كتبت وكالة الأنباء الفرنسية بمناسبة مرور 13عام علي الغزو الأمريكي للعراق تقول : باتت ساحة الفردوس، رمز اسقاط نظام صدام حسين قبل 13 عاما، معلما لحجم الخراب الذي أصاب العراق على يد قادته المتناحرين . وتمر اليوم الذكرى 13 لسقوط بغداد عندما اقتربت دبابة أمريكية من تمثال صدام الضخم ليصعد احد جنودها ويلفه بالعلم الأمريكي وسط جموع كانت هناك، معلنا نهاية نظام استمر 24 عاما، لكن هذه الساحة التي كانت تعتبر متنفسا رئيسيا وسط العاصمة لتميزها بالحدائق والنوافير الجميلة اصبحت اليوم مكبا للنفايات وتعاني إهمالا واضحا.
وقالت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إن غزو العراق أسفر عن مقتل أكثر من 116 ألفا من المدنيين العراقيين في غضون الثمانية اعوام الأولى بعد الغزو، وأضافت أن الغزو كلف الولايات المتحدة ما يزيد على 801 مليار دولار. وفي دراسة مهمة للدكتور مهند العزاوي - رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية - بثها موقع المختصر العراقي عن الكلفة المادية لعملية تدمير العراق الناجمة عن غزوه واحتلاله جاء ما يلي أن العدوان الامريكي على العراق أدى إلى تمزيق وحدته وتحطيم بنيته الكلية وفجر النزعات الطائفية وقد ارتكب خطيئة استراتيجية كبرى وساهم بأكبر وأبشع جريمة إبادة بشرية عرفها التاريخ، وبلغت تكلفتها المالية بالنسبة للعراق، وفقا لمعايير القاعدة الاقتصادية الأمريكية- الحياة المهدورة وقيمة النجاة بها من الهلاك - VSL- أكثر من 73 تريليون دولار كتقدير تخميني أولي مقارب للواقع . ونقلت فرانس برس عن الإعلامي زياد العجيلي قوله إن ساحة الفردوس ظلت منذ السقوط الشاهد الرئيسي على خراب العراق . وتبلغ مساحة الساحة حوالي ألفي متر مربع. وأضاف لا تختلف الساحة البسيطة في مساحتها عن كل المتغيرات السياسية منذ تأسيس جمهورية العراق حتى اليوم .