تقدير دولي لجهود صاحبة السمو في حماية التعليم بمناطق النزاع

alarab
محليات 10 سبتمبر 2024 , 01:02ص
الدوحة - العرب

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة احتفاء المؤسسة بمناسبة الذكرى الخامسة لليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات الذي يوافق التاسع من سبتمبر كل عام وأقيم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات تحت عنوان «التعليم في خطر: التكلفة الإنسانية للحرب» بحضور عدد من الشخصيات البارزة وممثلين عن الأمم المتحدة ومناصري قضايا الشباب.
وحضرت سموها جلسة نقاشية رفيعة المستوى شارك فيها دولة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس الوزراء بالجمهورية اليمنية، وسعادة السيدة سعيدة ميرضيائيف مساعد رئيس جمهورية أوزبكستان، وسعادة السيدة ميرالّا بيشيروفيتش، حرم رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، وسعادة السيدة روزانجيلا لولا دا سيلفا السيدة الأولى لجمهورية البرازيل، وسعادة السيدة فيليبا كارسيرا كريستو دوليديس، السيدة الأولى لجمهورية قبرص، وسعادة السيدة فاتوماتا باه بارو السيدة الأولى لجمهورية غامبيا، وسعادة السيدة فاطمة مادا بيو السيدة الأولى لجمهورية سيراليون، وسعادة الدكتورة وان عزيزة وان إسماعيل حرم رئيس وزراء ماليزيا، وسعادة السيدة سارة بيسولو نيانتي وزيرة الخارجية الليبيرية، وسعادة الدكتورة فارسين أغابكيان شاهين وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، وسعادة السيدة فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح.
وعبر المشاركون في هذه الجلسة عن امتنانهم لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وجهودها الكبيرة في حماية التعليم في مناطق النزاع حول العالم والتي تمتد لأكثر من 25 دولة ومبادراتها البناءة لتوفير التعليم وتبنيها له كقيمة إنسانية ودورها البارز وجهودها الحثيثة لبناء مستقبل أفضل للشباب في عالم يموج بالتحديات.

جهود تعليم الأطفال والشباب
واستعرض كل مشارك جهود بلاده في توفير التعليم للشباب والأطفال رغم أحداث العنف التي شهدوها وكيف تشبثوا بحبال المعرفة في المدارس المهدمة، ومواصلة المسيرة التعليمية تحت السقوف الآيلة للسقوط والجدران بشقوقها الغائرة، موجهين التحية للمعلم والطلبة وأولياء الأمور الذين ينحتون في الصخر بتدني رواتبهم وانعدامها وغياب البنية التحتية وبُعد المسافات ومحدودية الوصول إلى المؤسسات التعليمية، وظروف النزوح المتكرر.
وأكد المشاركون أن التعليم هو المفتاح الأكبر لرسم مستقبل أفضل للمجتمع وهو الأساس في بناء شخصية الإنسان لأنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن انتزاعه وهو العمود الفقري لكل تقدم وتطور، مشددين على أن ما يشهده العالم يستوجب وجود قادة يرغبون في إفشاء السلام وحماية التعليم لأن تدمير الأمم يبدأ من القضاء على تعليمها.
مطالبات بوقف العدوان
وندد المتحدثون بما يحدث في غزة من هدم لجميع مدارسها وجامعاتها وقتل أكثر من 10 آلاف طفل و400 معلم واستنكروا حرب الإبادة التي تمر بها فلسطين مشددين على ضرورة مجابهة الظلم الذي يواجهه الأطفال ووقف العدوان الأعمى الذي يدمر مستقبلهم ويسلب حقوقهم ويطغى على عقولهم وقلوبهم ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.
وطالب المتحدثون بضرورة توفير مراكز تعليمية في مناطق النزوح واللجوء وإمدادها بمعلمين متميزين وإدماج الأطفال في مجتمعاتهم الجديدة وتمكين الشباب ليصبحوا مواطنين فاعلين مع تعزيز ثقافة السلام والحوار والمضي قدما في التصالح وكشف الحقائق وفضح كل من يشجع على الحرب والعدوان والمضي قدما لحل النزاعات وإفشاء السلام مع التصدي لآثار العنف والنزاعات التي تطال طلاب المدارس.

مطالبات بالعمل الجماعي
ونبه المتحدثون إلى أهمية العمل الجماعي وتوجيه الموارد لحماية الأطفال والمؤسسات التعليمية من آثار النزاعات والحروب موجهين عددا من الرسائل للمجتمع الدولي مفادها ضرورة إعادة الثقة في المنظمات الدولية والأممية وأن التعليم ركيزة لتحقيق الأمان والسلام والمستقبل والتنمية ضرورة التضامن مع الحق في التعليم واتخاذ خطوات ذات مغزى لحماية الحياة المدنية ومنع تفاقم الوضع، وحث المجتمع الدولي على إيقاف العدوان ومحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبيها، لافتين إلى أن آثار الهجمات تخلف آثارا عميقة في نفوس الأطفال وأجسادهم.
رسالة غوتيرش
وكانت الجلسة قد بدأت برسالة بعث بها سعادة السيد أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة للمشاركين في احتفاء هذا العام أكد خلالها أن كلفة الأزمات والتبعات القاسية التي يعاني منها الأطفال، لا يمكن احتسابها مذكرا بآثار الحرب على أجساد وعقول، وأرواح هؤلاء الأطفال الصغار من القتل إلى التجنيد في الحروب والتهجير، وفقدان الفرص.
 وأوضح أن التعليم ليس حقا إنسانيا أساسيا بحد ذاته، لكنه شرط لتحقيق كل حقوق الإنسان، داعيا كل البلدان إلى الاستثمار في التعليم، وألا تدخر جهدا لحماية الطلبة والمعلمين على حد سواء، ومعاقبة المسؤولين عن الهجمات على أماكن التعليم.  وختم الأمين العام للأمم المتحدة رسالته بالقول «دعونا نحمي التعليم من الهجمات، ونحمي الحق الأساسي في التعليم الذي هو حق لكل طفل ولكل شاب، ويافع في كل مكان».
عقب انتهاء الجلسة رفيعة المستوى تضمن احتفاء مؤسسة التعليم فوق الجميع باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات جلسات فنية متخصصة

وأكد المشاركون بالجلسات الحاجة الماسة والمتزايدة لالتزام موحد نحو حماية التعليم في مناطق النزاع، وأظهروا الرغبة الصادقة في التصدي للتحديات العالمية التي تهدد سلامة وإمكانية الوصول إلى التعليم، وخاصة في المناطق التي مزقتها الحروب، مما يعكس عزمهم الراسخ على رفع مستوى الوعي ودعم الجهود الدولية لتوفير حمايات أكثر فعالية للتعليم.

زيارة مدرسة السلم
وفي إطار الاحتفاء باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، زار وفد رفيع المستوى مدرسة السلم الأولى، للاطلاع على جهود مؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال مشروعها «سوياً» الذي تنفذه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وعدد من الشركاء داخل الدولة.