قال الحرس الثوري الإيراني أمس إن طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة واستبعد وقوع أي هجوم أمريكي وذلك بعد يوم من حث الرئيس دونالد ترامب على إجراء محادثات وتصريحه بأنه لا يستطيع استبعاد مواجهة عسكرية. وحث ترامب الخميس القيادة الإيرانية على التحاور معه بشأن التخلي عن برنامج طهران النووي وقال إنه لا يستطيع أن يستبعد مواجهة عسكرية في ظل تصاعد التوترات بين البلدين.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن يد الله جواني نائب قائد الحرس الثوري للشؤون السياسية قوله لن نجري محادثات مع الأمريكيين.. لن يجرؤ الأمريكيون على القيام بعمل عسكري ضدنا... أمتنا.. ترى أن أمريكا لا يعتد بها .
وشارك آلاف الإيرانيين في مسيرات نظمتها الدولة أمس للتعبير عن دعمهم لقرار الحكومة يوم الأربعاء تقليص الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب اتفاق مبرم عام 2015 مع قوى عالمية وهددت بمزيد من الإجراءات إذا لم توفر لها الدول الموقعة على الاتفاق الحماية من العقوبات الأمريكية.
وعرض التلفزيون لقطات للآلاف يشاركون في مسيرات بعد صلاة الجمعة في طهران ومسيرات أخرى في أنحاء البلاد.
وهتف المشاركون في المسيرات يجب أن تعلم أمريكا أن العقوبات ليس لها تأثير وحمل الكثير منهم لافتات كُتب عليها تسقط أمريكا .
وردا على طلب للتعقيب على تصريحات ترامب قال مجيد تخت روانجي سفير إيران لدى الأمم المتحدة إن طهران تجري محادثات مع القوى العالمية الست بما في ذلك الولايات المتحدة في إطار الاتفاق النووي.
وقال تخت روانجي في مقابلة مع محطة تلفزيون أمريكية فجأة قرر ترك طاولة المفاوضات... ما الذي يضمن أنه لن يتراجع في كلامه مجددا؟ .
ورفض المزاعم الأمريكية بوجود تهديد إيراني ووصفها بأنها معلومات مخابراتية كاذبة وأنها من اختلاق نفس الأشخاص الذين فعلوا نفس الشيء قبل الغزو الأمريكي للعراق .
وأعلن الجيش الأمريكي يوم الثلاثاء أن عددا من قاذفات بي-52 سيكون جزءا من قوات إضافية مرسلة إلى الشرق الأوسط لمواجهة ما تقول إدارة ترامب أنها مؤشرات واضحة على تهديدات من إيران للقوات الأمريكية هناك.
وانتقدت إيران الانتشار الأمريكي الجديد الذي يشمل حاملة طائرات ووصفته بأنه نبأ قديم أعلن الآن لترهيبها عبر حرب نفسية في وقت تشدد خلاله واشنطن أيضا العقوبات الاقتصادية على طهران.
وتحل حاملة الطائرات أبراهام لنكولن محل أخرى أبحرت من الخليج في الشهر الماضي.
من ناحية أخرى قالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية إن إيران قد تستهدف سفنا تجارية أمريكية، بما يشمل ناقلات نفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط في إطار التهديدات التي تمثلها طهران لمصالح الولايات المتحدة.
وقالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية في مذكرة نشرت الخميس إن احتمالات اتخاذ إيران أو وكلائها في المنطقة إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها تزايدت منذ بداية مايو.
وأضافت أن تلك المصالح تشمل البنية التحتية لإنتاج النفط بعد أن هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه نحو ثلث الخام المنقول بحرا في العالم.
وقالت إدارة الملاحة إيران ووكلاؤها قد يردون باستهداف السفن التجارية، بما يشمل ناقلات النفط، أو السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أو الخليج .
وأضافت التقارير تشير إلى جاهزية إيرانية متزايدة لتنفيذ عمليات هجومية ضد القوات والمصالح الأمريكية .
وتمر الملايين من براميل النفط يوميا عبر الممرات البحرية من الدول المنتجة في الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية.
وقالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية إنها تحث السفن التي ترفع العلم الأمريكي على التواصل مع الأسطول الخامس، الذي يتولى حماية السفن التجارية في المنطقة، قبل يومين على الأقل من الإبحار عبر مضيق هرمز.
وشددت واشنطن العقوبات المفروضة على إيران هذا الشهر إذ ألغت الإعفاءات التي كانت تسمح لبعض الدول بشراء نفطها بهدف وقف صادرات الخام الإيراني بالكامل.
وردت إيران بتخفيف القيود عن برنامجها النووي فيما يتعلق بمخزونات المواد النووية لكنها ملتزمة بالحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي بالحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم.