لبنان يكثف جهوده محليا ودوليا لتجنب الدخول في مواجهة الحرب الشاملة مع الكيان الإسرائيلي

لوسيل

بيروت - قنا

يكثف لبنان جهوده ومساعيه الدبلوماسية في الداخل والخارج، لتجنب الدخول في مواجهة الحرب الشاملة مع الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي يواصل فيه الكيان الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان برا وبحرا وجوا خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.

وفي هذا السياق، أدان اللواء عباس إبراهيم المدير العام السابق للأمن العام اللبناني في حديث لوكالة الأنباء القطرية قنا ، مواصلة استهداف الكيان الإسرائيلي للمدنيين في جنوب لبنان والذي كان آخره مقتل 4 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال قتلوا وهم يتنقلون بسيارة مدنية على الطريق في جنوبي لبنان.

وكشف المدير العام السابق للأمن العام اللبناني لـ قنا ، عن جهود يقوم بها من خلال علاقاته مع الفاعلين في المجتمع الدولي والإقليمي لمنع الحرب الشاملة على لبنان إلى جانب دخوله على خط الوساطة لوقف الحرب على غزة، وتحديدا في ملف الأسرى والرهائن وقال: أنا كوسيط سأمارس دوري من موقع المؤمن بالحق الفلسطيني وكل الحقوق العربية مع بقائي على موقفي من الكيان الإسرائيلي ، موضحا أنه إذا كانت هناك بعض الثغرات التي كان يمكن النفاذ منها فإن العنف والتعنت الإسرائيليين هما من أسقطا كل صوت للعقل والسياسة خصوصا في ظل إدارة بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي، وسعيه للنفاذ من محاسبة داخلية تغطي على فشل حكومته.

وطالب اللواء إبراهيم الحكومة اللبنانية بتكثيف مساعيها من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية ومنع الحرب الشاملة في لحظة تترقب فيها المنطقة كلها وعند كل لحظة يشهد تبدل على المستويين الميداني والسياسي.

وتسود حالة من الخوف في لبنان على المستويين الرسمي والشعبي من ارتكاب الكيان الإسرائيلي لأي حماقة وشنه حربا شاملة على لبنان خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة له.. حيث قال مندوب الكيان الإسرائيلي بالأمم المتحدة في الثامن من أكتوبر الماضي، أي في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، طلبنا من دول عدة إبلاغ حكومة لبنان أننا سنحملها مسؤولية أي هجوم .

وتتواصل الاعتداءات من قبل الكيان الإسرائيلي على قرى وبلدات جنوبي لبنان من القصف المدفعي إلى رمي القنابل الضوئية والفوسفورية المحرمة دوليا، مرورا بشن الغارات المعادية وقصف بالمسيرات ولعل أبرزها /الأحد/ الماضي ما تعرضت له سيارة مدنية من قصف بمسيرة إسرائيلية في عيناتا أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وامرأة إلى جانب إصابة آخرين.

ويطال القصف الذي تقوم به قوات الكيان الإسرائيلي، المنازل في جنوبي لبنان وهو ما أدى إلى استشهاد عشرة مدنيين على الأقل وعدد من الجرحى.

ويؤكد مراقبون أن الكيان الإسرائيلي يخترق القرار الأممي 1701 إلى جانب انتهاكه للقانون الدولي الإنساني الذي يمنع استهداف المدنيين والطواقم الطبية والصحفيين، ولعل أبرز تلك الاعتداءات هو قصف الكيان الإسرائيلي الذي استهدف صحفيين في بلدة علما الشعب في شهر أكتوبر الماضي، مما أدى إلى مقتل مصور صحفي إلى جانب إصابة آخرين بجروح بينهم صحفي وصحفية من مكتب الجزيرة في بيروت.

وتواصل الحكومة اللبنانية مساعيها من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية وردع الكيان الإسرائيلي عن القيام بحرب شاملة على لبنان، والتي تتبلور من خلال اللقاءات والمساعي الدبلوماسية التي يقوم بها نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الذي أكد مؤخرا أن بلاده في عين العاصفة ونسعى لتجنيبه الحرب .

وأكد مراقبون لوكالة الأنباء القطرية قنا ، أن لقاءات ميقاتي برؤساء ومسؤولين إقليميين ودوليين تندرج في إطار مساعيه لوقف الاعتداءات على لبنان وتلافي الحرب الشاملة على لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وكان آخر هذه اللقاءات الأممية زيادة الموفد الأمريكي السيد آموس هوكشتاين، وقد أبلغ هوكشتاين، ميقاتي أنه يزور لبنان موفدا من الرئيس الأمريكي جو بايدن، لبحث الوضع في جنوب لبنان، وأنه لمس من خلال محادثاته أن لبنان والكيان الإسرائيلي لا يرغبان بتصعيد الوضع.

وفي هذا السياق، نوه الدكتور علي عبدو، رئيس قسم الدراسات العليا لكلية العلوم السياسية والإدارية والدبلوماسية في الجامعة الإسلامية -لبنان في حديث مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، بالمساعي الحكومية مع أصدقاء لبنان والتي تهدف إلى محاولة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوبي لبنان.

وقال الدكتور علي عبدو: إن لبنان لا يسعى للحرب بل يسعى بشكل دائم إلى احترام القرارات الدولية وتطبيقها ومنها القرار الأممي 1701.

ودان رئيس قسم الدراسات العليا لكلية العلوم السياسية والإدارية والدبلوماسية في الجامعة الإسلامية، استهداف الكيان الإسرائيلي للمدنيين وسيارات الإسعاف والصحفيين والمدنيين بشكل مستمر.. معربا عن مخاوفه من أن تؤسس ممارسات الكيان الاسرائيلي إلى حرب معقدة في الشرق الأوسط وليس في لبنان فقط.

وشدد على ضرورة محاسبة قادة الكيان الإسرائيلي على جرائمهم ومجازرهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان.

ورغم كل هذا التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية، يؤكد مراقبون أن الميدان هو سيد الحسم حول احتمال شن الكيان الإسرائيلي حربا شاملة على لبنان، معربين عن آمالهم أن تنجح المساعي الدبلوماسية في وقف الاعتداءات وردع الكيان الإسرائيلي عن المضي قدما في نيته العدوانية.