتناولها بشكل خاص خلال الإفطار.

وذكر عرفان أن مبيعات فطائر السمبوسة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال رمضان.

وقال: قبل رمضان، كنا نبيع ما بين 400 إلى 500 قطعة سمبوسة يوميًا، وخلال شهر رمضان ارتفع هذا العدد إلى حوالي ألف و500 يوم. السمبوسة والباكورا تحظيان بإعجاب الشعب الباكستاني.

أكثر الأطعمة تفضيلاً في الإفطار

من ناحية أخرى، أظهر مسح أجرته شركة بلوس للخدمات الاستشارية في باكستان (Pulse)، أن سلطة الفواكه والباكورا والسمبوسة تعتبر أفضل ثلاثة أطعمة يفضلها الباكستانيون لتناول الإفطار خلال شهر رمضان.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر المسح أن وجبات خفيفة مثل الشيش طاووق، وقطع الدجاج المقلي، ووجبتي جناخ و غولغابا المصنوعتان من الحمص، من بين الأطعمة الأكثر تفضيلًا أيضًا خلال شهر الإفطار، حيث يفضل الباكستانيون الإفطار بوجبات طعام الشارع الخفيفة بدلاً من الوجبات الثقيلة، فيما يتم تناول الوجبات الرئيسية بعد صلاة العشاء.

مشروب مشهور

وحول المشروبات، يشتهر مشروب روح أفزا ، والذي يعني غذاء الروح ، في بلدان شبه القارة الهندية، وقد منحه هذا الاسم عام 1906 أول من صنعه ويدعى ناكي علي شاه .

يتم تحضير المشروب باستخدام مجموعة من الفاكهة وماء الورد، ومزج تلك المستحضرات بالماء البارد أو الحليب ومن ثم تبريدها باستخدام ألواح جليد كبيرة، لاسيما عند استخدام ذلك المشروب في المناسبات الكبيرة ووجبات الإفطار.

فيما يتم تحضير حلوى جلبي بواسطة الدقيق المصنوع على شكل حلقات متشابكة يتم رميها بالزيت الساخن، وتناولها ساخنة أو باردة.

الإفطار الجماعي

ترى الحجاب الذي ترتديه كل الباكستانيات خلال رمضان حتى غير المحجبات منهن، فمن عادات السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان في أي وقت حتى لو كانت المرأة غير محجبة، وفي الشهر الفضيل تلتزم جميع النساء بتغطية الرأس.

ويتميز شهر رمضان في باكستان بالإفطار الجماعي، ويكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء ومساكن طلاب الجامعات، أو المدارس الدينية المنتشرة مع كل مسجد أو تكون برعاية أحد الأثرياء.

وتبدأ المساجد بالاستعداد لرمضان منذ شهر شعبان وخاصًة المساجد الكبيرة حيث يتم طلاء المساجد ويقوم المسؤولون بإحصاء عدد المحتاجين في المناطق المجاورة للمسجد، وإبلاغ الشباب والأطفال عن حلقات تلاوة القرآن الكريم ويجلس معهم الشيوخ ليضعوا جدول لتحفيظ الأولاد ما تيسر من القرآن خلال الشهر الكريم وإشراكهم في إطعام الفقراء والمحتاجين وجمع زكاة الفطر، وتختم أغلب مساجد باكستان، القرآن الكريم أكثر من مرة خلال صلاة التراويح حيث يختم لمرة أولى في الـ 15 من الشهر، وتستكمل الختمة الثانية ليلة 27 رمضان، ثم يُختم القرآن للمرة الثالثة في الليالي المتبقية، واعتاد الناس على إغلاق المطاعم في شهر رمضان ولا يوجد قانون يمنع هذا ولكن يتبع الناس هذا السلوك احترامًا للشهر الفضيل وتجنباً للانتقاد، ولكن يوجد قانون أصدرته الحكومة الباكستانية بفرض غرامات أو الحبس لمدة 3 أشهر على من يجاهر بتناول الطعام أو شرب السجائر في نهار رمضان، وفرض غرامات مالية كبيرة على دور السينما والفنادق والقنوات التلفزيونية التي تتابع عملها في الشهر الفضيل.

وفي باكستان لا يتعدى وقت تناول وجبة الإفطار أكثر من 5 دقائق حيث يذهب الرجال لأداء صلاة المغرب جماعة في المسجد، وبعد صلاة العشاء يتناولون الطعام، حيث يعتبر الباكستانيون السحور وجبة طعامهم الرئيسية.

ومن العادات المميزة في باكستان هو المسحراتي الذي يطوف الشوارع والميادين بطبلته ليعلن عن قرب وقت السحور، ويتناوب سكان الحي في تقديم السحور له ويتقاضى أجرته من زكاة الفطر في آخر الشهر.

ويقدر الباكستانيون الأطفال الصائمين حيث يتم تشجيعهم على الصيام من خلال ذكر الأجر والثواب والبركة لصيام شهر رمضان المبارك، وتحرص الأمهات الباكستانيات على تجهيز بعض الأكلات الخاصة المحببة لأطفالهن على الإفطار تشجيعًا لهم، ولتكريمهم على ما بذلوه من جهد.

ومن أبرز الطقوس الرمضانية في باكستان تحضير شراب شاتوو قبل قدوم الشهر الفضيل بفترة من الوقت، ويتكون هذا الشراب من خليط من الفواكه المجففة والسكر وعصير الليمون، ويحرص عليه الباكستانيون لأنه يعوضهم عن فقد أجسامهم للسوائل طوال ساعات الصيام، ويمكن خلط الشراب الباكستاني مع أي نوع من السوائل الأخرى مثل الماء أو الحليب، ويضيف إليه معظم الناس لوزًا مبشورًا.

ويطلق الباكستانيون على الجمعة الأخيرة في رمضان جمعة الوداع ويأتي فيها جموع المصلين من كل مكان في باكستان للصلاة في المساجد الكبيرة والدعاء وختم ما تبقى من القرآن.