ندوة افتراضية لمؤسسة قطر تدعو الأفراد إلى جعل حماية البيئة في طليعة أولوياتهم

لوسيل

لوسيل

أكد الخبراء في مجال البيئة على مسؤولية أفراد المجتمع المحلي للحفاظ على البيئة، خلال ندوة إلكترونية عقدتها مؤسسة قطر بعنوان: تنوعنا البيولوجي ومستقبلنا .
وشهدت الندوة، التي تم تنظيمها بالتعاون مع فريق حركة الشباب العربي للمناخ في قطر، على آراء الخبراء بمن فيهم أعضاء الأمم المتحدة، وحثهم للجمهور على أن يصبحوا مشاركين فاعلين في إصلاح البيئة وحمايتها.

قال الدكتور ميغيل كلسنر جوت، مدير عام وحدة العلوم الإيكولوجية وعلوم الأرض وأمين برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو: يجب إشراك جميع الأفراد ، حيث يتعين عليهم حماية تنوعهم البيولوجي، وأعتقد أن تعزيز شعورهم بالمسؤولية عنصر هام لضمان الحفاظ على البيئة، فالحكومة وحدها لا تستطيع القيام بذلك، وبالتالي، يجب أن يكون هناك دور للأفراد .

من جهتها، وافقت رولا مجدلاني، مديرة إدارة سياسيات التنمية المستدامة باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا الإسكوا التابعة للأمم المتحدة، هذا الرأي قائلةً: الحفاظ على المياه العذبة، والهواء النقي، وعلى النظام البيئي الغني، مسؤولية تقع على عاتق الجميع .
وأضافت مجدلاني: إن ما شهدناه من خلال جائحة كوفيد-19، مع إغلاق الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والحد منها، هو سماء تبدو أكثر صفاءً وهواء أكثر نقاءً مما كان عليه. وقد تعلمنا من هذا درسًا: أنه من خلال تقليل الاستهلاك، لا يزال بوسعنا أن نحيا حياة جيدة، بل في الواقع، يمكننا العيش بشكل أفضل .

وأضافت مجدلاني: لماذا ينبغي أن نعير اهتمامنا لهذه القضية؟ الإجابة هي من أجل البقاء على قيد الحياة، نحن بحاجة إلى أن نكون مدركين لهذا الأمر، ليس فقط لمكافحة الخسائر المتزايدة للبيئة، ولكن من أجل الحفاظ على البشرية .
تضمنت الإجراءات التي يمكن للمجتمعات اتخاذها لحماية التنوع البيولوجي، والتي تم تسليط الضوء عليها خلال الندوة عبر الإنترنت، دعم البرامج والمبادرات البيئية، بغض النظر عن حجمها؛ وتقليل استهلاك الأفراد للمياه؛ والحفاظ على الطاقة من خلال الاستثمار في الأجهزة الموفرة للطاقة؛ والحد من انبعاثات الاحتباس الحراري عن طريق المشي أكثر؛ وزراعة الفاكهة والخضروات؛ والتقليل من هدر الأطعمة أو تحويلها إلى سماد.

كان دور الشباب في الحفاظ على التنوع البيولوجي موضوعًا رئيسيًا في النقاش، حيث سلط الدكتور كلسنر جوت، الضوء على أهمية تثقيف الأفراد حول هذه القضية من عمر مبكر. قائلًا: يجب أن نبدأ في سن مبكرة مع الأطفال، وبالتالي يصبح هذا أمرًا طبيعيًا بالنسبة لهم. إذا أخبرت تلاميذ المدارس عن التنوع البيولوجي في سن الرابعة، فسيبدأون في تعليم آبائهم، ومع هذه الطريقة قد يكون هناك تأثير أكبر في بعض الأحيان .

وناشد نيشاد شافي، مدير حركة الشباب العربي للمناخ، أهمية إشراك الشباب في إيجاد حلول مشتركة للقضايا البيئية المحلية، وأوضح قائلًا أن: الشباب لديهم الكثير مما يمكن تقديمه، فالشباب في جميع أنحاء العالم، وخاصة في العالم العربي، منخرطون في الحد من فقدان التنوع البيولوجي في بلدانهم أو إيقافه. ما نحاول القيام به هو بناء حركة شابة نابضة بالحياة لحماية التنوع البيولوجي، وكذلك تمكين الشباب في قطر لدفع الحكومات الأخرى والمنظمات المحلية نحو مستقبل أكثر إشراقًا وخضرة وأكثر صحة للجميع .