

شاركت 19 طالبة باكستانية في النسخة الثانية من برنامج مستقبل المرأة في مجال الطاقة، التابع للمجلس النسائي الأمريكي الباكستاني، وذلك تحت إشراف جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.
ويأتي هذا البرنامج تحت رعاية المجلس النسائي الأمريكي الباكستاني، وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص تضم كلّاً من وزارة الخارجية الأمريكية، وجامعة تكساس إي أند أم، والتي بدورها تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة الباكستانية في القطاع الاقتصادي، وذلك من خلال دعم النساء في مجالات ريادة الأعمال والتوظيف وإتاحة الفرص التعليمية لهنّ من أجل تطوير مسيرتهن المهنيّة، وقد حظي البرنامج بدعم كبير من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووزارة الطاقة الأمريكية، والسفارة الأمريكية في إسلام أباد، والسفارة الأمريكية في قطر.
ومثلت الطالبات المشاركات تسع جامعات من أربع مدن مختلفة في باكستان، حيث أظهرن مهاراتهن في العديد من التخصصات الأكاديمية، بما في ذلك الهندسة الكيميائية، والهندسة الكهربائية، والتكنولوجيا الحيوية، وهندسة البرمجيات، والجيوفيزياء، والهندسة البيئية، والهندسة الميكانيكية، والجغرافيا، وعلوم الأرض والبيئة. وقدمت أكثر من 480 طالبة مؤهلة من 30 جامعة، تتوزع في 14 مدينة باكستانية، طلبات للمشاركة في البرنامج.
وحظيت الطالبات المشاركات بترحيب كلٍّ من الدكتور سيزار مالافي عميد جامعة تكساس إي أند أم في قطر، والدكتور إيوانيس إيكونومو، العميد التنفيذي المشارك.
وفي هذا الصدد أعرب الدكتور مالافي قائلًا: «نحن في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، نسعى الى تكوين جيلٍ جديدٍ من القادة الهندسيين والباحثين».
«القادة الذين سيكون لهم - وفي الواقع، الذين لديهم بالفعل - تأثير مباشر على نمو وتطوّر دولة قطر، والمنطقة، والعالم. وفي هذا الإطار نسعى من خلال الدورات الدراسية الصيفيّة في المجالات الهندسية الى إلهامهن ودفعهن لمواجهة التحدّيات لمواصلة الدراسات العليا والحصول على درجات علميّة متقدّمة؛ حيث ستمنحهن تجارب المدرسة الصيفية التي صممناها الفرصة القيّمة من أجل الاستعداد للالتحاق بمؤسّسة أكاديمية من الطراز العالمي، وتعزيز قيمة شهادتهن الجامعية».
من خصائص برنامج مستقبل المرأة في مجال الطاقة، أنه يجمع بين الدورات الدراسية الأكاديمية حول مجالات اقتصاد الطاقة والاندماج في سوق العمل؛ حيث انّه خلال تواجدهنّ في الدوحة، شاركت الطالبات في دورات دراسية تناولت مجموعة متنوعة من المحاور بما في ذلك، معالجة الغاز الطبيعي، والطاقة الأحفورية، وسلامة المختبرات، وآليات الذكاء الاصطناعي، ومنهجية البحث، والمنظور المهني في مجالات النفط والغاز، والطاقة المائية، والطاقة الشمسية الحرارية، والابتكار على الصعيد العالمي، وطاقة الرياح، واستهلاك الطاقة، والطاقة النووية، وأمن الطاقة، ومعالجة المياه وتحليتها، والتنمية المستدامة ونظم الطاقة، والفصل الغشائي، وإعادة تدوير البلاستيك.
كما أن البرنامج يتيح للطالبات المشاركات الفرصة لحضور مناقشات لمتحدثين خارجيين من جامعة جورج تاون في قطر وجامعة كارنيجي ميلون في قطر، ومؤسّسة قطر غاز، وشركة توتال إنرجي، ووزارة الطاقة الأمريكية حول سياسة الطاقة، وأمن الطاقة، والطاقة النووية، وريادة الأعمال، وإدارة الأعمال، والتطوير المهني، وما الى ذلك من مواضيع مختلفة.
فبالإضافة إلى الدورات الدراسية، أجرت الطالبات المشاركات تجارب عملية في مختبرات جامعة تكساس إي أند أم في قطر المتطورة، واستمعن الى شهادات من خريجات مؤثرات يعملن في قطاع الطاقة، وزرن مرافق بحثية في المدينة التعليمية مثل مركز بحوث توتال – قطر، وجزيرة الاستدامة؛ وحضرت الطالبات حلقة نقاش حول دور المرأة في مجال الطاقة، والتي استضافتها السفارة الأمريكية في الدوحة، حيث ضمت سيّدات من غرفة التجارة الأمريكية، ومن مؤسّسة قطر للطاقة، وكونوكو فيليبس، كما نظّمت «إرثنا» عضو مؤسسة قطر جلسة للطالبات من أجل عرض تجاربهنّ الاكاديمية والبحثيّة.
الى جانب ذلك، أتيحت الفرصة للطالبات المشاركات إطلاع السفارة الباكستانية في الدوحة على البرنامج، والافصاح عن طموحاتهن عند العودة إلى الوطن. وقد أشرف مكتب الشؤون الأكاديمية على تنظيم الجزء الخاص بالدوحة من البرنامج، حيث تولّى الدكتور كونستانتينوس كاكوسيموس، العميد المساعد للدراسات العليا، ادارة الجزء التقني من البرنامج، وأشرف على تنظيم الزيارات إلى الشركاء الصناعيين، بينما أشرفت رولا أبو غيداء على توفير جميع الخدمات اللوجستية للبرنامج.
وعبّرت المشاركات عن اعجابهن بهذه التجربة القيّمة والثرية التي اختبرنها وذلك من منظور أكاديمي ثقافي، فقد أشادت آمنة خليل، طالبة من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا قائلةً: «لقد كانت تجربة تعليمية ممتعة للغاية، خاصة أنني حضرت دورات دراسية تحت اشراف أعضاء هيئة تدريس متميّزين، وحظيت بفرصة التواصل مع قادة في المجالات ذات الصلة، والذين قدموا لنا منظورهم حول المسارات المهنية، التي يجب أن نسلكها بعد تخرّجنا، هذا بالإضافة الى ما اكتشفناه خلال رحلتنا من عادات وثقافات لدولة قطر».
ومن جانبها أضافت آمنة نصير علي، طالبة من جامعة NED للهندسة والتكنولوجيا: «لقد كانت تجربة استثنائية، وما شدّ انتباهي هو التنوّع الذي تتميّز به الهيئة الطلابية وأعضاء هيئة التدريس هنا، فضلًا عن الحفاوة التي حظينا بها في دولة قطر، ومن المؤكّد أننا سنعيش أوقاتا رائعة هنا، خاصة في المدينة التعليمية التي تُعدّ مكانًا متميّزًا لأي طالبٍ».
وبعد انتهاء البرنامج الذي استمر على مدى أسبوعين في دولة قطر، عادت الطالبات إلى دولة باكستان، لخوض غمار رحلة تعريفية مدتها أسبوع واحد، وذلك تحت رعاية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والتي أتاحت لهن التواصل مع منظمات القطاع العام والخاص الباكستانية الرئيسية في إسلام أباد ولاهور، من أجل استكشاف قطاع الطاقة الباكستاني. وفي ختام رحلتهن، قامت المشاركات بزيارة 16 مؤسسة بارزة في قطاعي الطاقة الخاص والعام في دولة باكستان والتي تستخدم أحدث التقنيات التكنولوجية، حيث أتيحت لهن الفرصة للاطلاع على عروض توضيحية عن أوضاع الطاقة في دولة باكستان والتحديات التي تواجهها. هذا بالإضافة الى التقائهنّ أيضًا بالخبراء التقنيين، وقادة ريادة الأعمال، وقادة التعليم، والمسؤولين الحكوميين، وبالتالي التعرّف على الفرص الوظيفية المحتملة في مجالات تخصّصهنّ.
وفي هذا الصدد بيّن أندرو شوفر نائب رئيس البعثة الأمريكية «نحن نشيد بقرار الحكومة الباكستانية الذي يقضي بزيادة حصتها من الطاقة المتجددة إلى 60 % بحلول عام 2030، وما زلنا نعبّر عن التزامنا بدعم هذه الجهود، وذلك من خلال إتاحة الفرص المناسبة لجميع الباكستانيين، بما في ذلك النساء، من أجل الاستفادة من النموّ والتطوّر اللذين تشهدهما البلاد».